فهد محمد الأحمري

أهم شعب على كوكب الأرض

الاثنين - 14 فبراير 2022

Mon - 14 Feb 2022

في استفتاء برنامج تلفزيوني في السعودية، وضع أكثر المشاهدين ثقتهم في العمالة الفلبينية وكانت المصادفة أنني للتو خرجت من تنويم في المستشفى وكان القائمون على خدمة التمريض من جنسيات ثلاث، مواطنات، هنديات وفلبينيات.

وفي أمسيات السمر مع الزملاء المنومين يحلو تجاذب الحديث للتخفيف عن بعضنا والخروج من الوحدة والتفكير السلبي على السرير الأبيض.

في هذه الأثناء، يحدثنا الزميل طلال عن دهشته من عناية الممرضة الفلبينية التي لاحظت شعرا على صدره فقامت بإحضار الموس وحلاقة هذه المنطقة قبيل العملية لتسهيل عمل الجراح بينما لم ينبهه أحد من الممرضات (الأخريات) اللاتي تعاقبن عليه مرارا. يردف زميل آخر، عن ممرضة مواطنة تأخذ فحص ضغطه بينما كل شيء فيها يرفع الضغط من تعامل وروائح عطرية وأظافر طويلة، بحسب وصفه!

لا يقف الأمر على أفضلية الفلبينيين في مهنة التمريض، فقُبيل طرح هذا المقال سألت البعض من مواطنين ومقيمين عن أفضل شعب تتعامل معه في كل المهن فكانت إجابة الأغلبية العظمى، الفلبينيين.

شخصيا تعاملت مع هذه الجنسية في مؤسسات قطاع خاص عديدة من مهندسين وفنيين وشاهدت تفردهم في عشق العمل والدقة المتناهية حتى أنه وعند انتهاء خدمته أو قبيل إجازته، تجده يعمل بجد وإخلاص لآخر دقيقة من وقت عمله.

لا يقتصر الثقة والاعتماد على هذه الجنسية في المملكة بل العالم بأسره يشاركنا تميز العنصر البشري الفلبيني في الجو والبحر والبر من خلال الضيافة في الطائرات، وكذلك البحارون الفلبينيون على المياه الدولية لنقل احتياجات البشر، وعلى كوكب الأرض في معامل الطاقة والطرق وصيانة المركبات والخدمة المنزلية والتمريض والذي هو لب موضوعنا اليوم.

لديهم مستوى عال من ثقافة الإخلاص في العمل والدقة المتناهية، والانضباطية والإنتاجية بجودة عالية فضلا عن طبعهم البهيج وحبهم للحياة فتجده يقتني أجهزة قد تكلفه نصف راتبه ويزيد.

قد يأتينا من يتحدث عن السلوك الأخلاقي عند البعض منهم إلا أن هذه حالات شاذة والأحكام لا تبنى إلا على الغالب العام.

بلا شك، نحن داعمون للتوطين في كل شؤوننا وثقتنا بالإنسان السعودي بلا حدود غير أن مهنة التمريض لها شأن آخر والتي يتفق الأغلبية الساحقة من المستفيدين على تميز اليد الفلبينية لأهمية التعامل الإنساني مع المريض والذي له دور كبير على نفسيته وجزء مهم في التشافي.

صحيح أن الأمن الصحي يتطلب الاهتمام بالتوطين في مجال التمريض وغيره فالمواطن هو ثروة الوطن وسنده عند الأزمات التي قد يتخلى عنا المقيم ويترك العمل لسبب ما غير أننا نحتاج لدراسة مكثفة عن كيفية وصول الممارس الصحي المحلي لهذا المستوى الذي وصل إليه نظيره الفلبيني.

@fahadalahmary1