عبدالله المزهر

سيحوا في الحر!

الثلاثاء - 09 أغسطس 2016

Tue - 09 Aug 2016











ثم يحل الصيف، فيهاجر أقوام يبحثون عن المرعى خارج الحدود، والسعودي حين يسافر "للسياحة" فسياحته لا تخرج عن أمرين، إما أن تكون سياحة منحرفة يخلع فيها عقله عند بوابة الدخول في مطار الدولة التي يصل إليها، وهذا النوع من السياح في الغالب لا تفرق معهم الأماكن، فلا حضارة ولا تاريخ ولا جغرافيا تعنيه، جل ما يهمه ألا يباغته عقله فيعود فجأة دون سابق إنذار..





والنوع الثاني من السياح السعوديين يشك أنهم كانوا "كائنات" نباتية في حياة سابقة، فتجده يبحث عن الخضرة والمرعى، ثم يملأ كل مكان بصوره منبطحاً على العشب أو متعلقاً بشجرة، وهذا أيضا لا يهمه لا تاريخ ولا حضارة ولا عادات شعوب، المهم أن يجد ما يشبع غريزة الرعي التي تحدد غالباً وجهته السياحية!





أما السعودي الذي لا يسافر، فذلك والله المبتلى، فهو يدفع أضعاف ما يدفعه المسافر خارج الحدود لـ"يسيح" من الحر، ويسكن شقة تطل على محطة محروقات توفر خدمات للسياح، كالبقالة وتغيير الزيوت والإطارات، وهذه الشقة في الغالب تكون للنوم، لأن السائح السعودي في الداخل يقضي نهاره يتنقل بين الفعاليات المبهرة، فمرة يحضر درساً عن كيفية تغسيل الأموات، ومرة يحضر محاضرة لداعية صاحب حضور إعلامي عن عذاب القبر أو فتنة التغريب، ولا بأس في أن يحضر بعض اللهو المباح كمشاهدة التزحلق على الملاعب الصابونية ومسابقة شد الحبل.. وغيرها من المغريات والملهيات الدنيوية التي تبين للعالم أن في ديننا فسحة وفي سياحتنا متعة!