هل ينقذ طائر الفينيق إيران من ظلم الملالي؟

زوجة شاه إيران تنتظر معجزة لإنقاذ بلادها من فتنة ثورة الخميني
زوجة شاه إيران تنتظر معجزة لإنقاذ بلادها من فتنة ثورة الخميني

الخميس - 10 فبراير 2022

Thu - 10 Feb 2022

بالتواكب مع ذكرى نهاية حكم الشاه محمد رضا بهلوي واندلاع ثورة الخميني قبل 43 عاما في إيران، أعربت فرح بهلوي زوجة آخر ملوك طهران عن أملها في أن «تنهض إيران مرة أخرى من رمادها مثل طائر الفينيق، وينتصر النور على الظلام».

وقالت «إن ما قام به مؤسس نظام الملالي روح الله الخميني في11 فبراير 1979 «فتنة» وليس ثورة، وأشارت في رسالة وجهتها للشعب الإيراني، بمناسبة إحياء النظام لذكرى ما سموه بـ»الثورة»، أن «الفتنة التي شهدتها إيران عام 1979، جعلت وطننا الغالي يمر بأيام مظلمة وبائسة».

وتابعت «لكن كل الإيرانيين الذين أحبوا هذه الأرض القديمة في قلوبهم سوف تتضافر جهودهم عبر التضامن والعمل لتحقيق النصر وتخطي الظلام والصعوبات».

طريق الظلام

وبحسب زوجة شاه إيران الأسبق، فإن كل الإيرانيين «الذين في قلوبهم حب هذه الأرض العريقة، يسيرون يدا بيد بثبات وتضامن على طريق الانتصار على الظلام والصعوبات»، وقالت فرح بهلوي «أنا أعلم أن أيام الشتاء الباردة والمظلمة قد ولت، وأن نبعا لطيفا قادم، وأعتقد أن النور سينتصر على الظلام».

وتصاعدت مخاوف المسؤولين الحكوميين في إيران بعد أن ردد المتظاهرون شعارات مؤيدة لحقبة بهلوي خلال احتجاجات الشوارع في إيران عامي 2017 و2019.

واعتادت فرح بهلوي التي تعيش في مصر على إحياء ذكرى زوجها بزيارة قبره في مسجد الرفاعي بالقاهرة، بعد مرور 42 عاما على وفاته، حيث تقرأ القرآن الكريم وتضع الزهور على قبره، ومات محمد رضا بهلوي عام 1980 بمستشفى القوات المسلحة بالمعادي عن عمر ناهز 61 عاما، ودفن في قبره داخل مقابر العائلة بمسجد الرفاعي.

مطالب المظلومين

ودعت فرح بهلوي في رسالة سابقة إلى القوات العسكرية وقوات إنفاذ القانون إلى عدم الرد بالرصاص على «مطالب المظلومين» الذين خرجوا إلى الشوارع لتحقيق «أبسط المطالب الإنسانية».

وفي رد فعلها على الأحداث في خوزستان، أشارت إلى «أزمة المياه» وتفاقم أزمة كورونا والأضرار التي لحقت بإيران والإيرانيين في الـ42 عاما الماضية»، مشيدة بمقاومة الشعب لتحقيق مطالبه العادلة، متمنية له النصر.

ونصحت زوجة شاه إيران السابق الشعب بتجنب العنف ضد القوات الحكومية قدر الإمكان حتى لا يقدموا ذريعة لمن هم في السلطة.

وحشية إمبريالية

وأشار ولي عهد إيران إلى أن النظام الإيراني لن يغير سلوكه تجاه السعودية؛ لذا فإن أي توافق معها لابد وأن يكون مع إيران علمانية ديمقراطية تحترم جيرانها وتتعامل بحسن نية معهم.

وأوضح في سياق حديثه، أن النظام ادعى أنه سعى إلى السلطة لإنهاء الإمبريالية، بينما عمل على سن إمبريالية وحشية بطريقته الخاصة، من خلال دعمه الحوثيين وحزب الله في لبنان والعراق ودعم بشار الأسد في سوريا؛ بهدف زعزعة أمن واستقرار المنطقة، فالفوضى جزء من حمضه النووي، حيث يكرس نفسه لـ “تصدير الثورة”، مشيرا إلى أن البديل لذلك يتمثل في المعارضة، فنحن كإيرانيين نريد أن نعيش بسلام مع جيراننا، ونريد السلام مع البحرينيين والسعوديين والإماراتيين والكويتيين والإسرائيليين ومع الجميع.

خارطة سرية

وعن الخارطة السرية وتحركات المعارضة الإيرانية في الخارج، أكد بهلوي أنه من المهم الآن ملاحظة الزيادة في وتيرة حدوث الاحتجاجات، في العادة كانت هذه الاحتجاجات تحصل كل 10 سنوات أو نحو ذلك، ثم أصبحت كل بضع سنوات، والآن نراها كل بضعة أشهر إن لم يكن كل بضعة أسابيع.

واعتبر أن الأهم من ذلك، أنهم موجودون أيضا في كل ركن من أركان البلاد ابتداء من المدن الرئيسة مثل طهران ومشهد إلى مدننا وقرانا الأصغر، نشهد احتجاجات في كل مكان مع متظاهرين من كل الطبقات الاجتماعية، هؤلاء، كما قلت واجهوا قمعا كبيرا من قبل النظام.

ومع ذلك، بدأنا نرى عناصر من قوات الأمن يفكرون مرتين قبل إعطاء أوامرهم بالقمع، لقد بدأوا يسألون أنفسهم لماذا يجب أن يطلقوا النار على مواطنيهم، وقد رأينا هذا مؤخرا في أصفهان.

ومع ذلك، تحتاج هذه الاحتجاجات إلى دعم من خلال التكامل، بمعنى ربط الاحتجاجات ببعضها بعضا وإيصال أصواتهم، هذا شيء بإمكان المعارضة فعله، بل يجب أن تفعله، خصوصا من خارج البلاد، حيث إن نقاط التنسيق ذات النطاق الواسع ضعيفة للغاية في الداخل.

احتجاجات مستمرة

من جهته، أكد ولي عهد إيران السابق ونجل شاه إيران الأمير رضا بهلوي أن الاحتجاجات في إيران صارت تحصل كل بضعة أشهر بعد أن كانت تندلع كل بضع سنوات، مضيفا أن المعارضين موجودون في كل ركن من أركان البلاد ابتداء من المدن الرئيسة مثل طهران ومشهد، وصولا إلى المدن والقرى الأصغر.

وأشار في حديث مع صحيفة “البلاد” البحرينية إلى أن الاحتجاجات تحتاج إلى دعم من خلال التكامل، بمعنى ربط الاحتجاجات ببعضها بعضا وإيصال أصوات المعارضين، خصوصا من خارج البلاد، مؤكدا أن النظام سوف ينهار.

وتابع أن الإيرانيين انقلبوا على النظام؛ لأنهم يعانون مشكلات لا نهاية لها مثل الفقر والبؤس والقمع، في وقت يضحي هذا النظام بالموارد التي يجب أن ينفقها على الشعب الإيراني للقتال؛ من أجل أيديولوجيته، موهما العالم أن الملف النووي هو الأهم، في حين أن القضية الأهم هي طموحات النظام الإقليمية ورغبته في إقامة خلافة شيعية.

أكاذيب وخداع

وأشارت فرح بهلوي، في رسالة أخرى موجهة إلى زوجها السابق محمد رضا بهلوي، إلى ترديد شعارات مثل «الرحمة علي روحك أيها الشاه» في المسيرات الاحتجاجية، قائلة «لست موجودا لترى كيف انتفضت إيران اليوم، بعد أن عانت اثنين وأربعين عاما من القتل والسجن والتعذيب والحرب والظلم والبطالة والفساد والفقر والمرض والجفاف والظروف البيئية المروعة واضطهاد النساء والشباب، والأكاذيب والخداع».

وفي إشارة إلى مساعي النظام الإيراني لـ «تشويه التاريخ»، تابعت «بهلوي» مخاطبة شاه إيران السابق «كثيرون ممن تجاهلوا أهمية وقيمة البرامج التي أعددتها لتقدم وتميز إيران يندمون اليوم على أفعالهم وأخطائهم في الماضي». واندلعت الاحتجاجات في الشهور الماضية بخوزستان، بعدما بات من الصعب على المواطنين الحصول على مياه الشرب، وكذلك عرضت وضع الزراعة وتربية الحيوانات وسبل عيش الأسر في هذه المناطق لخطر جاد، شهدت مدن مختلفة في محافظة خوزستان، جنوب غربي إيران، في الأسبوع الماضي، احتجاجات حاشدة.

النظام ينهار

وشدد على ضرورة أن تستمر المعارضة في إيصال هذه الرسالة إلى المجتمع الدولي. يجب أن يكون العالم على دراية بما يعرفه الإيرانيون بشدة – هذا النظام سوف ينهار. هل العالم مستعد لليوم الذي سيلي هذا الانهيار؟ هل المنطقة مستعدة؟

وفي رده على سؤال حول قدرة النظام الإيراني على البقاء وإدارة ملفات البلاد العالقة وأهمها الملف النووي، اعتبر أن الدول المستبدة الشمولية دائما ما تبقى على قيد الحياة طالما أمكنها ذلك.

وأشار إلى أن سقوط هذه الدول الشديد دائما ما يفاجئ أولئك الذين ينظرون إليهم من الخارج دون رؤية ثاقبة لمشكلاتهم المزدوجة التي لا نهاية لها – الفقر في الداخل ومعاداة بقية دول العالم.

وتابع «هذا بالضبط ما نراه في إيران اليوم. هذا النظام يضحي بالموارد التي يجب أن ينفقها على الشعب الإيراني للقتال؛ من أجل أيديولوجيته حول العالم، لقد سئم الإيرانيون من هذا.

لقد انقلب الآن شعب إيران ضد هذا النظام من جميع نواحي الحياة والخلفيات الاقتصادية والمعتقدات السياسية أو الفئات العمرية».

دعم الحوثيين

وأشار الأمير رضا بهلوي إلى أن النظام الإيراني سعى إلى السلطة لإنهاء الإمبريالية، وكل ما فعله بدلا من ذلك هو سن إمبريالية وحشية بطريقته الخاصة في المنطقة، بداية بدعمه الحوثيين ووقوفه لجانب بشار الأسد في حربه على الشعب السوري، وصولا إلى دعمه لحزب الله في تدمير لبنان، ودعمه للإرهابيين في العراق والقائمة تطول. النظام في بلدي عازم على زرع الفوضى في المنطقة؛ لأنه يعتاش على الفوضى، والفوضى تسمح له بزرع نفسه أكثر كقوة إقليمية.

وقال بهلوي «هذا ليس تكتيكا يستخدمه النظام، بل إنها استراتيجيته وجزء من حمضه النووي، حيث يكرس نفسه لـ “تصدير الثورة” وزعزعة استقرار دول المنطقة لمصلحته الخاصة. وأؤكد أن خامنئي لا يملك الرغبة أو القدرة على تغيير ذلك؛ لأن ذلك سيعني نهاية هذا النظام وحملته لإقامة خلافة شيعية وزعزعة استقرار أصدقائنا في المنطقة وإسقاطهم عن عروشهم، إلا أن البديل لذلك يتمثل في تحالف متنوع للمعارضة والغالبية العظمى من الشعب الإيراني».

وختم بهلوي كلامه بأن مستقبل إيران هو في يد الجيل جديد، جيل سئم وتعب من الفقر والبؤس والقمع، الواضح في جميع أنحاء محور المقاومة أن يدفع هذا النظام بهذا المحور إلى تشويه النجاح الملحوظ لاتفاقيات السلام الإبراهيمي.