6 ملايين مهددون بالموت في جنوب السودان

خوف وتوجس ودعوة المجتمع الدولي لتمويل عملية نزع الألغام
خوف وتوجس ودعوة المجتمع الدولي لتمويل عملية نزع الألغام

الثلاثاء - 08 فبراير 2022

Tue - 08 Feb 2022

يعيش عدد كبير من مواطني جنوب السودان حالة من الخوف والتوجس، جراء الألغام غير المنفجرة التي لم يتم اكتشافها، والتي تؤثر على كل شيء من الزراعة إلى توزيع المساعدات إلى إعادة توطين الأشخاص العائدين إلى ديارهم بعد الحرب الأهلية.

وحذرت دولة جنوب السودان من عدم نزع الألغام بأراضيها، داعية المجتمع الدولي إلى ضرورة تمويل تلك العمليات لحماية الملايين، وفقا لتقرير نشره موقع «العين الإخبارية» الإماراتي.

وقالت السلطات الحكومية إن عدم التخلص من الألغام التي تمت زراعتها خلال فترة الحرب الأهلية السودانية من 1983 وحتى 2005، يمثل تهديدا كبيرا لحياة المواطنين خاصة في إقليم الاستوائية جنوب البلاد.

ويرى جوركوج براج جوركوج، رئيس الهيئة الحكومية لنزع الألغام، أن البلاد لا تزال مهددة بانتشار الألغام البشرية غير المكتشفة، حيث يتركز معظمها في المنطقة الاستوائية التي شهدت مواجهات طويلة بين الجيش السوداني والجيش الشعبي قبل توقيع اتفاق السلام.

وأضاف المسؤول الجنوب سوداني، في تصريحات لـ»العين الإخبارية» أن «خطر الألغام الأرضية المضادة للبشر والتي تمت زراعتها خلال الحرب الأهلية السودانية، لا يزال قائما في البلاد».

وتابع «قامت الأطراف المتحاربة بزرع الألغام في عدة مناطق، لكن التركيز كان بإقليم الاستوائية التي مثلت ساحة القتال الرئيسية».

ووفقا للتقرير، ففي منطقة «نيايينق» القريبة من العاصمة جوبا، يعيش المواطنون حالة من الخوف الحذر، بسبب تواجد الألغام الأرضية في مساحات عدة من المنطقة المحيطة بالقرية، مما اضطر السكان لحصر حياتهم وأنشطتهم المعيشية مثل الزراعة وجمع الفحم والحصول على مياه الشرب من النهر.

وتقول هيلين لوسوك، ربة منزل تعمل في زراعة وبيع الخضراوات، إن الخوف من الألغام جعلها تحصر مزرعتها داخل مساحة صغيرة من المنزل الذي تعيش فيه مع أفراد أسرتها.

وأضافت «أصبحت الألغام الموجودة في عدة أماكن بمحيط القرية واحدة من المهددات الكبيرة للأسر والأطفال، فهناك مساحات لم يتم مسحها بعد، حاليا نتحرك وحدنا وبحذر كبير حينما نذهب لجلب المياه من النهر، لا نصطحب معنا الأطفال، معاناتنا لن تنتهي إلا بعد إزالة جميع تلك الألغام».

وتم نزع أكثر من مليون لغم أرضي في جميع أرجاء البلاد، إلى جانب القنابل والقذائف الصاروخية الموجودة بالأراضي دون أن تنفجر خلال الحرب.

وبالنسبة لـ»لوكا ديفيد» الذي يعمل في مجال صناعة الفحم بمنطقة «بيلينانغ»

الواقعة شرق العاصمة جوبا، فإن أكبر المخاطر التي تواجههم تتمثل في الألغام غير المتفجرة التي أودت بحياة أكثر من خمسة من زملائه خلال الأعوام الثلاثة الماضية.

وقال ديفيد «نعاني من وجود الألغام التي تتواجد في عدة مناطق هنا، لذلك نضطر للذهاب لمسافات بعيدة لقطع الأشجار وحرقها للحصول على الفحم، الذي نقوم ببيعه للتجار في جوبا، إن الألغام تهدد مصادر رزقنا في المستقبل، لذلك نناشد الحكومة بمسارعة الجهود حتى نقوم بممارسة حياتنا بحرية وراحة».

وأشار جوروكوج براج، رئيس الهيئة الحكومية لنزع الألغام، إلى أن عملية نزع الألغام في تلك المناطق قد تعثرت بسبب قلة الموارد المالية إلى جانب خطر الفيضانات التي ضربت أجزاء واسعة من البلاد والحرب الأخيرة التي شهدتها البلاد بين الحكومة والمعارضة.

وفي جنوب السودان لا تزال هناك مساحة تقدر بـ90 مليون م2 مهددة بخطر الألغام

والقنابل، التي خلفتها الحرب الأهلية التي دارت بين دولتي السودان وجنوب السودان، قبل إعلان استقلال الأخيرة.

وبحسب تقارير أممية فإن هناك حوالي 6 ملايين مواطن في جنوب السودان يعيشون ضمن مناطق مهددة بالألغام الأرضية والمتفجرات، لافتة إلى أن هؤلاء الأشخاص يعيشون تحت خطر الألغام والمتفجرات التي خلفتها الحرب الأهلية الثانية (1983-2005)، مما يهدد سلامتهم، ويساهم في عرقلة التنمية الاجتماعية والاقتصادية بالبلاد.

ضحايا الألغام في جنوب السودان:

5000 فقدوا حياتهم

249 طفلا قتلوا

4000 مصاب