شاهر النهاري

لو لإسرائيل شمس.. كان من أمس

الاثنين - 07 فبراير 2022

Mon - 07 Feb 2022

يدور ويلتهب الحوار عن فوائد التطبيع على ألسنة المحللين السياسيين الإسرائيليين الفرحين بعلاقات جديدة وأوطان عربية تفتح لهم، وكذلك على ألسنة من يتبعون لتلك الدول المطبعة الإمارات والبحرين والمغرب والسودان، وأغلبهم إن لم نقل جلهم يبشرون رجما بالغيب بأمن واستقرار لبلدانهم المطبعة، وتقدم اقتصادي وتكنولوجي وحماية إسرائيلية لهم من العدو البعبع إيران، ومستغلة الضعف العربي تركيا.

بشارات تشبه السماوية، بأن الأمر لن يلبث أن يزيل كل مشاكلهم الداخلية وحتى الخارجية بأن يصبحوا الأبناء المدللين لأمريكا التي ستتبناهم أسوة بربيبتها الأقرب إلى قلبها إسرائيل!

تسطيح وتهميش، بل ولقد بلغت بهم الأوهام بأن ذلك سيكون ضمن تضحيات عظمى ستقوم بها إسرائيل الحنونة الحقانية لتعيد الأرض للفلسطينيين وسوف تعيد عرب ثمانية وأربعين وتقوم بفصل الدولتين وعدم التدخل في الشأن الفلسطيني مطلقا!

عجيبة تخرصاتهم، التي لا يمكن أن تكون أحلاما تنبع من النفس العربية الحرة الزكية، بل ولا يمكن تمريرها دون وقفة وعي للواقع الذي نعيشه منذ بدايات التطبيع الإسرائيلي مع مصر في كامب ديفيد ومع السلطة الفلسطينية والأردن.

وهنا لا بد للوعي من استحضار المثل العربي (لو به شمس.. كان من أمس).

نعم أيها المتهافتون على التطبيع سيجعلكم تلدغون من الجحر مرات ومرات، وبمزاجكم!

اسألوا من طبعوا قبلكم كيف وبماذا استفادوا؟

اسألوهم، ما مدى التقدم العلمي والتكنولوجي والتصنيع الحربي الذي أحرزوه، وهل يمكن أن تهديه لهم إسرائيل بكل بساطة، ودون أخذ الثمن أضعافا مضاعفة وبشكل مستمر ينهك كل خطوة مستقبلية لهم؟

اسألوا من سبقوكم هل وضعتهم أمريكا في حجرها وتبنتهم ودافعت عن حقوقهم في كل محفل؟

وصدقوني أنهم يبكون، وأحوالهم لا تسر حبيبا.

اسألوهم هل قدمت لهم إسرائيل قببا حديدية مثل قبتها، التي أثبت الزمن أنها مخرومة في عدة جبهات.

اسألوهم هل ما زالوا يمتلكون الكلمة في أوطانهم، أم أن ذلك يرتبط بإرادة إسرائيل، وتطنيش أمها بالتبني أمريكا.

اسألوا أنفسكم، واستفتوا عقولكم، واعملوا استبيانات شفافة لتسمعوا آراء شعوبكم، لتعرفوا أن رجل الشارع يفهم بأن الغدر الصهيوني لا يزول ببلوغ الأرب، حيث لا وجود لأي ضمانات وسرعان ما تقوم الأم وابنتها بتغيير كل كلمة تم الاتفاق عليها، لمجرد تغير المزاج الإسرائيلي.

لعبة لوغو تلعبها الأم مع ابنتها، وكارثة أن تكتشفوا أنكم قطعها!

إسرائيل هي المستفيد الأول والأعظم والأخير، وعلى القاطنين خارجها مراعاة فارق التوقيت والخطط والمكان والقدرة والخبث وتدابير المؤامرة، التي ربما نستهين بها حاليا ونضحك ممن يؤمنون بها، ولكنها بعد عدة سنوات ستظهر وتبان وعليها الأمان، وسنتذكر حينها أن الثور الأحمر فعلا قد قتل يوم قتل أخوه الثور الأبيض.

shaheralnahari@