خطف المعارضين حرفة ابتكرها الملالي لتكميم الأفواه

شارمهد يلحق بأسيود ويصبح ثاني أوروبي تجرى محاكمته في 3 أسابيع سجن 555 يوما في زنزانة داخل السجن قبل أن يحاكم صوريا في طهران الحكومة تكلف عصابات إجرامية بالاختطاف والتهريب ولا تتدخل مباشرة فخاخ أمنية تنصب للمعارضين في تركيا أو العراق قبل تهريبهم للداخل غزالة: ليست محاكمة.. والدي ضحية آلة دعائية غير أخلاقية ولا إنسانية
شارمهد يلحق بأسيود ويصبح ثاني أوروبي تجرى محاكمته في 3 أسابيع سجن 555 يوما في زنزانة داخل السجن قبل أن يحاكم صوريا في طهران الحكومة تكلف عصابات إجرامية بالاختطاف والتهريب ولا تتدخل مباشرة فخاخ أمنية تنصب للمعارضين في تركيا أو العراق قبل تهريبهم للداخل غزالة: ليست محاكمة.. والدي ضحية آلة دعائية غير أخلاقية ولا إنسانية

الاثنين - 07 فبراير 2022

Mon - 07 Feb 2022

لم ينشغل الشارع الإيراني باختطاف ومحاكمة رئيس تنظيم تندر المعارض جمشيد شارمهد في إحدى محاكم طهران أمس الأول، فقد باتت هذه الأخبار بالنسبة للإيرانيين أمرا عاديا، بعد أن امتهن نظام الملالي عملية خطف المعارضين وتكميم أفواههم، ثم اغتيالهم بعد محاكمة صورية.

جاءت محاكمة المواطن الإيراني شارمهد الذي يحمل الجنسية الألمانية بعد أقل من 3 أسابيع على بدء محاكمة المواطن السويدي المخطوف في إيران والرئيس السابق لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز حبيب أسيود، وبعد مئات المحاكمات المشابهة التي كشف عنها الإعلام طويلا، وتحولت إلى أمر طبيعي يحدث في إيران.

فخاخ أمنية تنصب للمعارضين بأراضي دول الجوار، ثم يتم القبض عليهم واستدراجهم إلى سجون طهران، قبل محاكمتهم صوريا وقتلهم، لدرجة جعلت أحد المعارضين يصف نظام الملالي بأنه يعيش على دماء المختطفين والرهائن.

محاكمة صورية

أكدت عائلة جمشيد شارمهد المحاكمة التي عقدت أمس الأول بالصورية، وقالت «إن المواطن الألماني مسجون في زنزانة في أحد سجون إيران منذ 555 يوما».

واختطف المعارض ذو الأصول الإيرانية في صيف 2020 خلال رحلة إلى الشرق الأوسط في ظروف غامضة، وكان قبل ذلك يدير إذاعة «تندر» وتعني «الرعد» وهو اسم الفرع الإعلامي لمجموعة «الجمعية الملكية الإيرانية» التي لها مقر رئيس في لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا الأمريكية، والتي تصفها الحكومة الإيرانية بـ»الجماعة الإرهابية».

وأكدت وكالة أنباء «ميزان» التابعة للسلطة القضائية الإيرانية، بدء البت في الاتهامات الموجهة لشارمهد، ونشرت صورا من جلسة المحاكمة، وبحسب ما جاء في لائحة الاتهام الموجة لشارمهد التي قدمها الادعاء العام، ذكر أنه اعترف بـ»محاولة تفجير سد سيون في شيراز» في جنوب إيران، وبالتخطيط لاغتيال مدير مشروع السد ولتفجير رواق الأحذية في مقبرة روح الله خميني عام 2009» وبتحضير قنبلة لتفجير الحوزة الدينية لآية الله كلبايكاني.

ليست عدالة

لم تتوقف الاتهامات الملفقة والجاهزة لشامهد عند هذا الحد، فوفقا للمدعي العام الإيراني فإنه بات على اتصال بمكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (FBI) وينوي الاتصال بجهاز الموساد التابع لجهاز الأمن الإسرائيلي.

وبعد اختطاف شارمهد، نشرت وزارة الاستخبارات الإيرانية عدة مقاطع فيديو تحت عنوان «اعترافات جمشيد شارمهد»، وقال نشطاء حقوق الإنسان «إن مثل هذه الاعترافات يتم انتزاعها تحت التعذيب ووسط انتهاك حقوق المتهمين».

ونشرت «غزالة» ابنة شارمهد، التي تحمل جنسية ألمانية مثل والدها، تغريدة عن بدء محاكمة والدها جاء فيها «هذه ليست محكمة ولا عدالة، والدي ضحية لآلة دعائية غير أخلاقية وغير إنسانية، ونحن كممثلين وحيدين لوالدي، نحتج بشدة على تاريخ وعملية المحاكمة».

حبس انفرادي

وقالت غزالة «لم نكن نعرف موعد المحاكمة، ولم يتم إبلاغ القنصلية الألمانية في إيران بها، إنها محاكمة صورية»، مضيفة أن والدها يقبع في الحبس الانفرادي منذ 555 يوما وأن الأسرة لا تعرف شيئا عن صحته النفسية أو الجسدية بعد أيام من التعذيب.

ونقلت «العربية نت» عن وسائل إعلام إيرانية قبل أيام، نقلا عن مسؤول أمني، أنه تم اعتقال عضو آخر في جماعة «تندر» يدعى «ماسمتوس»، ووصف المسؤول الأمني الشخص المعتقل أخيرا بأنه الشخص الثاني في الفرع العسكري لمجموعة «تندر.

وبحسب هذا المسؤول الأمني، فإن المعتقل هو أول من أعلن مقتل العالم النووي الإيراني مسعود علي محمدي على موقعه على الإنترنت.

استدراج أسيود

وشهدت إيران قبل 3 أسابيع فقط أولى جلسات محاكمة الرئيس السابق لـ»حركة النضال العربي لتحرير الأحواز» حبيب فرج الله كعب المعروف بـ»حبيب إسيود» في إيران، حسب ما أعلنته وكالة «ميزان» التابعة للسلطة القضائية الإيرانية.

وخلال الجلسة الأولى للمحكمة التي عقدت يوم21 يناير، وجه نائب الادعاء العام الثوري لائحة الاتهام إلى أسيود الذي قدم نفسه كموظف في مكتب العمل السويدي ومواطن سويدي.

وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» في 13 ديسمبر 2020، نقلا عن مسؤول تركي، أن وزارة المخابرات الإيرانية استدرجت حبيب أسيود إلى تركيا ونقلته إلى إيران بعد اختطافه من قبل عصابة لتهريب المخدرات.

اختطاف نجاد

ونشرت وسائل إعلام المعارضة الإيرانية قبل فترة قصة محاولة اختطاف الناشطة المدنية والمدافعة عن حقوق المرأة مسيح علي نجاد بالولايات المتحدة الأمريكية، وقالت «إنه يعيد إلى الذاكرة ملفات اختطاف لمعارضين إيرانيين من قبل السلطات الإيرانية، منذ انتصار ثورة 1979 وسقوط النظام الشاهنشاهي لم يتوقف النظام الثوري في إيران عن مقارعة خصومه ومعارضيه بشتى الوسائل وأخطر هذه الوسائل اختطاف منتقديه في الخارج ناهيك عن المختطفين في الداخل». وتصف الأجهزة الأمنية عمليات اختطاف المعارضين ونقلهم إلى الداخل بـ»الاستدراج إلى الداخل» حتى لا تتهم بخرق القوانين الدولية وخاصة انتهاك سيادة الدولة التي تتم عملية الاختطاف على أراضيها.

فخاخ أمنية

وعلى مدى العقود الأربعة الماضية، ومع تفعيل الأذرع الخارجية للأجهزة الأمنية الإيرانية، كانت دول الجوار أخطر الأماكن لسفر المعارضين المقيمين في المنافي في الخارج، وتاريخ التصفيات والاختطافات على أراضي تركيا وجمهورية أذربيجان وجورجيا وباكستان والعراق التي تقع جمعيها في جوار إيران، يؤكد ذلك، حيث نفذت قوات الأمن الإيرانية أو المجندون لفائدته أيضا خطط اغتيال في دول أوروبية وحتى في أميركا اللاتينية.

وكانت عمليات تصفية قادة الحزب الديمقراطي الكردستاني من ضمنهم الدكتور قاسملو وخليفته شرفكندي في فيينا وبرلين واغتيال عضو الحزب الشيوعي الإيراني غلام كشاورز في اليونان واغتيال آخر رئيس وزراء للشاه، شابور بختيار في باريس وتصفية الفنان

المعارض فريدون فرخزاد في ألمانيا من أكثر الخطط الدموية التي نفذتها الأجهزة الأمنية الإيرانية على الأراضي الأوروبية.

عصابات إجرامية

وبعد تشكيل محكمة لعملية اغتيال أمين عام الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني صادق شرفكندي في مطعم ميكونوس في برلين بتاريخ 17 سبتمبر 1992، وإدانة قادة النظام بالضلوع في الاغتيال واتخاذ الدول الأوروبية موقفا موحدا بقيادة ألمانيا ضد طهران، توقف النظام الإيراني عن التدخل المباشر في التصفيات، وأوكل ذلك إلى عناصر غير إيرانية موالية أو إلى عصابات الجريمة المنظمة مثل اغتيال أحد قادة حركة النضال العربي لتحرير الأحواز أحمد مولى في هولندا بتاريخ 8 نوفمبر 2017، واغتيال عضو سابق في مجاهدي خلق في هولندا بتاريخ 15 ديسمبر 2015 الذي تتهمه إيران بالضلوع في تفجير مقر الحزب الجمهوري الإسلامي في 1981.

وبالإضافة إلى ذلك فضلت الأجهزة الأمنية الإيرانية استدراج خصومها إلى بلدان الجوار ومن ثم اختطافهم إلى الداخل، كما أن عمليات الاغتيال على أراضي دول الجوار استمرت دون انقطاع.

أشهر عمليات اختطاف المعارضين بإيران:

1988

أوقفت الشرطة التركية سيارة مشبوهة فوجدت في الصندوق الخلفي أبو الحسن مجتهد زاده عضو منظمة مجاهدي خلق مكبلا وكانت السيارة في طريقها إلى إيران.

1992

اختطاف عضو مجاهدي خلق في تركيا علي أكبر قرباني، وسلم للمخابرات الإيرانية مقابل أموال من سفارة طهران في أنقرة.

اختطاف الرائد عباس قلي زاده أحد ضباط الحرس الملكي في نظام الشاه وعضو تنظيم درفش كاوياني أمام أعين أسرته في تركيا.

1993

خطف عضو الحزب الديموقراطي الكردستاني الإيراني محمد قادري في تركيا وبعد فترة عثر على جسده الذي تم التمثيل به.

1996

اختطاف أعضاء الحزب الديموقراطي الكردستاني الإيراني أرشد رضائي وعدنان إسماعيلي ويونس محمد بور وعزيز قادري ومعروف سهرابي في السليماني العراقية.

2006

اختطاف مدير قناة «اللجنة الملكية الإيرانية» باسم «فرود فولادوند» وعدد من مرافقيه ومصيرهم جميعا لا يزال مجهولا.

2010

أعلن وزير الداخلية الإيراني الأسبق مصطفى نجار اعتقال زعيم تنظيم «جند الله» البلوشية عبدالمالك ريغي ومرافقيه ونقلهم لمحاكمتهم في إيران حيث أعدم شنقا.

2019

اختطاف الصحفي روح الله زم، بعد استدراجه من فرنسا إلى العراق من قبل الحرس الثوري الإيراني، وأعيد قسرا إلى إيران ثم إعدامه.

2020

اختطاف القيادي البارز في «حركة النضال العربي لتحرير الأحواز»، حبيب أسيود، في مدينة إسطنبول التركية، ونقله إلى إيران.

واختطف المعارض جمشيد شارمهد عبر عمليات معقدة بعد وصوله إلى تركيا.