مواطن يحتفي بمبادرة "عام القهوة السعودية" ويقدم أصول الضيافة السعودية

الاثنين - 07 فبراير 2022

Mon - 07 Feb 2022

سجلت القرون الماضية علاقة فريدة من نوعها جمعت البُن والمجلس السعودي حيث اشتركا برحلة ثقافية تزخر بالمعارف والتراث الرصين، وتمكنت القهوة أن تكون جزءاً أساسياً من المجلس والحفاوة ورفيقة للحكايات وفاتحة الكلام والطلب، الأمر الذي صادق عليه خبير القهوة علي العمرو مؤكداً أن مجالس الضيافة في المملكة أخذت مسمى القهوة السعودية منذ القدم، برهاناً على العلاقة الطويلة التي جمعتهما، وهو ما حفزه أن يبتكر مجلساً يحاكي عوالم القهوة ويكون باسمها.

واحتفى العمرو بمبادرة "عام القهوة السعودية" التي أطلقتها وزارة الثقافة للاحتفاء بالقهوة السعودية بوصفها منتجاً ثقافياً مميزاً للمملكة، والمساهمة في تسويقها محلياً ودولياً، إلى جانب تشجيع المنتجات والأنشطة المتعلقة بها، وتسليط الضوء عليها بجميع مراحل إنتاجها.

وقال العمرو في حديثه بأن ولعه بالتراث والقهوة يعود لزمن بعيد، إذ شيّد عام 2005م في منزله الخاص مجلساً على الطراز النجدي التقليدي وسماه "القهوة"، مستلهماً قصيدة الشاعر محمد العبد الله القاضي التي قيلت عام ١٢٨٥هـ والتي يعدها من أحسن ما قيل في وصف وإعداد القهوة السعودية، ومنها: "قربت له من صافي البن ما لاق/ بالكف ناقيها من العذف منسوق، أحمس ثلاث يا نديمي على ساق/ ريحه على جمر الغضا يفضح السوق".

وأفاد: "لا زال مسمى القهوة يطلق حتى وقتنا الحاضر على المجالس التراثية إذ رغبت أن أحافظ على حيوية هذا المسمى، ومع أني استخدم في "قهوتي" الأدوات الحديثة لطحن القهوة والهيل، في حين أوظف الأدوات القديمة مثل النجر، والنقيرة، والمحماس، والمبرد، والطاحونة اليدوية، كرمزية تراثية.

وعن إعداد وتحضير القهوة فإن العمرو يحرص على جودة حمس القهوة، ثم يتركها حتى تبرد من أجل طحنها، ولتصل إلى مرحلة الطبخ داخل أبريق كبير أو "الملقمة" إذ يطول على حد وصفه مدة غليانها، ثم تترك حتى تصفى. وفي المرحلة الاخيرة تسكب بالدلة بعد أن تضاف لها البهارات، وأكمل: لا أتنازل عن تقديم القهوة في الدلة التقليدية اللامعة مع فناجيل صين القديمة، واطبخها على النار في الشتاء، وأما الصيف على صينية السخان".

المكان الذي يسميه العمرو "القهوة" استوحى من التراث تفاصيله يتميز بالأصالة وعبق الماضي، ليكون مكاناً دائم لاستضافة الأصدقاء والأصحاب حيث تتهافت طلبات الضيوف للاكتشاف وعيش تجربة الدخول إلى الزمن القديم بلمسة حديثة، واصفاً مشاعر والديه بالبهجة عند الجلوس بداخلها. وعن أوقات شرب القهوة السعودية قال: "حسب ما يتعود عليه أهل البيت، وبالنسبة لي أوقات شربها الثابتة بعد العصر وعند قدوم الضيوف".