طفل مغربي يوحد العالم ويرحل
ريان حبس أنفاس سكان الأرض 5 أيام كاملة وأفرحهم ثم أبكاهم
أطفأ نيران الفتنة وأعاد دفء العلاقات بين الجزائريين والمغاربة
العساكر: مشاعر إنسانية وحدت جميع الأشقاء وشعوب العالم
محمد بن راشد: خالص المواساة لأسرة الطفل والشعب المغربي
الخارجية المصرية: مصاب أليم عكس تضامنا إنسانيا عالميا
رئيس فرنسا: أود أن أقول لأسرة الطفل وللمغاربة نشارككم الحزن
ريان حبس أنفاس سكان الأرض 5 أيام كاملة وأفرحهم ثم أبكاهم
أطفأ نيران الفتنة وأعاد دفء العلاقات بين الجزائريين والمغاربة
العساكر: مشاعر إنسانية وحدت جميع الأشقاء وشعوب العالم
محمد بن راشد: خالص المواساة لأسرة الطفل والشعب المغربي
الخارجية المصرية: مصاب أليم عكس تضامنا إنسانيا عالميا
رئيس فرنسا: أود أن أقول لأسرة الطفل وللمغاربة نشارككم الحزن
الأحد - 06 فبراير 2022
Sun - 06 Feb 2022
«من رحم المعاناة يولد الأمل، ومن قلب المأساة يظهر الفرج، ومن باطن الغيوم السوداء ينشق شعاع النور..» كلمات رددها كثير من الفلاسفة، وجسدتها قصة الطفل المغربي ريان على أرض الواقع، بعد مأساة استمرت 5 أيام عاشها في قلب بئر عميقة طولها 32م، انتهت بإنقاذه ثم وفاته.
حبس ابن الخمسة أعوام أنفاس الكرة الأرضية، وبات حديث وسائل التواصل الاجتماعي على سطح المعمورة طوال رحلة إنقاذه، وحد قلوب الإنسانية رغم اختلاف مذاهبها ومعتقداتها، عبر رسائل دعم، ثم كلمات رثاء ودموع عكست المشاعر التي تسكن داخل البشر.
أطفأ الصغير نار الفتنة وأعاد دفء العلاقات بين الجزائر والمغرب رغم قطع العلاقات على الصعيد الرسمي، وحد الدول العربية من المحيط للخليج، نعته الدول والقيادات والسياسيون والمشاهير والعلماء في حادثة لا تتكرر كثيرا.
قصة مؤلمة
بدأت القصة المؤلمة يوم الثلاثاء الماضي، عندما ذهب الطفل برفقة والده لاستكشاف بئر المياه، لكنه اختفى فجأة، سقط ريان داخل البئر فى عمق 32 مترا من أصل 62 م.
ربطت فرق الإنقاذ هاتفا بحبل وأنزلته إلى القعر فظهرت لقطات للطفل وهو يتنفس، تطوع شاب بالنزول لكنه وصل إلى مسافة 20 م فقط لضيق المكان وصعوبة التنفس المسافة داخل البئر 20 سم.
فشلت محاولات الإنقاذ بهذه الطريقة، وتم تزويد الطفل صاحب الـ 5 سنوات بالأكسجين والماء والطعام، واستعانت السلطات بالجرافات لحفر حفرة موازية لموقع ريان بطول 150 م وعمق 33م.
ظل الحفر 5 أيام، وفي ساعات الحسم الأخيرة ظهرت صخرة كبيرة عطلت العمل 4 ساعات، مع التعامل بحذر خوفا من انهيار التربة فوق الطفل، وتثبيت أنابيب معدنية لمساعدة العمال على الحفر أفقيا، وبعدما تكللت المهمة بنجاح وخرج الطفل، صدر بيان رسمي يؤكد وفاة ريان.
فرحة لم تكتمل
بعد الفرحة الكبيرة التي اجتاحت العالم بخروج ريان من البئر ونقله إلى المستشفى، أعلن الديوان الملكي المغربي مساء أمس الأول، وفاة الطفل الذي ظل عالقا في بئر لأيام في قرية إغران بمدينة شفشاون الواقعة شمال المغرب.
قال نص البيان «على إثر الحادث المفجع الذي أودى بحياة الطفل ريان أورام، أجرى الملك محمد السادس اتصالا هاتفيا مع السيد خالد أورام، والسيدة وسيمة خرشيش والدي الفقيد، الذي وافته المنية، بعد سقوطه في البئر، وأعرب العاهل المغربي عن أحر تعازيه وأصدق مواساته لكافة أفراد أسرة الفقيد في هذا المصاب الأليم، داعيا الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جنانه، وأن يلهم ذويه جميل الصبر». وقال خالد أورام والد الطفل ريان «رغم المأساة التي تمر بها العائلة، إلا أن التضامن المغربي والعربي أثلج قلبه وزوجته وسيمة التي لم تذق النوم منذ سقوط نجلهما في البئر»، مضيفا «دعوات الجميع وصلت للسماء وتكفينا».
اهتمام سعودي
واهتمت السعودية على الصعيدين الرسمي والشعبي بالقضية الإنسانية منذ بدايتها، وتصدرت القضية «الترند» في المملكة وأغلب الدول العربية، ونشر بدر عساكر، مدير المكتب الخاص لولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، صورة للطفل ريان بعد أن أثارت قضيته الرأي العام العالمي إثر سقوطه في بئر بالمغرب. وغرد على صفحته على تويتر قائلا «قصة الطفل «ريان» تعبر عن عمق المشاعر الإنسانية التي توحدت من جميع الأشقاء العرب وشعوب العالم.. خالص العزاء والمواساة لأسرة الطفل ريان وللشعب المغربي الشقيق.. إنا لله وإنا إليه راجعون». وفيما كتب الأمير عبدالرحمن بن مساعد «اللهم الطف بأهله وصبرهم واجعله شفيعا لهم في الآخرة واجعل موته سببا في حياة كريمة لأبويه وأسرته»، غرد رئيس الهيئة العامة للترفيه المستشار تركي آل الشيخ «رحم الله الطفل ريان.. لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم كل العزاء لأسرته وللشعب المغربي الكريم.» ونعت السفارة السعودية في المغرب أسرة الطفل ريان والقيادة المغربية والشعب المغربي الشقيق، وأشادت بالجهود الكبيرة التي بذلتها السلطات المغربية في سبيل إنقاذه.
استنفار عربي
ومثلما شهدت الأيام الخمس لرحلة إنقاذ ريان اهتماما عربيا لافتا، تفاعلت الدول على الصعيد الرسمي بالقصة المأسوية، وقدم نائب رئيس دولة الإمارات، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد خالص تعازيه ومواساته إلى أسرة الطفل المغربي ريان. وأعربت مصر عن تعازيها للمغرب في وفاة الطفل ريان، وقال بيان صادر عن وزارة خارجيتها «تؤكد مصر على دعمها الكامل للمغرب الشقيق في هذا المصاب الأليم، الذي عكس تضامنا إنسانيا عالميا لم ينقطع على مدار الأيام الماضية». ونعى إمام الأزهر الدكتور أحمد الطيب الطفل ريان، وسط حالة تفاعل غير مسبوقة من المشاهير والنجوم في مختلف المجالات، وأكد رئيس البرلمان العربي عادل العسومي عن أحر العزاء للعاهل المغربي الملك محمد السادس والشعب المغربي في وفاة ريان، وفي تغريدة على حسابه على الإنترنت قال رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي «الطفل ريان عنوان لملحمة إنسانية في زمن التنكر للإنسان». مضيفا «رغم النهاية الحزينة سيبقى ريان درسا لنا جميعا أن نجيش كل الدولة من أجل إنسان.»
تفاعل عالمي
وفيما تصدر وسم الطفل ريان مواقع التواصل الاجتماعي في كافة أرجاء الدول العربية وأنحاء كثيرة من دول العالم، تفاعل بعض زعماء ورؤساء العالم مع وفاته، وأعرب الرئيس الفرنسي الرئيس إيمانويل ماكرون عن حزنه الشديد على وفاة الطفل المغربي ريان داخل البئر، وقال عبر حسابه الرسمي في فيس بوك «هذا المساء، أود أن أقول لأسرة الطفل ريان والشعب المغربي إننا نشارككم حزنكم.» وقدم العديد من النجوم والمشاهير في عالم الفن وكرة القدم تعازيهم الحارة بالوفاة، حيث غردت الفنانة أحلام: «اللهم الطف بأهله وصبّرهم واجعله شفيعًا لهم في الآخرة واجعل موته سببا في حياة كريمة لأبويه وأسرته»، ونشرت الفنانة المصرية نبيلة عبيد صورة للطفل ريان على صفحتها على انستقرام مقدمة خالص التعزية وقالت «يا قلب أمك.... حزني عليك...يا رب الرحمة من عندك للملاك الطاهر ريان وخالص العزاء لعائلته ولكل أهلنا بالمغرب الشقيق. والعالم العربي»، وقال الفنان أحمد السقا «إن العين لتدمع والقلب ليحزن وإنا على فراقك يا ريان لمحزونون..فإنا لله وإنا إليه راجعون.»
أطفأ الفتنة
أسهمت قصة ريان الإنسانية في وأد الفتنة وإطفائها بين الجزائر والمغرب رغم قطع العلاقات على الصعيد الرسمي، وتفاعل الجزائريون بصورة كبيرة مع عملية إنقاذ الطفل، وتصدر ترند «أنقذوا ريان” موقع “تويتر”، حيث نشر العديد من المشتركين تغريدات تدعو لريان بالسلامة والحفظ والخروج من البئر على قيد الحياة، وكتب أحدهم “فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن”، راجيا الدعاء له من قبل الجميع.. وأضاف مغرّد آخر “اللهم عجل فرجك على الطفل ريان وأعده لأهله سالما”. وقال الجزائريون «إن الحادثة أعادت إلى الأذهان قصة الشاب عيّاش محجوب بالمسيلة، الذي سقط في بئر ارتوازية بعمق 30م، وتوفي بعد 5 أيام من المحاولات الجاهدة لإنقاذه من قبل مصالح الحماية المدنية. وبينما ذكرت صحيفة الشروق الجزائرية أن حادثة سقوط الطفل المغربي ريان هزت قلوب ومشاعر كل الجزائريين، تقاسم الهداف الجزائري ولاعب مانشستر سيتي رياض محرز، حزن المغاربة برحيل ريان، حيث نشر عبر خاصية «ستوري» على فيسبوك صورة البطل الصغير، معلقا باللغة الفرنسية «رحمه الله وأسكنه فسيح جناته». كما شكر اللاعب طاقم الإنقاذ معلقا «لن نشكركم أبدا كما تستحقون».
قالوا عن ريان:
«لا جناة في حادثة ريان، لكنه جسد أحلامنا وأوجاعنا، ثم تركنا ورحل إلى رب رحيم».
ياسر الزعاترة ـ صحفي أردني
«الموت لا يوجع الموتى، الموت يوجع الأحياء! #وفاة_الطفل_ريان»
مؤسسة الشاعر محمود درويش
«ريان مات قبل يوم من إنقاذه، وسط تكتم على الخبر وبقي في إطار البئر فقط ومن هم حوله».
الوطن المصرية
«مسار القضية سيستغرق وقتا قبل الكشف عن مجمل الحيثيات، لمعرفة سبب وقوعه في البئر وأسباب وفاته».
محمد عادل التاتو ـ صحفي مغربي
«أصيب في رأسه وتسمم من الهواء الموجود في البئر»
د. أحمد الوكيل ـ طبيب
حوادث عالمية مشابهة
عياش الجزائري
شاب ثلاثيني سقط في بئر قديمة يصل عمقها إلى 100م بينما لا يتجاوز قطرها 35 سنتيمترا عام 2018، أنقذوه بعد وفاته، حيث عاش 4 أيام.
فريق تايلاندي
حبس العالم أنفاسه في 2018 وهم يتابعون عملية إنقاذ 12 طفلا هم فريق كرة قدم تايلاندي حوصروا في كهف رفقة مدربهم، وجرى إنقاذهم بعد 17 يوما من المعاناة.
عمال تشيلي
نجحت عملية إنقاذ واسعة لـ33 من عمال مناجم في تشيلي ظلوا عالقين 69 يوما تحت الأرض في منجم سان خوسيه الذي انهار عليهم عام 2010.
بريطاني إندونيسيا
سقط شاب بريطاني في بئر عمقها 4 أمتار أثناء فراره من كلب كان يطارده في جزيرة بالي الإندونيسية، انكسرت ساقه ولم يخرج إلا بعد 6 أيام كاملة، بعد أن اكتشفه راعي ماشية.
طفل أسكتلندا
في 2018 تمكن فريق إنقاذ في مرتفعات أسكتلندا من انتشال طفل يبلغ من العمر تسع سنوات كان قد أصيب في أحد الكهوف المطلّة على بحيرة أثناء رحلة استكشافية.
عمال الصين
في يناير 2016 عثرت السلطات في إقليم شانغدونغ شرق الصين على أربعة أحياء فقط من بين 17 من العمال بأحد المناجم كانوا قد حوصروا 36 يوما تحت الأرض.
أسرع إنقاذ
تمكنت السلطات الصينية في عام 2016 من إنقاذ طفل كان قد سقط في حفرة ضيقة عمقها ستة أمتار، لم تستغرق عملية الإنقاذ هذه سوى 15 ثانية.
اختفاء بوش
اختفى رجل ثلاثيني يدعى جيفري بوش بعدما ابتلعت حفرة كبيرة غرفة نومه بعمق ستة أمتار نتجت عن انزلاق أرضي، واتسعت الغرفة 30 م ولم يتم إنقاذه.
حبس ابن الخمسة أعوام أنفاس الكرة الأرضية، وبات حديث وسائل التواصل الاجتماعي على سطح المعمورة طوال رحلة إنقاذه، وحد قلوب الإنسانية رغم اختلاف مذاهبها ومعتقداتها، عبر رسائل دعم، ثم كلمات رثاء ودموع عكست المشاعر التي تسكن داخل البشر.
أطفأ الصغير نار الفتنة وأعاد دفء العلاقات بين الجزائر والمغرب رغم قطع العلاقات على الصعيد الرسمي، وحد الدول العربية من المحيط للخليج، نعته الدول والقيادات والسياسيون والمشاهير والعلماء في حادثة لا تتكرر كثيرا.
قصة مؤلمة
بدأت القصة المؤلمة يوم الثلاثاء الماضي، عندما ذهب الطفل برفقة والده لاستكشاف بئر المياه، لكنه اختفى فجأة، سقط ريان داخل البئر فى عمق 32 مترا من أصل 62 م.
ربطت فرق الإنقاذ هاتفا بحبل وأنزلته إلى القعر فظهرت لقطات للطفل وهو يتنفس، تطوع شاب بالنزول لكنه وصل إلى مسافة 20 م فقط لضيق المكان وصعوبة التنفس المسافة داخل البئر 20 سم.
فشلت محاولات الإنقاذ بهذه الطريقة، وتم تزويد الطفل صاحب الـ 5 سنوات بالأكسجين والماء والطعام، واستعانت السلطات بالجرافات لحفر حفرة موازية لموقع ريان بطول 150 م وعمق 33م.
ظل الحفر 5 أيام، وفي ساعات الحسم الأخيرة ظهرت صخرة كبيرة عطلت العمل 4 ساعات، مع التعامل بحذر خوفا من انهيار التربة فوق الطفل، وتثبيت أنابيب معدنية لمساعدة العمال على الحفر أفقيا، وبعدما تكللت المهمة بنجاح وخرج الطفل، صدر بيان رسمي يؤكد وفاة ريان.
فرحة لم تكتمل
بعد الفرحة الكبيرة التي اجتاحت العالم بخروج ريان من البئر ونقله إلى المستشفى، أعلن الديوان الملكي المغربي مساء أمس الأول، وفاة الطفل الذي ظل عالقا في بئر لأيام في قرية إغران بمدينة شفشاون الواقعة شمال المغرب.
قال نص البيان «على إثر الحادث المفجع الذي أودى بحياة الطفل ريان أورام، أجرى الملك محمد السادس اتصالا هاتفيا مع السيد خالد أورام، والسيدة وسيمة خرشيش والدي الفقيد، الذي وافته المنية، بعد سقوطه في البئر، وأعرب العاهل المغربي عن أحر تعازيه وأصدق مواساته لكافة أفراد أسرة الفقيد في هذا المصاب الأليم، داعيا الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جنانه، وأن يلهم ذويه جميل الصبر». وقال خالد أورام والد الطفل ريان «رغم المأساة التي تمر بها العائلة، إلا أن التضامن المغربي والعربي أثلج قلبه وزوجته وسيمة التي لم تذق النوم منذ سقوط نجلهما في البئر»، مضيفا «دعوات الجميع وصلت للسماء وتكفينا».
اهتمام سعودي
واهتمت السعودية على الصعيدين الرسمي والشعبي بالقضية الإنسانية منذ بدايتها، وتصدرت القضية «الترند» في المملكة وأغلب الدول العربية، ونشر بدر عساكر، مدير المكتب الخاص لولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، صورة للطفل ريان بعد أن أثارت قضيته الرأي العام العالمي إثر سقوطه في بئر بالمغرب. وغرد على صفحته على تويتر قائلا «قصة الطفل «ريان» تعبر عن عمق المشاعر الإنسانية التي توحدت من جميع الأشقاء العرب وشعوب العالم.. خالص العزاء والمواساة لأسرة الطفل ريان وللشعب المغربي الشقيق.. إنا لله وإنا إليه راجعون». وفيما كتب الأمير عبدالرحمن بن مساعد «اللهم الطف بأهله وصبرهم واجعله شفيعا لهم في الآخرة واجعل موته سببا في حياة كريمة لأبويه وأسرته»، غرد رئيس الهيئة العامة للترفيه المستشار تركي آل الشيخ «رحم الله الطفل ريان.. لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم كل العزاء لأسرته وللشعب المغربي الكريم.» ونعت السفارة السعودية في المغرب أسرة الطفل ريان والقيادة المغربية والشعب المغربي الشقيق، وأشادت بالجهود الكبيرة التي بذلتها السلطات المغربية في سبيل إنقاذه.
استنفار عربي
ومثلما شهدت الأيام الخمس لرحلة إنقاذ ريان اهتماما عربيا لافتا، تفاعلت الدول على الصعيد الرسمي بالقصة المأسوية، وقدم نائب رئيس دولة الإمارات، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد خالص تعازيه ومواساته إلى أسرة الطفل المغربي ريان. وأعربت مصر عن تعازيها للمغرب في وفاة الطفل ريان، وقال بيان صادر عن وزارة خارجيتها «تؤكد مصر على دعمها الكامل للمغرب الشقيق في هذا المصاب الأليم، الذي عكس تضامنا إنسانيا عالميا لم ينقطع على مدار الأيام الماضية». ونعى إمام الأزهر الدكتور أحمد الطيب الطفل ريان، وسط حالة تفاعل غير مسبوقة من المشاهير والنجوم في مختلف المجالات، وأكد رئيس البرلمان العربي عادل العسومي عن أحر العزاء للعاهل المغربي الملك محمد السادس والشعب المغربي في وفاة ريان، وفي تغريدة على حسابه على الإنترنت قال رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي «الطفل ريان عنوان لملحمة إنسانية في زمن التنكر للإنسان». مضيفا «رغم النهاية الحزينة سيبقى ريان درسا لنا جميعا أن نجيش كل الدولة من أجل إنسان.»
تفاعل عالمي
وفيما تصدر وسم الطفل ريان مواقع التواصل الاجتماعي في كافة أرجاء الدول العربية وأنحاء كثيرة من دول العالم، تفاعل بعض زعماء ورؤساء العالم مع وفاته، وأعرب الرئيس الفرنسي الرئيس إيمانويل ماكرون عن حزنه الشديد على وفاة الطفل المغربي ريان داخل البئر، وقال عبر حسابه الرسمي في فيس بوك «هذا المساء، أود أن أقول لأسرة الطفل ريان والشعب المغربي إننا نشارككم حزنكم.» وقدم العديد من النجوم والمشاهير في عالم الفن وكرة القدم تعازيهم الحارة بالوفاة، حيث غردت الفنانة أحلام: «اللهم الطف بأهله وصبّرهم واجعله شفيعًا لهم في الآخرة واجعل موته سببا في حياة كريمة لأبويه وأسرته»، ونشرت الفنانة المصرية نبيلة عبيد صورة للطفل ريان على صفحتها على انستقرام مقدمة خالص التعزية وقالت «يا قلب أمك.... حزني عليك...يا رب الرحمة من عندك للملاك الطاهر ريان وخالص العزاء لعائلته ولكل أهلنا بالمغرب الشقيق. والعالم العربي»، وقال الفنان أحمد السقا «إن العين لتدمع والقلب ليحزن وإنا على فراقك يا ريان لمحزونون..فإنا لله وإنا إليه راجعون.»
أطفأ الفتنة
أسهمت قصة ريان الإنسانية في وأد الفتنة وإطفائها بين الجزائر والمغرب رغم قطع العلاقات على الصعيد الرسمي، وتفاعل الجزائريون بصورة كبيرة مع عملية إنقاذ الطفل، وتصدر ترند «أنقذوا ريان” موقع “تويتر”، حيث نشر العديد من المشتركين تغريدات تدعو لريان بالسلامة والحفظ والخروج من البئر على قيد الحياة، وكتب أحدهم “فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن”، راجيا الدعاء له من قبل الجميع.. وأضاف مغرّد آخر “اللهم عجل فرجك على الطفل ريان وأعده لأهله سالما”. وقال الجزائريون «إن الحادثة أعادت إلى الأذهان قصة الشاب عيّاش محجوب بالمسيلة، الذي سقط في بئر ارتوازية بعمق 30م، وتوفي بعد 5 أيام من المحاولات الجاهدة لإنقاذه من قبل مصالح الحماية المدنية. وبينما ذكرت صحيفة الشروق الجزائرية أن حادثة سقوط الطفل المغربي ريان هزت قلوب ومشاعر كل الجزائريين، تقاسم الهداف الجزائري ولاعب مانشستر سيتي رياض محرز، حزن المغاربة برحيل ريان، حيث نشر عبر خاصية «ستوري» على فيسبوك صورة البطل الصغير، معلقا باللغة الفرنسية «رحمه الله وأسكنه فسيح جناته». كما شكر اللاعب طاقم الإنقاذ معلقا «لن نشكركم أبدا كما تستحقون».
قالوا عن ريان:
«لا جناة في حادثة ريان، لكنه جسد أحلامنا وأوجاعنا، ثم تركنا ورحل إلى رب رحيم».
ياسر الزعاترة ـ صحفي أردني
«الموت لا يوجع الموتى، الموت يوجع الأحياء! #وفاة_الطفل_ريان»
مؤسسة الشاعر محمود درويش
«ريان مات قبل يوم من إنقاذه، وسط تكتم على الخبر وبقي في إطار البئر فقط ومن هم حوله».
الوطن المصرية
«مسار القضية سيستغرق وقتا قبل الكشف عن مجمل الحيثيات، لمعرفة سبب وقوعه في البئر وأسباب وفاته».
محمد عادل التاتو ـ صحفي مغربي
«أصيب في رأسه وتسمم من الهواء الموجود في البئر»
د. أحمد الوكيل ـ طبيب
حوادث عالمية مشابهة
عياش الجزائري
شاب ثلاثيني سقط في بئر قديمة يصل عمقها إلى 100م بينما لا يتجاوز قطرها 35 سنتيمترا عام 2018، أنقذوه بعد وفاته، حيث عاش 4 أيام.
فريق تايلاندي
حبس العالم أنفاسه في 2018 وهم يتابعون عملية إنقاذ 12 طفلا هم فريق كرة قدم تايلاندي حوصروا في كهف رفقة مدربهم، وجرى إنقاذهم بعد 17 يوما من المعاناة.
عمال تشيلي
نجحت عملية إنقاذ واسعة لـ33 من عمال مناجم في تشيلي ظلوا عالقين 69 يوما تحت الأرض في منجم سان خوسيه الذي انهار عليهم عام 2010.
بريطاني إندونيسيا
سقط شاب بريطاني في بئر عمقها 4 أمتار أثناء فراره من كلب كان يطارده في جزيرة بالي الإندونيسية، انكسرت ساقه ولم يخرج إلا بعد 6 أيام كاملة، بعد أن اكتشفه راعي ماشية.
طفل أسكتلندا
في 2018 تمكن فريق إنقاذ في مرتفعات أسكتلندا من انتشال طفل يبلغ من العمر تسع سنوات كان قد أصيب في أحد الكهوف المطلّة على بحيرة أثناء رحلة استكشافية.
عمال الصين
في يناير 2016 عثرت السلطات في إقليم شانغدونغ شرق الصين على أربعة أحياء فقط من بين 17 من العمال بأحد المناجم كانوا قد حوصروا 36 يوما تحت الأرض.
أسرع إنقاذ
تمكنت السلطات الصينية في عام 2016 من إنقاذ طفل كان قد سقط في حفرة ضيقة عمقها ستة أمتار، لم تستغرق عملية الإنقاذ هذه سوى 15 ثانية.
اختفاء بوش
اختفى رجل ثلاثيني يدعى جيفري بوش بعدما ابتلعت حفرة كبيرة غرفة نومه بعمق ستة أمتار نتجت عن انزلاق أرضي، واتسعت الغرفة 30 م ولم يتم إنقاذه.