مريم العتيبي: "القهوة السعودية".. سيدة المجالس الاجتماعية

أشادت أستاذ التاريخ المشارك بجامعة الأمير سطام الدكتورة مريم خلف العتيبي بإعلان وزارة الثقافة بالتعاون مع وزارة التجارة اعتماد تسمية القهوة العربية بـ "القهوة السعودية" في جميع مطاعم ومقاهي المملكة، وذلك في إطار خدمة المستهدفات الوطنية للمبادرة والاحتفاء بالقهوة كعنصر ثقافي يعبر عن الهوية الوطنية ويعكس علاقة السعوديين بها كموروث فريد ذا خصوصية يمثل أحد أهم عادات الشعب السعودي وتقاليدهم الضاربة في عمق التاريخ.

مؤكدة أن تسمية عام 2022م بــ "عام القهوة السعودية"، يحمل في مضامينه رسائل تساهم في تعزيز وعي المجتمع والأجيال الناشئة والقادمة، بما تمتلكه المملكة من إرث حضاري وثقافي في مختلف المجالات ومنها القهوة السعودية.

وتطلعت الدكتورة العتيبي لتفاعل مختلف الجهات والمؤسسات العامة والخاصة مع فعاليات وأنشطة "عام القهوة السعودية"، اسوة بوزارة التجارة التي عممت على جميع المقاهي والمطاعم بتغيير مسمى القهوة العربية إلى "القهوة السعودية" ليواكبوا من خلال هذا التعاون الاهتمام الكبير الذي توليه القيادة الرشيدة تجاه الثقافة الشعبية، والتراث غير المادي.

وقالت: "تبرز وتتجلى أهمية القهوة السعودية لكونها المكوّن الأصلي لكلأنواع القهوة حول العالم، وهي رمز ثقافي اجتاح العالم بأسره، فالقهوةسيدة المجالس الاجتماعية بكافة تفاصيل الحياة وما تحمله من لحظات فرح أو حزن، وهي المشروب الذي يجتمع عليه أفراد العائلة السعودية أكثر من مرة في اليوم".

وأضافت: "في إطار التجسير الحضاري بين الأمم، والتواصل والامتزاج بين ثقافاتها وعلى اختلاف وتعدد أمزجة الشعوب في صنع وإعداد واحتساء القهوة، تظل قهوتنا السعودية منفردة ومتميزة، فلا يخالطها إلا كل طيب ونكهة عطرية، وهي تغلي بالهيل والزعفران والقرنفل والزنجبيل، بخلاف الأمزجة الأخرى التي تخلط وتضيف إلى قهوتها السكر والحليب والكاكاو والكريمة".

وأشارت الدكتورة العتيبي إلى أن للقهوة السعودية تاريخاً ثقافياً عربياًوإثنولوجيا خاصة، تميزت بانفرادها بالمشروب الأساسي لمجتمعات الجزيرة العربية، وهذا التميز جعل منها مشروباً يرمز للكرم، وارتبطت به العديد من القوانين والأعراف، وطقوس إعداد القهوة وحمسها وطحنها، وكيفية صبها وعدد "الفناجيل"، التي تقدم للمحتفى به، فهي المشروب الرسمي الشعبي الذي يقدم رسمياً لكافة الشخصيات، التي تزور المملكة العربية السعودية كرمز وطني عريق لكرم الضيافة، وحفاوة الاستقبال.