موسويان: علاقتنا مع روسيا في أسوأ أحوالها
طهران تتفق مع موسكو على كره أمريكا وتختلفان حول مصالحهما البرجماتية
طهران تتفق مع موسكو على كره أمريكا وتختلفان حول مصالحهما البرجماتية
السبت - 05 فبراير 2022
Sat - 05 Feb 2022
في ظل العقوبات الأمريكية المفروضة على كل من روسيا وإيران، يزداد زخم العلاقات بين الدولتين، وقد بدا ذلك واضحا خلال الزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي لروسيا، حيث تم عقد عدد من الاتفاقيات مع شركات النفط والغاز الروسية تتعلق بنقل التكنولوجيا والمعدات التي تحتاجها إيران.
ويقول سيد حسين موسويان الدبلوماسي الإيراني السابق والباحث المتخصص في شؤون السياسة الأمنية والنووية في الشرق الأوسط بجامعة برينستون الأمريكية، «إنه على الرغم من أن العلاقات القوية بين موسكو وطهران حيوية لاستقرار وأمن المنطقة، لم يتم التمعن فيما إذا كانت العلاقات الحالية تشبه شراكة استراتيجية أم تحالفا».
وأضاف موسويان الرئيس الأسبق للجنة الشؤون الخارجية بمجلس الأمن القومي الإيراني، في تحليل نشرته مجلة ناشونال إنتريست الأمريكية، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو أول رئيس روسي يزور إيران منذ زيارة جوزيف ستالين لها عام 1943، ومنذ عام 2007 توجه بوتين إلى طهران مرتين للمشاركة في قمة الدول المطلة على بحر قزوين، وفي كل زيارة كان يجتمع بالمرشد الأعلى للثورة الإسلامية الإيرانية، آية الله على خامنئي.
وفي 2007 قال خامنئي لبوتين إن روسيا القوية في مصلحة إيران، ورد بوتين قائلا «مصلحة الدولة الروسية تكمن في وجود إيران قوية ومؤثرة في المسرح الدولي».
ويقول موسويان إنه مع ذلك هناك نقاط اختلاف كبيرة بين إيران وروسيا بشأن قضايا مهمة، والعلاقات تبدو في أسوأ أحوالها، على سبيل المثال، لروسيا علاقات استراتيجية مع إسرائيل وتسعى لاجتذاب تركيا بعيدا عن أمريكا.
وبالنسبة لقضية الطاقة، هناك صراع بين روسيا وإيران حول تصدير الغاز إلى أوروبا. وهناك مثال آخر يتعلق بالاختلافات الإسلامية، فإيران دولة شيعية، بينما معظم المسلمين الروس يتبعون المذهب السني. كما أن روسيا وإسرائيل شريكان استراتيجيان، بينما تعد إيران إسرائيل عدوا، والأكثر من ذلك هو أن هناك مجالات تجد فيها روسيا وأمريكا مصالح مشتركة.
وأحد تلك المجالات النادرة إحياء الاتفاق النووي الإيراني لمنع تحول إيران إلى دولة نووية، وبالإضافة إلى ذلك لا تريد روسيا أو أمريكا اندلاع حرب أخرى في الشرق الأوسط.
وحسب موسويان، الذي عمل سفيرا لبلاده في ألمانيا في الفترة من 1990 إلى 1997، هناك في الوقت الحالي وجهتا نظر متعارضتان بين الإيرانيين بشأن العلاقات بين طهران وموسكو.
وتستند وجهة النظر الأولى إلى التاريخ الطويل لسياسات روسيا ضد إيران في الماضي، مثل حروب روسيا ضد إيران، واحتلال روسيا نصف إيران، وفقدان 17 مدينة قوقازية إيرانية لصالح القياصرة، ودعم موسكو لعدوان صدام حسين ضد إيران.
ويرى هذا الرأي ضرورة عدم الثقة بروسيا، وأن اعتماد إيران على روسيا يمثل انتهاكا لمبدأ أساسي للثورة الإيرانية، وهو «لا شرق ولا غرب».
وتستند وجهة النظر الثانية إلى المصالح المشتركة للدولتين في الوقت الراهن. ويؤيد كاظم جلالي سفير إيران لدى روسيا هذا الرأي، مؤكدا أن زيارة رئيسي لروسيا «نقطة تحول» في العلاقات بين الدولتين.
وقال إن الإيرانيين يبغضون روسيا القيصرية، لكن روسيا اليوم مختلفة عن روسيا القيصرية، فروسيا تواجه الغرب، وبوتين ورفاقه المقربون ينظرون بإيجابية لرئاسة رئيسي.
وأكد موسويان أنه على الرغم من مصلحة موسكو وطهران الثابتة في عدد من المجالات، لا يعد هذا وحده كافيا لشراكة استراتيجية. فمن أجل تحقيق شراكة استراتيجية، تحتاج الدولتان إلى إطار قانوني وتشريعي وتنظيمي، وإلى آليات عملية للتعاون المستمر. ولكن في الوقت الحالي هذه الأمور متخلفة للغاية في العلاقات الثنائية بين موسكو وطهران.
وعلى سبيل المثال، تصورت الدولتان في 2007 خططا كبيرة لزيادة حجم التجارة السنوية إلى 200 مليار دولار خلال 10 سنوات، ولكن الآن وبعد مرور 15 عاما، يبلغ حجم التجارة السنوية الحالي بين إيران وروسيا 4 مليارات دولار فقط!
وعلاوة على ذلك تتطلب أي شراكة استراتيجية دعما شعبيا واسع النطاق من الجانبين، ولكن قضايا الثقة بين شعبي روسيا وإيران، خاصة الشعب الإيراني، ما زالت تمثل عقبة، وعموما يعد كل جانب الجانب الآخر ورقة مساومة في التعامل مع الغرب.
ويقول سيد حسين موسويان الدبلوماسي الإيراني السابق والباحث المتخصص في شؤون السياسة الأمنية والنووية في الشرق الأوسط بجامعة برينستون الأمريكية، «إنه على الرغم من أن العلاقات القوية بين موسكو وطهران حيوية لاستقرار وأمن المنطقة، لم يتم التمعن فيما إذا كانت العلاقات الحالية تشبه شراكة استراتيجية أم تحالفا».
وأضاف موسويان الرئيس الأسبق للجنة الشؤون الخارجية بمجلس الأمن القومي الإيراني، في تحليل نشرته مجلة ناشونال إنتريست الأمريكية، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو أول رئيس روسي يزور إيران منذ زيارة جوزيف ستالين لها عام 1943، ومنذ عام 2007 توجه بوتين إلى طهران مرتين للمشاركة في قمة الدول المطلة على بحر قزوين، وفي كل زيارة كان يجتمع بالمرشد الأعلى للثورة الإسلامية الإيرانية، آية الله على خامنئي.
وفي 2007 قال خامنئي لبوتين إن روسيا القوية في مصلحة إيران، ورد بوتين قائلا «مصلحة الدولة الروسية تكمن في وجود إيران قوية ومؤثرة في المسرح الدولي».
ويقول موسويان إنه مع ذلك هناك نقاط اختلاف كبيرة بين إيران وروسيا بشأن قضايا مهمة، والعلاقات تبدو في أسوأ أحوالها، على سبيل المثال، لروسيا علاقات استراتيجية مع إسرائيل وتسعى لاجتذاب تركيا بعيدا عن أمريكا.
وبالنسبة لقضية الطاقة، هناك صراع بين روسيا وإيران حول تصدير الغاز إلى أوروبا. وهناك مثال آخر يتعلق بالاختلافات الإسلامية، فإيران دولة شيعية، بينما معظم المسلمين الروس يتبعون المذهب السني. كما أن روسيا وإسرائيل شريكان استراتيجيان، بينما تعد إيران إسرائيل عدوا، والأكثر من ذلك هو أن هناك مجالات تجد فيها روسيا وأمريكا مصالح مشتركة.
وأحد تلك المجالات النادرة إحياء الاتفاق النووي الإيراني لمنع تحول إيران إلى دولة نووية، وبالإضافة إلى ذلك لا تريد روسيا أو أمريكا اندلاع حرب أخرى في الشرق الأوسط.
وحسب موسويان، الذي عمل سفيرا لبلاده في ألمانيا في الفترة من 1990 إلى 1997، هناك في الوقت الحالي وجهتا نظر متعارضتان بين الإيرانيين بشأن العلاقات بين طهران وموسكو.
وتستند وجهة النظر الأولى إلى التاريخ الطويل لسياسات روسيا ضد إيران في الماضي، مثل حروب روسيا ضد إيران، واحتلال روسيا نصف إيران، وفقدان 17 مدينة قوقازية إيرانية لصالح القياصرة، ودعم موسكو لعدوان صدام حسين ضد إيران.
ويرى هذا الرأي ضرورة عدم الثقة بروسيا، وأن اعتماد إيران على روسيا يمثل انتهاكا لمبدأ أساسي للثورة الإيرانية، وهو «لا شرق ولا غرب».
وتستند وجهة النظر الثانية إلى المصالح المشتركة للدولتين في الوقت الراهن. ويؤيد كاظم جلالي سفير إيران لدى روسيا هذا الرأي، مؤكدا أن زيارة رئيسي لروسيا «نقطة تحول» في العلاقات بين الدولتين.
وقال إن الإيرانيين يبغضون روسيا القيصرية، لكن روسيا اليوم مختلفة عن روسيا القيصرية، فروسيا تواجه الغرب، وبوتين ورفاقه المقربون ينظرون بإيجابية لرئاسة رئيسي.
وأكد موسويان أنه على الرغم من مصلحة موسكو وطهران الثابتة في عدد من المجالات، لا يعد هذا وحده كافيا لشراكة استراتيجية. فمن أجل تحقيق شراكة استراتيجية، تحتاج الدولتان إلى إطار قانوني وتشريعي وتنظيمي، وإلى آليات عملية للتعاون المستمر. ولكن في الوقت الحالي هذه الأمور متخلفة للغاية في العلاقات الثنائية بين موسكو وطهران.
وعلى سبيل المثال، تصورت الدولتان في 2007 خططا كبيرة لزيادة حجم التجارة السنوية إلى 200 مليار دولار خلال 10 سنوات، ولكن الآن وبعد مرور 15 عاما، يبلغ حجم التجارة السنوية الحالي بين إيران وروسيا 4 مليارات دولار فقط!
وعلاوة على ذلك تتطلب أي شراكة استراتيجية دعما شعبيا واسع النطاق من الجانبين، ولكن قضايا الثقة بين شعبي روسيا وإيران، خاصة الشعب الإيراني، ما زالت تمثل عقبة، وعموما يعد كل جانب الجانب الآخر ورقة مساومة في التعامل مع الغرب.