امتنان محمد برناوي

أنماط الشخصيات.. ماذا بعد ذلك؟

الاثنين - 08 أغسطس 2016

Mon - 08 Aug 2016

ذكر أحد المدربين في ورشة عمل عن فهم النفسيات والإبداع في ذلك. هناك العديد من المدارس التي تتناول أنماط الشخصيات، في محصلتها توضح لك من أي نوع من البشر أنت بناء على أركان وقواعد. على سبيل المثال، استقبالك وتحليلك للمعلومات والمعطيات الخارجية، اتخاذ القرارات وتنظيم أمور حياتك وغير ذلك.



من هنا بعض المدارس قسمت البشر إلى المنفتح والمنطوي، الحسي والحدسي، ومنها ما قسمت البشر إلى المحللين، التطبيقيين والمبدعين وغيره. نجد أن أغلب من هم على اطلاع بهذا المجال إنما ليفهم عمق ومكنونات شخصيته أو ليعرف عمق الشخصية التي أمامه.



غالبا ما نجتهد حتى نعلم من أي نمط نحن، بل ما هي مزايا شخصياتنا والتي فقدنا الاتصال بها. بعد فترة بسيطة تجد الشخص منا يتمسك بما استنتج ويتغنى به يمينا ويسارا بل حتى إننا أحيانا ما نجعل ذلك شماعة لكثير من السلوكيات التي نقوم بها، لتعلم أنك تستطيع التحسين والتطوير واكتساب بعض الصفات من الأنماط الأخرى، ففي الأساس كلها موجودة في داخلك ولكن أحدها يطغى. كثيرا ما يفوتنا البعد الثالث لتلك الدراسات المتعلقة بأنماط الشخصيات.



نعم علينا معرفة نمط شخصيتنا وبدقة حتى نعلم كيف نسخر ذلك لاحقا في أمور حياتنا وبالأخص من الناحية الإيجابية ثم معرفة أنماط الشخصيات المحيطة بنا وبالأخص التي تربطنا بهم صلة قرابة أو عمل، ولكن هذا جزء بسيط من المهمة، الجزء الأعظم ويمثل البعد الثالث هو أن نتعلم كيفية التواصل فيما بيننا.



نحن دائما نتواصل ولكن كثيرا ما نختار الطريقة الخاطئة لذلك. أنا وأنت نتفق تماما أن أساس المشكلات بين أفراد المجتمع هي عدم فهم الطرف الآخر لفقدان وسائل الاتصال الصحيحة. لنتعرف على أنماط شخصيات من هم في محيطنا حتى نصنع تواصلا فعالا فيما بيننا، ونبني بذلك جسور الألفة والمحبة.



لتعلم أنك لو كنت موظفا في مؤسسة أم أنك رئيسها، أبا، أما، أخا، أختا صديقا أو صديقة فمعرفتك بنمط الآخر يجعلك تحصل على ما تريد منه بأقل جهد مبذول منك، تقبل شخصية الآخر وتعلم كيف تتواصل معها بما يتماشى مع نمطها متجاهلا نمطك أنت، هكذا يصنع التواصل السليم بيننا.



لو كنت طبيبا وتواصلت بلغتك حتى وإن كانت سليمة مع المهندس لن تصل لشيء، فكلاكما يستخدم الوسيلة الخاطئة. هكذا هي أنماط الشخصيات والبعد الثالث لها.