لقاء مع كاتب اليمين وكاتب الشمال
الثلاثاء - 01 فبراير 2022
Tue - 01 Feb 2022
اسمحوا لي، قراء هذا المقال - إن كان ثمة قراء له - أن أمارس شيئا من الأمور الشخصية وأقحمكم معي فيها فقد صحبتكم منذ صدور العدد الأول من جريدتكم مكة المكرمة قبل تسع سنوات حتى اليوم، حين دعاني رئيس التحرير المؤسس الأستاذ الدكتور اللغوي البدوي القح عثمان الصيني، ولم أتخلف عنكم مرة واحدة منذ بدأت معكم حتى الآن، ولم أحدثكم ولم آخذ من وقتكم بما لا يخصكم شيئا يثقل عليكم غير اليوم، ولا تظنوا أنني سأقول وداعا في هذه التوطئة التي توحي بذلك أبدا ليس ذلك في بالي ولا في حسباني، الموضوع مختلف تماما، نحن أهل الرياض الذين جئنا من الأطراف كلها في مملكتنا الحبيبة نعمل في شتى الأعمال مع تنوعها واختلافها وتعدد مواضيعها التي لا يجمعها إلا الله، لكننا جميعا أو أكثرنا نشترك بعمل واحد ووظيفة شريفة واحدة هي التعقيب لقومنا الذين تركناهم حيث كانوا، فإذا احتاج أحد منهم يعرفك أو يسمع عنك أو يُدل عليك وله طلب أو معاملة تأخر إنجازها في علاج أو سكن أو غير ذلك في العاصمة، وصعب عليه الحضور والتعقيب بنفسه- وما أكثر حاجات قومنا في عاصمتهم الحبيبة عصمها الله من كل شر- فليس أمامه غير طلب فزعة من يعرف من سكان العاصمة من أبناء قومه بأن يقوم بالمهمة عنه وقد هيأ الله له الواتس والإيميل وغيرهما من الوسائل التي تخترق هدوءنا وخصوصيتنا ويصل إلينا طلبه شئنا أم أبينا، والويل والثبور وعظائم الأمور لمن لم يقم بالواجب والتعقيب وإنهاء المعاملة حتى وإن كانت النتيجة الرفض والاعتذار عن تحقيق الطلب.
هذا ليس الموضوع الذي سأحدثكم عنه هذه مقدمة، أما الموضوع فقد قمت قبل أيام بعملي الذي حدثتكم عنه أعلاه وفي بهو الانتظار الطويل في تلك المصلحة قابلني رجل في منتصف العمر رحب بي وسألني إن كان عرفني حقا أخبرته أنني صاحبه الذي يريد، بدأ الرجل يحدثني عن ما يعرف عني ويثني بما يسرني ويسمعني ما أرتاح لسماعه وأنا أظهر شيئا من التواضع الكاذب وبودي لو يزيد مما أسمع، قال إنه قرأ كتبي وتغريداتي وحتى مقابلاتي ومحاضراتي وأنه يتفق معي ويتعلم مني وإن لم يرني ولم أره قبل اليوم.نودي للرقم الذي أحمل وودعت صاحبي الذي جعل يومي جميلا جمل الله حاله وخرجت منتشيا، وفي الموقف العام الذي ركنت سيارتي فيه قابلني رجل في سن صاحبي الأول وفي زي مختلف بعض الشيء سألني السؤال نفسه هل أنا الرجل الذي يظن فقلت نعم، حمد الله أنه لقيني على غير موعد، وأنه كان يود لقائي -أتتك بحائن رجلاه- وسألني كم عمرك وكم بقي لك في الحياة أخبرته أنني لم أولد في جناح يستقبل قدومي بالورود كما تفعل أنت وجيلك، ولم يُسجل لي تاريخ ميلاد صحيح، لكن كما ترى قدر العمر الذي تريد، أما ما بقي لي من الحياة فلا أعلم فهل لديك علم تخبرني جزاك الله خيرا؟
وعظني وذكرني وأنشد شعرا يقربني من الموت وزاد وأخرج الجوال الذي في جيبه وفتح قائمة طويلة من تغريداتي وجملا مقطوعة من سياقها من مقالات ومقابلات يفصل بينها أعوام، وقام بالتنسيق بينها لتكون كما يريد ومنها تغريدة كتبتها قبل أسابيع وجملة من مقال ليس له علاقة بالتغريدة، ووضع لهما عنوانا مشتركا يربط بينهما يقول: (مرزوق بن تنباك مع المسلمين). ويقول الآخر :(مرزوق بن تنباك مع الكافرين) وفي كلا العنوانين يرى أنني مع الأخيرين، وقد وضعتُهما كما أرسلهما في المفضلة عندي لمن يريد أن يتأكد مما أقول.
ومثلما ذكر صاحبي الأول من ملاحظات أعجبته انتخل صاحبي الثاني عددا كثيرا من السلبيات التي لم تعجبه، ووجه بعضها كما يريد وأساء فهم بعضها وحاسبني على سوء فهمه، ودعا لي بتوبة نصوح قبل الموت الذي وعدني بقربه، فأمنت على التوبة، وليس على قرب الموت، أنهيت الحديث مع صديقي الثاني مازحا قلت يا أخي كنا موعودين بإحصاء الأعمال من كاتب على الشمال وكاتب على اليمين بعد الموت، ولم نعرف أن في الدنيا كاتب للشمال وكاتب لليمين يحصيان علينا أعمالنا فيها ونحن أحياء كما تفعل، فهل تأذن لي بالانصراف.
رجلان أحدهما جعل يومك سعيدا منتشيا بروحه وسماحته وجميلا بوجوده، ورجل آخر حول يومك وسعادتك ونشوتك إلى حزن واكتئاب وإلى بؤس وانقباض، وكذلك كل الناس هم هذا وذاك.
Mtenback@
هذا ليس الموضوع الذي سأحدثكم عنه هذه مقدمة، أما الموضوع فقد قمت قبل أيام بعملي الذي حدثتكم عنه أعلاه وفي بهو الانتظار الطويل في تلك المصلحة قابلني رجل في منتصف العمر رحب بي وسألني إن كان عرفني حقا أخبرته أنني صاحبه الذي يريد، بدأ الرجل يحدثني عن ما يعرف عني ويثني بما يسرني ويسمعني ما أرتاح لسماعه وأنا أظهر شيئا من التواضع الكاذب وبودي لو يزيد مما أسمع، قال إنه قرأ كتبي وتغريداتي وحتى مقابلاتي ومحاضراتي وأنه يتفق معي ويتعلم مني وإن لم يرني ولم أره قبل اليوم.نودي للرقم الذي أحمل وودعت صاحبي الذي جعل يومي جميلا جمل الله حاله وخرجت منتشيا، وفي الموقف العام الذي ركنت سيارتي فيه قابلني رجل في سن صاحبي الأول وفي زي مختلف بعض الشيء سألني السؤال نفسه هل أنا الرجل الذي يظن فقلت نعم، حمد الله أنه لقيني على غير موعد، وأنه كان يود لقائي -أتتك بحائن رجلاه- وسألني كم عمرك وكم بقي لك في الحياة أخبرته أنني لم أولد في جناح يستقبل قدومي بالورود كما تفعل أنت وجيلك، ولم يُسجل لي تاريخ ميلاد صحيح، لكن كما ترى قدر العمر الذي تريد، أما ما بقي لي من الحياة فلا أعلم فهل لديك علم تخبرني جزاك الله خيرا؟
وعظني وذكرني وأنشد شعرا يقربني من الموت وزاد وأخرج الجوال الذي في جيبه وفتح قائمة طويلة من تغريداتي وجملا مقطوعة من سياقها من مقالات ومقابلات يفصل بينها أعوام، وقام بالتنسيق بينها لتكون كما يريد ومنها تغريدة كتبتها قبل أسابيع وجملة من مقال ليس له علاقة بالتغريدة، ووضع لهما عنوانا مشتركا يربط بينهما يقول: (مرزوق بن تنباك مع المسلمين). ويقول الآخر :(مرزوق بن تنباك مع الكافرين) وفي كلا العنوانين يرى أنني مع الأخيرين، وقد وضعتُهما كما أرسلهما في المفضلة عندي لمن يريد أن يتأكد مما أقول.
ومثلما ذكر صاحبي الأول من ملاحظات أعجبته انتخل صاحبي الثاني عددا كثيرا من السلبيات التي لم تعجبه، ووجه بعضها كما يريد وأساء فهم بعضها وحاسبني على سوء فهمه، ودعا لي بتوبة نصوح قبل الموت الذي وعدني بقربه، فأمنت على التوبة، وليس على قرب الموت، أنهيت الحديث مع صديقي الثاني مازحا قلت يا أخي كنا موعودين بإحصاء الأعمال من كاتب على الشمال وكاتب على اليمين بعد الموت، ولم نعرف أن في الدنيا كاتب للشمال وكاتب لليمين يحصيان علينا أعمالنا فيها ونحن أحياء كما تفعل، فهل تأذن لي بالانصراف.
رجلان أحدهما جعل يومك سعيدا منتشيا بروحه وسماحته وجميلا بوجوده، ورجل آخر حول يومك وسعادتك ونشوتك إلى حزن واكتئاب وإلى بؤس وانقباض، وكذلك كل الناس هم هذا وذاك.
Mtenback@