سيناريوهات الغزو الروسي المحتمل لأوكرانيا

الثلاثاء - 01 فبراير 2022

Tue - 01 Feb 2022








حشود عسكرية روسية بالقرب من أوكرانيا                                                 (مكة)
حشود عسكرية روسية بالقرب من أوكرانيا (مكة)
تتجه أنظار العالم نحو أوكرانيا التي تواجه غزوا روسيا محتملا، في حين تقف الولايات المتحدة الأمريكية ودول الغرب متأهبة لمنع حدوث كارثة.

وفي حين تكثف موسكو انتشار جيوشها على حدودها الغربية مع الجمهورية الأوكرانية، وتطلب كييف المساعدة من الغرب، وتعلو أصوات في واشنطن ولندن للوقوف عسكريا مع الجمهورية السوفياتية السابقة بحال أمرت القيادة الروسية الاجتياح، ويحبس العالم أنفاسه، يطرح المراقبون أسئلة دراماتيكية كثيرة. لماذا يريد الكرملين الدخول إلى أوكرانيا ولماذا الآن؟ ماذا تريد أوكرانيا؟ هل الغرب موحد؟ هل أمريكا موحدة؟ ما هي السيناريوهات المطروحة والممكنة؟

يقدم المحلل السياسي والأمين العام لمجموعة الأطلسي النيابية وليد فارس إجابات عديدة للأسئلة المطروحة عبر «إندنبدنت عربية» فيقول «منذ انهيار الاتحاد السوفياتي وتفككه، والإرث الثقيل لا يزال يشكل وقودا لمواجهات بين روسيا الاتحادية والجمهوريات التي انفصلت عن موسكو. كما حصل مع جورجيا ويحصل الآن مع أوكرانيا، إذ إن القرارات التي اتخذتها القيادات السوفياتية داخل الاتحاد على مر العقود، من نقل مناطق من جمهورية إلى أخرى، بات مادة صراع بين روسيا ما بعد السوفيات وجيرانها».

ويضيف «أسهم انتقال مجموعات سكانية إثنية بين حدود جمهوريات الاتحاد السوفياتي، كما حدث مع إستونيا، وليتوانيا، ولاتفيا، أيضا أسس لأزمات سياسية وثقافية مستمرة. ومن أصعب الأزمات هي التي نتجت من فك الارتباط بين روسيا وأوكرانيا، فهذه الأخيرة تركت الجمهورية السوفياتية الروسية في 1991 وأخذت معها، برأي الروس، جزءا من روسيا، وهي القرم وشرق أوكرانيا. كما أدى الانفصال السريع لتواجد ناطقين بالروسية في شرق الجمهورية الجديدة. أما كييف فهي ترفض المطالب الروسية وتؤكد أن القرم هي منطقة أوكرانية وإقليم دومباس في الشرق هو أوكراني أيضا. واستمر الخلاف في عهد يلتسين في التسعينيات من دون تصعيد روسي.

ويشير إلى أنه 2014 قررت موسكو أن تجتاح أو أن تسترجع برأيها القرم، وتدعم انفصاليين ناطقين بالروسية في دومباس، ويرى المحللون أن مشكلة أوكرانيا بالنسبة إلى القيادة الروسية مزدوجة، فهي أزمة حدود مع جارتها الأوكرانية وأزمة نفوذ مع منافستها الأمريكية. فهل تذهب موسكو إلى الحرب بسبب المشكلتين؟

ويرى الكاتب أنه من الصعب تحديد السيناريوهات في الأزمة الأوكرانية لأسباب عدة. أولا، المفاوضات جارية على كل المحاور في لعبة شد حبال شاملة ومعقدة. فالكل يتكلم عن الحرب، ولكن ليست كل الأطراف مستعدة لخوضها كليا، ويقول: «أوكرانيا ستتحمل أوزارها على أرضها. روسيا ستدخل في مواجهة مكلفة على أرض أوروبية ولا تعرف كيف تنهيها. الولايات المتحدة تخرج من حروب الشرق الأوسط لكي تدخل حربا في قارة جديدة في ظل أوضاع داخلية غير مريحة.

الاجتياح الشامل

سيناريو كارثي يصعب تصوره، ولكن كثيرين في الغرب يخشونه ويستعدون له. إذا حصل فسيلزم الناتو بالتحرك والانتشار المكثف حول أوكرانيا وسائر حدود أوروبا الشرقية مع روسيا.

الاجتياح الإقليمي

تسيطر موسكو على منطقة دومباس في شرق أوكرانيا، والشاطئ الأوكراني حتى الجسر الجغرافي إلى القرم. سيناريو مكلف عسكريا وماليا، إلا أنه ينفذ ما تريده موسكو عمليا.

دعم أوكرانيا شرقية

بدلا من اجتياح واحتلال، وفقا لهكذا سيناريو تتقدم القوات الروسية في شرق أوكرانيا، وتسلمها للانفصاليين لإعلان دولتهم، وتتحول دومباس والمناطق المحيطة كمنطقة عازلة.

حل سياسي

يرتكز على إجراء استفتاءات في الشرق وحتى القرم بإشراف دولي، لحل الأزمة قانونيا. وهو حل اقترحناه للكونجرس منذ سنتين وأخيرا.