مها الحريب

على عتبة الجامعة تتحطم الأحلام

الاثنين - 08 أغسطس 2016

Mon - 08 Aug 2016

التعليم هو المقياس الحقيقي لتطور المجتمع وإذا أردت أن تقيس نهضة أمة ما، فعليك أن تنظر للتعليم فيها وتحديدا التعليم الجامعي الذي يؤهل الأفراد للمساهمة في بناء الوطن.



وفي كل بيت من بيوت الوطن فتى أو فتاة يسعى إلى أن يتوج مشواره الدراسي الممتد لثلاث عشرة سنة بالقبول في الجامعة حتى يتمكن من تحقيق ما يصبو إليه من أحلام منذ الصغر. والواقع أن هذه الأحلام والطموحات يمكن أن تغتال في لحظة واحدة بمجرد رفض قبوله.



والحاصل أن جامعاتنا رفضت أعدادا هائلة من الطلبة والطالبات رغم ارتفاع المعدلات عن الأعوام الماضية بحجة محدودية المقاعد، الأمر لم يتوقف عند الرفض، بل إن آلية التقديم بحد ذاتها مخجلة، فهل تصدق عزيزي القارئ أن التقديم كان (يدويا) في عصر التكنولوجيا؟ والشيء الآخر سوء التنظيم والاستقبال! فقد انتظرت الطالبات في جامعة من الجامعات تحت أشعة الشمس وتحت درجة حرارة تجاوزت 40 درجة! أين القاعات المكيفة والمباني الشاسعة، هل كان تنظيم استقبال كهذا عملا صعبا جدا على جامعة كبيرة بحجم تلك الجامعة؟ وهذا حال جامعات أخرى اشتركوا في سوء الاستقبال والتنظيم.



أما الأدهى فكان تفريق الطالبات بحريق وهمي!!



كيف يمكن وصف هذا التصرف بإثارة فزع المتقدمات بحريق لتفريقهن! هل يصدق أن جامعة محترمة تلجأ لمثل هذا الأسلوب الغريب، مع عماد المستقبل وصناعه فضلا عن تصريحاتهم المتكررة وتكذيبهم لعملية القبول اليدوي رغم تأكيد شهود العيان ورغم تحججهم بقلة الأماكن، إلا أن الطلبة غير السعوديين يقبلون دون أي شرط فلا اختبار قياس ولا غيره، قبول مفتوح لا يحظى به الطالب السعودي، من حق الطالب غير السعودي أن ينال حظه من التعليم في مملكتنا الحبيبة، لكن العدل في المعاملة مطلب مهم وإن كانت الأحقية والأولوية للطالب ابن الوطن، فكما يعفى الطالب الأجنبي من الشروط المطلوبة لا بد أن يعفى كذلك الطالب السعودي، وللأسف أن الجامعات عندنا تميل إلى الضبابية في شرح آلية قبول السعوديين وغيرهم.



هذا باختصار كان مشهد القبول في جامعاتنا ومن يدرك ما خلف الأمور يعلم تمام العلم أن رفض هذه الأعداد الهائلة من الطلبة يشكل خطرا كبيرا على أمن المجتمع، فما الذي ستنتجه البطالة لمجتمعنا، وماذا نرجو من الفراغ الذي سيصيب أبناءنا؟



ختاما، التعليم هو الحرز المتين لأبنائنا من الفراغ ومن مستنقع التطرف والانحراف، فلا بد أن نعنى به أشد العناية فهو الاستثمار الحقيقي الذي لا ينضب أبدا.