مرتزقة إيران وراء اعتداءات مطار بغداد

مسلسل الخداع بدأ بإسراع طهران في التنديد بالحادث ووصفه بالإجرامي الصدر اعتبر مصالح الشعب خط أحمر والكاظمي توعد بالانتقام عبد الحميد: المتهم معروف.. نفس الجهات التي قصفت منزل الحلبوسي الفيلي: المجتمع الدولي يعرف الجهات التي تعمل على تعطيل الدولة المشهداني: الاعتداء سيعيد جهود تحسين صورة العراق إلى نقطة الصفر
مسلسل الخداع بدأ بإسراع طهران في التنديد بالحادث ووصفه بالإجرامي الصدر اعتبر مصالح الشعب خط أحمر والكاظمي توعد بالانتقام عبد الحميد: المتهم معروف.. نفس الجهات التي قصفت منزل الحلبوسي الفيلي: المجتمع الدولي يعرف الجهات التي تعمل على تعطيل الدولة المشهداني: الاعتداء سيعيد جهود تحسين صورة العراق إلى نقطة الصفر

الأحد - 30 يناير 2022

Sun - 30 Jan 2022

أرجع مراقبون وخبراء وقوف الميليشيات العراقية الموالية لإيران وراء الاعتداءات الأخيرة التي تعرض لها مطار بغداد الدولي، وأكدوا أن «مرتزقة طهران» الخاسرين في الانتخابات البرلمانية الأخيرة يسعون إلى تعطيل الحياة السياسية وإثارة الفوضى في الشارع العراقي.

ورغم مسارعة إيران بالتنديد بالحادث الإجرامي للمطار وقيام زعماء الميليشيات التابعة لها بحملة استنكار مفتعلة، إلا أن هناك إجماعا بين الخبراء على أن الجهات التي عمدت إلى استهداف مقر رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، ومقرات الأحزاب هي نفسها التي استهدفت مطار بغداد لإرباك الوضع، والانتقام من خسارتهم الأخيرة للانتخابات.

ويعد الاعتداء الأخير لمطار بغداد بصواريخ الكاتيوشا والطائرات المسيرة، الأول من نوعه الذي يستهدف المدرج الرئيس في مطار بغداد الدولي منذ عام 2004، عندما استهدفت طائرة لشركة طيران دولية مما تسبب بأضرار في الطائرة.. وفقا لتقرير «إندبندنت عربية.

مسلسل خداع

ويكتمل مسلسل الخداع في الاعتداء الأخير، من خلال تضرر طائرة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي أحد رجال طهران في العراق، والتي كان يستخدمها خلال فترة ولايته من عام 2006 و2014، وهي هدية من الحكومة الإيرانية للمالكي، وتم إخراجها من الخدمة نهاية 2014 من قبل رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي لعدم الحاجة لها.

والمثير للدهشة أن الإطار التنسيقي الذي يضم القوى الشيعية الموالية لإيران قام بالتنديد باستهداف مطار بغداد الدولي والمؤسسات الأخرى، وأكد في بيان يكشف عن خفايا كثيرة أن العمل إجرامي يراد منه إثارة الفتنة وخلق الذرائع لتدخلات مدسوسة»، ودعا بصورة عبثية «جميع القوى الوطنية للتلاحم ورص الصفوف والابتعاد عن منهج الإقصاء والاستقواء بالخارج، وذلك لتفويت الفرصة على أعداء الوطن للعبث بأمنه وسيادته».

أضرار كبيرة

وخلف الاعتداء أضرارا كبيرة على مطار بغداد، حيث سقطت 6 صواريخ من نوع «كاتيوشا»، على مكان انتظار طائرات الخطوط الجوية العراقية ما أدى إلى حدوث أضرار في طائرتين كانتا جاثمتين على المدرج.

واعتبر بيان للخلية الأمنية العراقية أن الهدف من الهجوم تقويض الجهد الحكومي في استعادة الدور الإقليمي للعراق، وإعاقة نشاط وجهود الخطوط الجوية العراقية في أن يكون العراق الدولة البارزة في مجال النقل والملاحة الجوية ورفع تحديات عمله.

وتصاعدت حدة الهجمات بصواريخ «الكاتيوشا» والطائرات المسيرة خلال الأشهر الماضية، ولا سيما استهداف منزل رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في نوفمبر، وفي 4 يناير عرضت خلية الإعلام الأمني صوراً لطائرتين مسيرتين تم إسقاطهما خارج محيط قاعدة عين الأسد، وقبل أيام تم استهداف منزل رئيس البرلمان محمد الحلبوسي في قضاء الكرمة.

خط أحمر

وبينما حذر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في بيان له من استهداف مصالح الشعب، واعتبره خطا أحمر قائلا، «إن استهداف مصالح الشعب والوطن خط أحمر»، مؤكدا في الوقت نفسه استمراره بتشكيل «حكومة أغلبية وطنية مع شركائنا في الوطن»، أعربت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق «يونامي» عن بالغ قلقها إزاء موجة الهجمات الحالية، التي تستهدف مكاتب الأحزاب السياسية ومقار الإقامة، إضافة إلى المؤسسات التجارية في العراق، وآخرها الهجوم الصاروخي على مطار بغداد الدولي.

وتوعد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بالانتقام، وأكد أن استهداف مطار بغداد الدولي يمثل محاولة جديدة لتقويض سمعة العراق، وتقويض جهود الخطوط الجوية العراقية في تطوير عملها.

خروقات أمنية

ونقلت «إندبندنت» عن رئيس أحد مراكز الدراسات الاستراتيجية معتز عبد الحميد، أن هذا الحادث له أبعاد سياسية وخيمة على العراق، ويعكس عدم قدرته على تأمين المطار.

وأضاف «هناك خروقات أمنية حدثت في السابق في محيط مطار بغداد أثرت على عدم قدوم الطائرات إلى العراق، كما حدث عند إطلاق نار وإصابة إحدى نوافذ طائرة تابعة للخطوط الجوية الإماراتية، ما أدى إلى امتناع عدد كبير من الخطوط الجوية العالمية عن الهبوط في مطار بغداد، مرجحا أن تكون للحادث أبعاد سياسية في ظل عدم قدرة العراق على تأمين الملاحة الجوية».

وأصيبت إحدى الطائرات الإماراتية التابعة لشركة «فلاي دبي» في يناير عام 2015 بالرصاص أثناء هبوطها على مدرج المطار، ما دفع عددا من الشركات العربية والعالمية إلى تعليق رحلاتها إلى مطار بغداد.

المتهم معروف

ويبقى المتهم بتعطيل العراق معروفا للجميع، فهي نفسها ـ كما يؤكد عبدالحميد ـ الجهات التي عمدت لاستهداف مقر رئيس مجلس النواب ومقرات الأحزاب، هي نفسها التي استهدفت مطار بغداد لإرباك الوضع في البلاد.

وتساءل الخبير عن أسباب عدم تمكن منظومات الدفاع الجوي الموجودة في محيط المطار من إسقاط القذائف التي طالت المدرج، مشددا على ضرورة تحديث تلك المنظومات باستمرار.

وبين أن سقوط هذه القذائف جاء بعد إخفاقات أمنية كثيرة لكون «داعش» لا يزال نشطا، واشتبك قبل أيام مع القوات العراقية في منطقة الطارمية شمال بغداد، واصفا ما حصل في المطار بـ(الخطير).

وقال أستاذ العلوم السياسية عصام الفيلي، «إن الهجوم لم يتم تبنيه من أي جهة، ما أدى إلى إعادة خلط الأوراق، فيما أشار إلى أن الجهات الدولية تقف مع العراق ولن تضعه في دائرة المخاطر الأمنية والاقتصادية»، وتابع «بعض القوى السياسية ترى في الاستهداف وسيلة ضغط للحيلولة دون استمرار التحالف الثلاثي العابر للانتماءات».

إضعاف الدولة

وأشار الفيلي إلى أن إعلام داعش لم يعلن مسؤوليته عن العملية لحد هذه اللحظة، فيما أن رئيس الوزراء وخلية الإعلام الأمني وصفت العملية بأنها شكل من أشكال الفوضى التي تستخدمها قوى اللادولة، والتي تريد إثبات وجودها من دون تسمية جهة معينة.

وتابع «المجتمع الدولي يدرك تماما أن هناك جهات تحاول أن تضعف مفهوم الدولة وهيبتها، ولن يعطي المجتمع الدولي فرصة لتحقيق تلك الأهداف من خلال وضع العراق في إطار مخاطر الطيران»، لافتا إلى أن هذا الأمر بدا واضحا بعد إعلان مطار بغداد الدولي استمرار رحلاته عقب ساعات من الهجوم.

واستبعد أن «يؤثر هذا الحادث على تشكيل الحكومة، فالتصريحات التي تؤكد على حكومة الأغلبية واضحة، لذلك الأطراف المتفاوضة كلها ستسرع في تشكيل الحكومة من أجل عدم حصول مزيد من الأزمات».

مؤشر خطير

وشدد المتخصص في الشأن الاقتصادي والأكاديمي محمود المشهداني على أن هذا الاستهداف سيدفع نحو زيادة مبالغ التأمين على الطائرات، ما سيرفع من أسعار التذاكر، وقد تتخذ بعض الشركات قرار تعليق الرحلات إلى العراق.

وأضاف «المطار هو واجهة العراق السياسية والاقتصادية والحضارية، واستهدافه من أهم المؤشرات على عدم الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي»، مؤكدا أن استهداف مدرج المطار للمرة الأولى منذ سنوات طويلة مؤشر خطير وله نتائج وخيمة.

واعتبر أن إحدى الخطوات التي نجح فيها رئيس الوزراء قبل أسبوعين هي عدم إدراج العراق على لائحة الدول الأكثر خطورة في غسل الأموال وتمويل الإرهاب»، مبينا أن هذا الهجوم سيعيد هذه الخطوة إلى نقطة الصفر في مسألة مرور الطائرات العراقية في الأجواء الأوروبية، وهبوط طائرات تلك الدول في المطارات العراقية.

اعتداءات إرهابية بالعراق منذ الانتخابات:

13 يناير 2020

هجوم صاروخي على المنطقة الخضراء يصيب طفلا وامرأة

7 نوفمبر 2021

محاولة اغتيال فاشلة لرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي

4 يناير 2022

سقوط 4 صواريخ في محيط مطار بغداد

14 يناير 2022

اعتداءات على مقار حزبية في بغداد

26 يناير 2022

ثلاثة صواريخ تسقط على منزل محمد الحلبوسي رئيس البرلمان

28 يناير 2022

ضرب مطار بغداد بـ6 صواريخ وتضرر طائرتين