الهجرة .. منعطف خطير
الأربعاء - 26 يناير 2022
Wed - 26 Jan 2022
هذا المقال هو الجزء الخامس من راوية مستوحاة من قصة حقيقية بعنوان «من مكة إلى كنتاكي». كان عادل يدرك أن هناك شيئا مريبا بين سالم وأسعد، وعندما رأى سالم يوبخ أسعد، هجم عادل على سالم صارخا: (لا أشوفك تطارد أو حتى تتكلم مع أسعد.. تفهم ولا أعلمك كيف تفهم)، لكن أسعد ليس طفلا لتمنعه عني أو تمنعني عنه، عادل.. الرجل ينصحني ويريد لي الخير، (اللي عنده خير ما تشوفه ضايع ولا عنده لا مدرسة ولا عمل.. أمشي يلا)، عادل أنا بالفعل لست بطفل حتى تأمرني بالبقاء أو المغادرة. (تبدّي هذا الصايع الضايع عليا يا أسعد.. غادر عادل المكان غاضبا)، سالم يهمس في أذن أسعد، هؤلاء والله هم أصدقاء السوء، إذا أردت أن ينصلح حالك وتعود إلى الله فبادر بالابتعاد عنهم.
أصبح أسعد شارد الذهن (وكثير السرحان)، الشقة التي يسكن فيها أسعد مع خالد وعادل لا يوجد حولها جامع ولا مصلى، لكن جوار منزل سالم يوجد مسجد، قرر أسعد أن يفاجئ سالم بزيارته في المسجد، وكانت المفاجأة أن سالم لا يصلي في ذلك المسجد، استغرب أسعد وبادر سالم بالسؤال، أصبحت أصلي في المسجد المجاور لمنزلك، لا تفعل ذلك مجددا، هذا مسجد مرتادوه أهل فتن وبدع، عقيدتهم ليست من الإسلام، يا رجل؟.. هؤلاء أبناء جلدتنا.. لهذا السبب أنت لا تصلي معهم؟!، نعم أصلي مع زمرة من الإخوة في بيت أحد الزملاء.
سالم.. أنا لا أعرف كيف أشكرك، لقد عانيت لكي تنصحني وتوقظني من غفلتي دون مقابل.. كنت فقط تبتغي الأجر، ويظهر لي يا سالم.. أنه من الصعب علي العودة إلى الحق وأنا في هذا البلد، لذا أفكر جديا في العودة إلى مكة المكرمة، هذا قرار صعب يا أسعد، لم لا تحاول البقاء وتجاهد نفسك، لا أستطيع.. الملهيات هنا كثيرة جدا، اسمع يا أسعد.. إذا أيقنت أن بقاءك هنا فتنة وأنه لا يمكنك الابتعاد عن أصدقاء السوء، فعد إلى مكة المكرمة.
لم ينم أسعد تلك الليلة من طول التفكير ودراسة السيناريوهات المحتملة.. إذ ماذا سوف يكون عذره أمام والده ووالدته، لكنه قرر الذهاب في اليوم التالي إلى مكتب التدريب والابتعاث في أمريكا، أستاذ إبراهيم.. أريد إلغاء بعثتي والعودة إلى الوطن، هل من مشكلة أو أسباب دفعتك لاتخاذ هذا القرار، لا.. لكني أود العودة إلى الوطن، هل تحتاج إلى إجازة، لا.. أريد فقط العودة بشكل نهائي، لكن درجاتك عالية وتحصيلك العلمي ممتاز، شكرا.. ربما أكمل دراستي في الوطن، لم يرد إبراهيم بالقبول ولا الرفض لكنه قرر استدعاء عادل وخالد وعبدالرحمن، حضر الجميع في اليوم التالي، (شباب.. أسعد جاء يوم أمس وطلب إلغاء بعثته بشكل رسمي والعودة إلى الوطن، ما قولكم)، أجمع الكل على أن أسعد لم يعد أسعد الذي يعرفونه، لقد تغير كليا.. تحديدا بعد تعرفه على سالم، من سالم؟، (ولد صايع وضايع، لا شغلة ولا مشغلة، مسوي نفسه شيخ.. إجابة عادل) .(إبراهيم مخاطبا الجميع.. أجل أبلغوه برفض مكتب التدريب والابتعاث).
في الشقة، أسعد.. لقد علمنا أنك طلبت من مكتب التدريب والابتعاث إلغاء بعثتك، ونبلغك أن طلبك مرفوض، أسعد.. أفق (أترك الجُنان)، نعم .. هو كذلك .. إلى الجِنان بمشيئة الله، إذا فهي الهجرة إلى مكة المكرمة.
مقال الأسبوع القادم.. وسط حقول كنتاكي.
ALSHAHRANI_1400 @
أصبح أسعد شارد الذهن (وكثير السرحان)، الشقة التي يسكن فيها أسعد مع خالد وعادل لا يوجد حولها جامع ولا مصلى، لكن جوار منزل سالم يوجد مسجد، قرر أسعد أن يفاجئ سالم بزيارته في المسجد، وكانت المفاجأة أن سالم لا يصلي في ذلك المسجد، استغرب أسعد وبادر سالم بالسؤال، أصبحت أصلي في المسجد المجاور لمنزلك، لا تفعل ذلك مجددا، هذا مسجد مرتادوه أهل فتن وبدع، عقيدتهم ليست من الإسلام، يا رجل؟.. هؤلاء أبناء جلدتنا.. لهذا السبب أنت لا تصلي معهم؟!، نعم أصلي مع زمرة من الإخوة في بيت أحد الزملاء.
سالم.. أنا لا أعرف كيف أشكرك، لقد عانيت لكي تنصحني وتوقظني من غفلتي دون مقابل.. كنت فقط تبتغي الأجر، ويظهر لي يا سالم.. أنه من الصعب علي العودة إلى الحق وأنا في هذا البلد، لذا أفكر جديا في العودة إلى مكة المكرمة، هذا قرار صعب يا أسعد، لم لا تحاول البقاء وتجاهد نفسك، لا أستطيع.. الملهيات هنا كثيرة جدا، اسمع يا أسعد.. إذا أيقنت أن بقاءك هنا فتنة وأنه لا يمكنك الابتعاد عن أصدقاء السوء، فعد إلى مكة المكرمة.
لم ينم أسعد تلك الليلة من طول التفكير ودراسة السيناريوهات المحتملة.. إذ ماذا سوف يكون عذره أمام والده ووالدته، لكنه قرر الذهاب في اليوم التالي إلى مكتب التدريب والابتعاث في أمريكا، أستاذ إبراهيم.. أريد إلغاء بعثتي والعودة إلى الوطن، هل من مشكلة أو أسباب دفعتك لاتخاذ هذا القرار، لا.. لكني أود العودة إلى الوطن، هل تحتاج إلى إجازة، لا.. أريد فقط العودة بشكل نهائي، لكن درجاتك عالية وتحصيلك العلمي ممتاز، شكرا.. ربما أكمل دراستي في الوطن، لم يرد إبراهيم بالقبول ولا الرفض لكنه قرر استدعاء عادل وخالد وعبدالرحمن، حضر الجميع في اليوم التالي، (شباب.. أسعد جاء يوم أمس وطلب إلغاء بعثته بشكل رسمي والعودة إلى الوطن، ما قولكم)، أجمع الكل على أن أسعد لم يعد أسعد الذي يعرفونه، لقد تغير كليا.. تحديدا بعد تعرفه على سالم، من سالم؟، (ولد صايع وضايع، لا شغلة ولا مشغلة، مسوي نفسه شيخ.. إجابة عادل) .(إبراهيم مخاطبا الجميع.. أجل أبلغوه برفض مكتب التدريب والابتعاث).
في الشقة، أسعد.. لقد علمنا أنك طلبت من مكتب التدريب والابتعاث إلغاء بعثتك، ونبلغك أن طلبك مرفوض، أسعد.. أفق (أترك الجُنان)، نعم .. هو كذلك .. إلى الجِنان بمشيئة الله، إذا فهي الهجرة إلى مكة المكرمة.
مقال الأسبوع القادم.. وسط حقول كنتاكي.
ALSHAHRANI_1400 @