عاصم الطخيس

فيلم (Kate) نسخة مقلدة من فيلم (John Wick)

الثلاثاء - 25 يناير 2022

Tue - 25 Jan 2022

المتابع للأفلام التي تنتجها نتفليكس في الآونة الأخيرة خصوصا والمسلسلات عموما، هي كونها شبه تقليد لبعض الأفلام الناجحة على شباك التذاكر العالمية، وكذلك رغبتهم في إظهار القوة النسائية ضمن أفلام دوما ما وصفت وتم تجسيدها من قبل الرجال. فيلم (Kate) لا يخرج من هذا المنطلق، بل يتقوقع داخله، وطريقة عرض القصة سطحية ولا تتمتع بأي تأثير حقيقي على المشاهد مهما حاول صُناع الفيلم عمل ذلك.

السبب يعود كونه نسخة مقلدة لسلسلة الأفلام الناجحة (John Wick) ولكن بطابع أنثوي كدلالة على قوة النساء واستقلاليتهن.

الفيلم باختصار، تقوم قاتلة مأجورة «كيت» بمحاولة قتل زعيم الياكوزا وهي آخر عملية لها ضمن نطاق عقدها وبعدها تتقاعد، إلا أنها تفشل في ذلك وتستدرك أنها تعرضت للتسمم بمادة البلوتونيم الخطر وأمامها 24 حتى تجد من أصدر أمر مقتلها لتنتقم.

الفيلم من كتابة عمير عليم (Umair Aleem)، ومن إخراج سيدريك نيكولاس ترويان (Cedric Nicolas-Troyan)، ومن بطولة كل من ماري إليزابيث وينستيد (Mary Elizabeth Winstead) في دور كيت (Kate)، وودي هارلسون (Woody Harrelson) في دور فاريك (Varrick)، وميكو باتريشيا مارتينو (Miku Patricia Martineau) في دور آني (Ani).

الفيلم تجري أحداثه في اليابان وفي منطقة طوكيو ومنطقة أخرى، إلا أن التركيز على الثقافة اليابانية كان طاغيا وهناك مشاهد عدة تتمحور حول الأكل ضمن مطاعم تقليدية وأحياء مظلمة وصخب عال.

هذا الانطباع الذي يعطيه الفيلم هو تمهيد لما سيحدث في مشاهد قادمة عندما تسرق كيت سيارة وتتم مطاردتها من قبل عصابة الياكوزا، وهنا نرى المطاردة من منظور علوي وكأننا نشاهد كل شيء من الطائرة لتتحول المطاردة وكأنها مشهد من مسلسلات الآنيمي اليابانية، وهذا ما يفقد الفيلم عامل الاستمرارية «Continuity» ويخرج المشاهد من الشعور العام للفيلم. أما أسلوب القتال، فكان جيدا، إلا أنه لم يرتق للمستوى المطلوب ضمن منافسيه، وكذلك تم إضافة عامل الإصابة وعدم قدرة البطلة، كيت، على القتال بشكل مستمر كون السم يأكلها من الداخل ويفقدها قوتها وتركيزها.

ضمن هذه الأفلام التي تتخللها ثقافات مشتركة غالبا ما تُظهر الشخصية الرئيسية معرفتها بلغة البلد الذي تعمل فيه وحتى إن لم تكن مولودة فيه كذلك، فشخصية كيت لها قدرة على فهم اللغة اليابانية والتحدث بها ولكن ليس بشكل كامل، وهذا ما يميز مثل هذه الشخصيات المنفتحة على ثقافات أخرى، ومن خلال شخصيتها يتضح لنا أنها تعيش منذ فترة طويلة في اليابان لدرجة إدمانها مشروبا مميزا لديهم يدعى يوم بوم ليمون (Boom Boom Lemon)، ونرى كيت وهي تشربه في بداية الفيلم وطوال الفيلم وهي تحاول إيجاد هذا المشروب الذي يشعرها بالطاقة والانتعاش، لمحة جميلة لرغبة الشخصية في الحصول على شيء مادي بسيط مثل العصير وأخيرا تجده عند من تعتقد أنه أمر بقتلها ويعطيها العصير.

في نهاية المطاف الفيلم يحتوي على سقطات في السيناريو كثيرة، ومشاهد لا تضيف أي فائدة لمجريات القصة ولا الشخصيات، ومشاهد الطعام قتلت العجلة السريعة التي كان الفيلم يسير فيها حتى الدقيقة العشرين.

AsimAltokhais@