برجس حمود البرجس

جذب الاستثمارات للسوق السعودي

الثلاثاء - 25 يناير 2022

Tue - 25 Jan 2022

ما الذي يجعل أكبر شركة مدفوعات الكترونية بأوروبا تستثمر بإحدى الشركات الناشئة بالمملكة؟

وما الذي يجعل ثالث أكبر صندوق استثماري في الاستثمار الجريء في العالم يستثمر في شركة ناشئة بالسوق السعودي؟

وما الذي يجعل ثاني أكبر شركة تحويل أموال عالمية تستثمر في المملكة؟ وما الذي يجعل شركة ناشئة سعودية تأسست قبل خمس سنوات تصل قيمتها السوقية اليوم إلى أكثر من 10 مليارات ريال بدون أصول، ويستثمر بها الذراع الاستثماري لصندوق التقاعد السعودي من زود الموثوقية بها؟

هؤلاء وغيرهم راهنوا على السوق السعودي وعلى نموه وجني الأرباح منه، وهؤلاء ليسوا استثمارات لأفراد، بل شركات وصناديق استثمارية تعمل دراسات على مستوى عال وعالمي قبل أي استثمار ترتبط به. هذه مؤشرات بأن السوق السعودي واعد بالنمو ويملك حاليا قوة شرائية عالية، ويمتلك مزايا التنافسية والاستمرارية والاستدامة وقابلية التوسع.

في تقرير صدر بداية الأسبوع، الاستثمار الجريء بالمملكة العربية السعودية نما 270% خلال العام المنصرم 2021م مقارنة بالعام الذي سبقه 2020م، والذي كان أكبر بكثير من الأعوام السابقة 2019م و2018م و2017م؛ حيث وصلت قيمة الاستثمارات في الشركات السعودية الناشئة إلى مليارين و55 مليون ريال في 139 صفقة.

من جهة أخرى، بلغ الاستثمار الأجنبي المباشر في السعودية مستوى قياسيا خلال العام المنصرم 2021م حيث وصل إلى 86 مليار ريال بارتفاع بلغ 326% مقارنة بالعام الذي سبقه، حيث بلغ آنذاك 20 مليار ريال، وهو أيضا أكبر من الثلاثة أعوام السابقة والتي وصل حجم الاستثمار الأجنبي المباشر بها 53 مليار ريال.

جذب الاستثمارات هذا دليل على مزايا التنافسية التي توفرها السعودية مقارنة بالدول الأخرى، بالإضافة إلى قراءات تلك الشركات المستثمرة وتحليلها للسوق السعودي، حيث رأت تلك الصناديق الاستثمارية والشركات المستثمرة بالسوق السعودي بأن المملكة سوق واعد وجاذب ويملك المزايا المستهدفة من المستثمرين.

شهدنا قبل أقل من سنة شركة checkout.com وهي أكبر شركة مدفوعات الكترونية بأوروبا تستثمر في شركة سعودية ناشئة لم يمض على عمرها آنذاك سوى ثمانية أشهر، الاستثمار كان بـ 412 مليون ريال، وقبلها بستة أشهر كانت شركة وسترن يونيون -وهي ثاني أكبر شركة تحويل أموال بالعالم- استثمرت 750 مليون ريال في شركة STCpay السعودية والتي لم يمض على تأسيسها أكثر من سنتين آنذاك.

وخلال هذا الشهر تم إدراج شركة جاهز في السوق السعودي وقيمتها اليوم أكثر من 10 مليار ريال، وهي شركة ليس لديها أصول ملموسة وقد نشأت قبل خمس سنوت ونمت خلالها لتتحول من شركة بسيطة النشء إلى يونيكون (دبل بلس)، وضمن الصناديق التي استثمرت بها الذراع الاستثماري للتأمينات الاجتماعية في السعودية، أي صناديق التقاعد السعودية إذا جاز الوصف.

وبالإضافة إلى أمثلة كثيرة، شهدنا الأسبوع الماضي استثمارا سخيا تجاوز 123 مليون ريال من قبل شركة سكويا وهي ثالث أكبر صندوق استثماري في الاستثمار الجريء في العالم، الاستثمار كان في شركة سعودية ناشئة تأسست مؤخرا ودخلت السوق السعودي لتعمل بالتقنيات المالية.

مع جميع ما ذكر، وغيره الكثير والبرامج التي يطلقها سمو ولي العهد -حفظه الله-، جميعها تدل على أن السوق واعد واستطاع أن يجذب الصناديق الاستثمارية العالمية والشركات العالمية وهم بطبيعة أعمالهم يدرسون الأسواق جيدا ويحللونها قبل أن يقدموا على أي استثمار.

Barjasbh@