الحرب والسلام
السبت - 22 يناير 2022
Sat - 22 Jan 2022
هل نحن سعداء؟ هل كنا سعداء؟ هل أجدادنا كانوا أكثر أو أقل سعادة منا؟ أيهما أكثر سعادة البابلي قبل 3 آلاف سنة أم العراقي الآن؟ المصري القديم أم المصري في فترة الاستعمار أو المصري اليوم؟ الهندي الأحمر ما قبل وصول الأوروبيين أم حفيده الآن؟ البدوي الذي يشاهد ناقته تلد حوارها الأول في لهيب الظهيرة؟ أم حفيده الذي يلف حول مراح إبله في سيارته المكيفة ويوثق وينشر الحدث عبر سناب شات؟
مر العالم عبر آلاف السنين بثورات وقفزات غيرت وجه العالم اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا، وغيرت كثيرا من الأفكار والآراء، وطورت كثيرا من المفاهيم والقناعات والأيديولوجيات. العنصر الأساسي لكل تغيير هو اكتشاف الإنسان لشيء جديد يحطم قناعات ويبني أخرى؛ فالثورة الزراعية جعلته يعمل بجهد مضاعف مقابل الحصول على طعام أوفر، لكن أقل تنوعا، كما جعلته يبالي بالآخرين وينسق علاقته معهم، ويبني مجتمعا زراعيا له قوانينه وتوازناته، ثم اجتمعوا حول قادة ودول ومعتقدات، وبدأ يزحف ويستولي على المجموعات البشرية المجاورة فيسلب مؤنهم ومواردهم ببساطة، ويعمم أفكاره ومعتقداته وتقنياته، بل ويقتلهم ويسبي ويستعبد نساءهم وأطفالهم متجاوزا مبادئه وقوانينه، ثم يوكل لنخب الدين والسياسة والفلسفة مهمة إيجاد تبرير منطقي مقبول اجتماعيا لتلك التصفية، حتى تدور الدائرة ويصيبه الآخر ويغطيه بنفس الكفن الذي غطى به سابقه.
ما يحدث الآن أن حدة الحروب والقتل والمجاعات قد انخفت بشكل ملحوظ في العقود الأخيرة، ومعدل وفيات الأطفال انخفض بشكل كبير من 30% إلى أقل من 5%، وانتشرت العلوم والتقنية بشكل كبير ليستفيد منها حتى المهمشين في الغابات والصحارى، فالفجوات التي كانت موجودة بين الشعوب تلاشت، والدول الصغيرة التي كانت مطمع للغزاة تحولت لإمبراطوريات كبيرة، واستحدثت منظمات دولية عالمية كإمبراطوريات كبرى تضم الجميع تحتها بمعاهدات تجمع العالم حول مشتركاته الإنسانية، وتضع نظم وقوانين تنظم بشكل كبير علاقاته، وتفرغ العالم للتنافس التقني والاقتصادي، ووجه طاقته لاستخراج الموارد وتسخيرها لرفاهية الإنسان، فاختفت بشكل كبير المجاعات والحروب الهمجية، وتوحد العالم لمواجهة عدوه المشترك الجوع والمرض، ولعل آخرها الحرب ضد فيروس كورونا، فاللقاح الأمريكي بتقنيات ألمانية، والبريطاني يصنع في الهند، والروسي بالتعاون مع فرق بحثية من دول مختلفة، فالجهود مختلفة والعدو واحد.
كانت النخب في الماضي من نبلاء ورجال دين وتجار وسياسيين تعتاش على الحرب، وتنظر لها كفرص للاستحواذ والنماء، أو على الأقل (كشر لا بد منه)، أما الآن فهي المهدد الأول لمصالحهم، و(شر يمكن تجنبه).
إن العالم اليوم يمر بأفضل حالاته عبر التاريخ، فهو يمر بحالة من الأمن والرفاهية غير مسبوقة، فالتقنيات الحديثة أحدثت وفرة في الموارد بجهود أقل، والأنظمة العالمية الشاملة كفلت حدا أدنى من الحقوق للإنسان البسيط والأقليات والدول الصغيرة، وحري بنا العمل لنكون جزءا من هذا العالم ونحن قادرون على ذلك.
مر العالم عبر آلاف السنين بثورات وقفزات غيرت وجه العالم اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا، وغيرت كثيرا من الأفكار والآراء، وطورت كثيرا من المفاهيم والقناعات والأيديولوجيات. العنصر الأساسي لكل تغيير هو اكتشاف الإنسان لشيء جديد يحطم قناعات ويبني أخرى؛ فالثورة الزراعية جعلته يعمل بجهد مضاعف مقابل الحصول على طعام أوفر، لكن أقل تنوعا، كما جعلته يبالي بالآخرين وينسق علاقته معهم، ويبني مجتمعا زراعيا له قوانينه وتوازناته، ثم اجتمعوا حول قادة ودول ومعتقدات، وبدأ يزحف ويستولي على المجموعات البشرية المجاورة فيسلب مؤنهم ومواردهم ببساطة، ويعمم أفكاره ومعتقداته وتقنياته، بل ويقتلهم ويسبي ويستعبد نساءهم وأطفالهم متجاوزا مبادئه وقوانينه، ثم يوكل لنخب الدين والسياسة والفلسفة مهمة إيجاد تبرير منطقي مقبول اجتماعيا لتلك التصفية، حتى تدور الدائرة ويصيبه الآخر ويغطيه بنفس الكفن الذي غطى به سابقه.
ما يحدث الآن أن حدة الحروب والقتل والمجاعات قد انخفت بشكل ملحوظ في العقود الأخيرة، ومعدل وفيات الأطفال انخفض بشكل كبير من 30% إلى أقل من 5%، وانتشرت العلوم والتقنية بشكل كبير ليستفيد منها حتى المهمشين في الغابات والصحارى، فالفجوات التي كانت موجودة بين الشعوب تلاشت، والدول الصغيرة التي كانت مطمع للغزاة تحولت لإمبراطوريات كبيرة، واستحدثت منظمات دولية عالمية كإمبراطوريات كبرى تضم الجميع تحتها بمعاهدات تجمع العالم حول مشتركاته الإنسانية، وتضع نظم وقوانين تنظم بشكل كبير علاقاته، وتفرغ العالم للتنافس التقني والاقتصادي، ووجه طاقته لاستخراج الموارد وتسخيرها لرفاهية الإنسان، فاختفت بشكل كبير المجاعات والحروب الهمجية، وتوحد العالم لمواجهة عدوه المشترك الجوع والمرض، ولعل آخرها الحرب ضد فيروس كورونا، فاللقاح الأمريكي بتقنيات ألمانية، والبريطاني يصنع في الهند، والروسي بالتعاون مع فرق بحثية من دول مختلفة، فالجهود مختلفة والعدو واحد.
كانت النخب في الماضي من نبلاء ورجال دين وتجار وسياسيين تعتاش على الحرب، وتنظر لها كفرص للاستحواذ والنماء، أو على الأقل (كشر لا بد منه)، أما الآن فهي المهدد الأول لمصالحهم، و(شر يمكن تجنبه).
إن العالم اليوم يمر بأفضل حالاته عبر التاريخ، فهو يمر بحالة من الأمن والرفاهية غير مسبوقة، فالتقنيات الحديثة أحدثت وفرة في الموارد بجهود أقل، والأنظمة العالمية الشاملة كفلت حدا أدنى من الحقوق للإنسان البسيط والأقليات والدول الصغيرة، وحري بنا العمل لنكون جزءا من هذا العالم ونحن قادرون على ذلك.