عائشة العتيبي

الحرية.. قرار أم ادعاء؟!

الخميس - 20 يناير 2022

Thu - 20 Jan 2022

الحرية تعتبر كلمة وحيدة لها معان ومقاصد تندرج تحت نطاق واحد ولها شق أساس ومهم بلا استثناء، الحرية هي كلمة تندرج تحت العديد من الأفكار والمواقف والمسببات، ربما تتضح في نظرية غير معروفة أو استنتاجات تبنى عليها مجموعة من القرارات، وفي السياسة تدعى بأنها انتصار واستقلال، وبين المجتمعات تدعى بأنها تحرر وانفتاح، ومن ناحية الواقع الشرقي تدعى بالانسياق والمتغيرات، تتعدد الوقائع ويبقى المشهد والمعنى المركب له، فكم ‏يا ترى منطقا سوف تشهده لعصر مميز يضع هذا المعنى في مكانه الصحيح.

البعض يفهم بأن التطور هو أصل الحرية وأنه أمر بديهي وموحد ومعروف لهذا الأصل، التطور هو بناء لا يقبل الإسقاط والتقليل بل لغة جديدة يتطلب وضعها وحفظها لاكتساب هدف واضح ونموذج قائم على النمو والازدهار الفكري والرقمي، ليس له علاقة بالحرية أبدا برأيي الشخصي، فالحرية قد تكون قرارا مفروضا عليك، أما التطور فكر وهدف والوصول إليه أمر حتمي حتى تستطيع منافسة الشعوب من حولك بما يخدم البلد الذي أنت به، التطور يحمل جانبا فكريا وتحليليا وتكنولوجيا وفكرا بشريا؛ فبناء نموذج لآلة يختلف كثيرا عن بناء قيمة لإنسان ينظر لنفسه أنه متطور بانفتاحه وتحرره.

البعض يرمز للحرية برمز الانفتاح ومواكبة العصر والتجرد من كل ما يتطلب منه فعله من قيم وأخلاق.. يبتعد عن كل ذلك باسم الحرية والانفتاح والتطور، هناك قيم لا بد من مراعاتها حتى لو وصلت لآخر الزمان، هي قيم مجتمعية ودينية وثقافية وحتى بيئية، عليك الانفتاح بحدود وضوابط شريعية ولا تتخلى عن قيمك ومبادئك وقيمتك كعنصر مؤثر بهذا المجتمع، لم يكن أمر الانفتاح دائما يعتبر حرية، بل البعض منها يعتبر تجردا وانسياقا لأفكار شيطانية وأمور خالية من القيم الإنسانية، والبعض الآخر يقلل من قيمة الأشخاص والآراء والعطاء والأخلاق باسم الانفتاح، فلم يرتبط الانفتاح بالتطور ولم يصنف من ضمن الحرية الحقيقية التي يجب أن تطبق.

الحرية الحقيقية هي ما يجب أن تفعله اتجاه تعبيرك عن نفسك واتجاه تقديرك لمن حولك ومدى الثناء لله أولا لأنه أوجدك لكي تنعم بفيض من رحمته، ورزقك من فضله وأهداك الإسلام فطرة وعقيدة، الحرية الحقيقية أن تبحث عن ما يكمل قوتك كعنصر مؤثر ومعطاء بهذا المجتمع وتتحدث بمسار واحد يهدف لزرع الخير وإيجاد طريق الحق والعمل كل العمل على بناء مجتمع محب لوطنه وقيمه وعقيدته ووحدته الإسلامية والعربية، ليس كل صعود على المنابر الإعلامية وتحدث فيها بصوت عال يعتبر حرية وقوة شخصية وأنك على حق، بل بعض المنابر تهدف إلى تشتت المجتمع وتفريقه، الصعود لكي تقول الحق أحق من التمثيل بأنك صاحب حق وتدعو إليه، لذا تذكر مجتمعك قبل ذكرك لنفسك وفضلك.

كن على قدر كامل من المسؤولية قبل أن ترى الانفتاح تطورا والفكر حرية والقرار مجرد انتصار، فكر بقيمة نفسك من الجانبين الديني والقيمي، فكر بالمعنى الحقيقي للحرية والتطور قبل أن تنهار دون جدوى وتسابق الزمن دون فائدة، الحرية الوهمية هي قرار مزيف وجد لكي يهدم الشخص ويمتد ضرره للشعوب والأوطان، الحرية الفعلية هي حسن التعبير دون تلاعب وخراب، والاتفاق على أن الحرية قرار وبناء، لا انسياق ودمار.

3ny_dh@