ابتكر ببساطة
الأحد - 07 أغسطس 2016
Sun - 07 Aug 2016
في بعض الأحيان، تكون الأفكار العظيمة موجودة أمام أعيننا وتتكرر على أسماعنا ولكن لا ننتبه لها أو قد نقرر تجاهلها لوجود بعض حالات عدم التأكد حولها. ثم نظل نردد العبارات «فكر من خارج الصندوق»، «كن مبتكرا، كن غير مألوف»، «نريد المزيد من الأفكار الجديدة».
فهل الابتكار مفهوم محصور في صنع شيء مختلف وغير مألوف؟
يقول الكاتب Laurent-Pierre Baculard، يمر الابتكار الحقيقي بخطوط إنتاج مثل أي منتج. في نهاية أحد طرفي هذا الخط إما مشكلة يعانيها زبون (حالي)، أو سوق جديد محتمل (زبائن جدد). وبالطرف الآخر من هذا الخط يوجد حل (منتج أو خدمة) تعالج المشكلة التي يعانيها ذلك الزبون، أو يوجد أسلوب يغير طريقة عمل السوق بشكل لم يفكر فيه أحد من قبل (ينتج عنه تحول صناعي، تراجع منتجات وظهور منتجات بديلة ومتفوقة، واستقطاب زبائن جدد).
المشكلات التي يعانيها الزبائن الحاليون تعد أحد أمثلة فرص الأفكار العظيمة التي توجد من حولنا وقد لا نلتفت لها لانشغالنا الشديد بالتفكير في حلول غير مألوفة أو أفكار من خارج الصندوق. وقد تجلب الأفكار البسيطة التي تستجيب لاحتياجات الزبائن فرصا أعظم مما قد تجلبه الأفكار والتكنولوجيا المعقدة.
والنماذج الناجحة كثيرة، منها مثلا ما قامت به ابل حينما أدركت مشكلة تعقد الاستخدام التي كانت تزداد، ومعاناة مستخدمي الهواتف النقالة معها قبل إنتاج الايفون، ومن إدراك الشركة لتلك المشكلة القائمة، خرجت بفكرة صناعة هواتف نقالة تعمل بزر واحد فقط (كرمز لسهولة الاستخدام الذي تعد به).
التاريخ أيضا يعطينا نماذج لأفكار عظيمة كانت موجودة ولكن لم تستثمر في حينها. فقد نجحت مختبرات أبحاث كوداك في ابتكار الكاميرات الرقمية منذ عام 1975 ولكن الشركة لم تدرك الثورة الرقمية التي كانت بين قبضتها وحدها ولم تستثمر فيها حتى توصلت مراكز أبحاث شركة سوني لتلك التقنية وسحبت مستقبل الكاميرات الرقمية من عملاق التصوير الفوتوجرافي آنذاك.
الابتكار شيء متفوق ولكن ليس الهدف الوحيد منه أن تحدث تحولا في الصناعة لتنشئ سوقا جديدا لمنتجاتك، ولكن قد يكفيك أن تبتكر حلولا تعالج مشكلات قائمة من شأنها أن تحدث تحولا في نظرة الزبائن الحاليين (السوق الحالي) لصالحك، فتزيد من إقبالهم وولائهم ورضائهم.
تعطيك مشكلات الزبائن القائمة اليوم الفرصة لدخول السوق بتكاليف ابتكار أقل، لأن المشكلة محددة وقد تكون أنت أحد أولئك الذين يعانون منها (فتكون أمامك فرصة ثمينة لمعرفة احتياجات السوق بدقة)، كل ما عليك هو إيجاد حلول لمعالجتها بأبسط الأساليب الممكنة وأكثرها قربا من رغبات الزبائن.
ولا ننس، العبقرية تكمن في البساطة وليست في التعقيد. ابتكر ببساطة.
[email protected]
فهل الابتكار مفهوم محصور في صنع شيء مختلف وغير مألوف؟
يقول الكاتب Laurent-Pierre Baculard، يمر الابتكار الحقيقي بخطوط إنتاج مثل أي منتج. في نهاية أحد طرفي هذا الخط إما مشكلة يعانيها زبون (حالي)، أو سوق جديد محتمل (زبائن جدد). وبالطرف الآخر من هذا الخط يوجد حل (منتج أو خدمة) تعالج المشكلة التي يعانيها ذلك الزبون، أو يوجد أسلوب يغير طريقة عمل السوق بشكل لم يفكر فيه أحد من قبل (ينتج عنه تحول صناعي، تراجع منتجات وظهور منتجات بديلة ومتفوقة، واستقطاب زبائن جدد).
المشكلات التي يعانيها الزبائن الحاليون تعد أحد أمثلة فرص الأفكار العظيمة التي توجد من حولنا وقد لا نلتفت لها لانشغالنا الشديد بالتفكير في حلول غير مألوفة أو أفكار من خارج الصندوق. وقد تجلب الأفكار البسيطة التي تستجيب لاحتياجات الزبائن فرصا أعظم مما قد تجلبه الأفكار والتكنولوجيا المعقدة.
والنماذج الناجحة كثيرة، منها مثلا ما قامت به ابل حينما أدركت مشكلة تعقد الاستخدام التي كانت تزداد، ومعاناة مستخدمي الهواتف النقالة معها قبل إنتاج الايفون، ومن إدراك الشركة لتلك المشكلة القائمة، خرجت بفكرة صناعة هواتف نقالة تعمل بزر واحد فقط (كرمز لسهولة الاستخدام الذي تعد به).
التاريخ أيضا يعطينا نماذج لأفكار عظيمة كانت موجودة ولكن لم تستثمر في حينها. فقد نجحت مختبرات أبحاث كوداك في ابتكار الكاميرات الرقمية منذ عام 1975 ولكن الشركة لم تدرك الثورة الرقمية التي كانت بين قبضتها وحدها ولم تستثمر فيها حتى توصلت مراكز أبحاث شركة سوني لتلك التقنية وسحبت مستقبل الكاميرات الرقمية من عملاق التصوير الفوتوجرافي آنذاك.
الابتكار شيء متفوق ولكن ليس الهدف الوحيد منه أن تحدث تحولا في الصناعة لتنشئ سوقا جديدا لمنتجاتك، ولكن قد يكفيك أن تبتكر حلولا تعالج مشكلات قائمة من شأنها أن تحدث تحولا في نظرة الزبائن الحاليين (السوق الحالي) لصالحك، فتزيد من إقبالهم وولائهم ورضائهم.
تعطيك مشكلات الزبائن القائمة اليوم الفرصة لدخول السوق بتكاليف ابتكار أقل، لأن المشكلة محددة وقد تكون أنت أحد أولئك الذين يعانون منها (فتكون أمامك فرصة ثمينة لمعرفة احتياجات السوق بدقة)، كل ما عليك هو إيجاد حلول لمعالجتها بأبسط الأساليب الممكنة وأكثرها قربا من رغبات الزبائن.
ولا ننس، العبقرية تكمن في البساطة وليست في التعقيد. ابتكر ببساطة.
[email protected]