توران يفضح قصص الموت الرخيص في إيران

مشيعو الشاعر أبتين هتفوا بصوت واحد: الموت لخامنئي.. الموت للديكتاتور نظام الملالي يستخدم جرائم القتل المتسلسلة لإسكات أصوات الباحثين عن الحياة صحيفة حكومية تحذر من زيادة أكبر في التعبير العلني عن كراهية النظام الخوف والرعب من أصحاب الأقلام يكشفان هشاشة نظام الوالي الفقيه الشرطة اقتحمت سرادق العزاء واعتقلت البعض واعتدت على آخرين
مشيعو الشاعر أبتين هتفوا بصوت واحد: الموت لخامنئي.. الموت للديكتاتور نظام الملالي يستخدم جرائم القتل المتسلسلة لإسكات أصوات الباحثين عن الحياة صحيفة حكومية تحذر من زيادة أكبر في التعبير العلني عن كراهية النظام الخوف والرعب من أصحاب الأقلام يكشفان هشاشة نظام الوالي الفقيه الشرطة اقتحمت سرادق العزاء واعتقلت البعض واعتدت على آخرين

الأحد - 16 يناير 2022

Sun - 16 Jan 2022

فضح عضو لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية الدكتور علاء الدين توران قصص الموت الرخيص في طهران، ومقتل آلاف الباحثين عن الحرية والحياة على يد حكومة الملالي.

وروى في تحليل حصري كتبه لـ(مكة) حكاية مقتل الشاعر والمخرج الإيراني الكبير بكتاش أبتين، الذي قضي في الأسر خلف القضبان 8 يناير الماضي، مشيرا إلى أنه لن يكون آخر ضحية لسلسلة من جرائم القتل التي تتم بشكل يومي على اليد العصابة التي تحكم طهران، والمعروفة باسم «القتل المتسلسل»، بعدما بدأت جرائمها في التسعينات وما زالت مستمرة حتى يومنا هذا، وأثارت موجات من الاضطرابات الاجتماعية والإدانات الدولية لنظام الملالي.

الموت للظالمين

ويقول توران: عنوان «الموت الرخيص وميسور التكلفة» سطر من أحد أشعار بكتاش أبتين الذي قتل داخل سجن الملالي، بسبب كتابته عن الحياة والحرية والاحتجاج على القمع والأوضاع المأسوية التي تعيشها بلاده. لم يستسلم، لكنه ظل مقيدا بالسلاسل حتى وفاته، بعد نقله إلى المستشفى في أوج مرضه الخطير، وفي يوم تشييع جنازة أبتين في إمام زاده عبدالله بمدينة شهر ري، هتف الناس «الموت للظالمين» و»السلام على أبتين».

وفي الوقت نفسه، في سجن إيفين تجاهل زملاء أبتين ومساعدوه تهديد حراس خامنئي وهتفوا «الموت لخامنئي» والموت للديكتاتور، كما أشعل الناس الشموع أمام مستشفى ساسان تخليدا لذكرى أبتين، فيما أحاط عملاء خامنئي القمعي، المستشفى خوفا من انتشار الحركة.

القتل المتسلسل

ويستخدم خامنئي ونظامه الإجرامي جرائم القتل المتسلسلة هذه في محاولة لإسكات أصوات وأقلام أولئك الذين لا يخضعون للرقابة بل يتحدثون عن الحرية ويكتبون عن حقوق الناس.

ولكن مثلما اتهم خامنئي ومافياه القتلة بمقتل ستار بهشتي منذ 9 سنوات حتى الآن، مع مطالبة الشعب الإيراني بالعدالة باسمه، فقد نجت وفاة أبتين من حركة مماثلة في غضون أيام فقط، وفقا لتأكيدات عضو لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية.

وأثار هذا مخاوف بشأن العواقب الاجتماعية للجريمة، حيث حذرت صحيفة مستقل الحكومية في 10 يناير من زيادة أكبر في التعبير العلني عن كراهية النظام، وكتبت «لا سمح الله إن هذه التصرفات وضيق الأفق لن يكون لها تأثير آخر سوى توسيع الفجوة بين الحكومة والشعب».

استنساخ الجرائم

ويضيف توران «تثير تصرفات النظام السؤال التالي: كيف يشكل كاتب مثل ستار بهشتي أو بكتاش أبتين، وسلاحه الوحيد قلمه، مثل هذا التهديد لتبرير أمر الملالي بقتله؟ بقدر ما يحاول النظام الادعاء بأنه قوة عظمى عظيمة، فإن نظامه لا يمكن أن يكون أي شيء غير هش، إذا كان مهددا بالكلمات».

ومن المفارقات ـ وفقا للكاتب ـ أن النظام يحتاج إلى تعويض هذه الهشاشة من خلال إسكات منتقديه، لكنه يواجه موجة جديدة من الاضطرابات والمطالبات الجديدة بالعدالة في كل مرة يسكت فيها منتقدا أو أكثر بالقتل.

ويرى أن الحال في مقتل أبتين لا يختلف عن مذبحة السجناء السياسيين في عام 1988، وقمع الانتفاضات المناهضة للحكومة في نوفمبر 2019، وإسقاط رحلة الخطوط الجوية الدولية الأوكرانية 752، وعدد من الجرائم الأخرى التي امتدت خلال حكم النظام.

صراخ الشباب

الدرس الأكثر أهمية من وجهة نظر عضو المقاومة الإيرانية، أن الجريمة الصارخة الأخيرة للنظام هي أن هذه الديكتاتورية المتخلفة لا تتسامح مع أي معارضة حقيقية، حتى في شكل الشعر والكتابة.

ويشدد توران على أن هناك مؤشرات متزايدة باستمرار على أن الشعب الإيراني، خاصة الشباب، قد أدرك تماما كيف ينبغي تشكيل مستقبل إيران في مواجهة نظام الملالي، فقد صرخ الشباب في جنازة أبتين «الموت للديكتاتور» و»جئنا لنقاتل ونناضل وسوف نقاوم».

واقتحمت الشرطة الإيرانية سرادق المعزين في وفاة الشاعر بكتاش آبتين، أمام مستشفى ساسان بطهران، واعتقلت بعضهم واعتدت على البعض الآخر.

غيبوبة اصطناعية

وحمل تقرير نشره موقع «إيران إنترناشيونال» المعارض للنظام في طهران، ما تم تداوله في مواقع التواصل الاجتماعي من مقاطع فيديو لمراسم التشييع تظهر المعزين وهم يرددون هتافات معادية للنظام.

وعدت رابطة الكتاب الإيرانيين أن النظام الإيراني هو المسؤول عن موت هذا الكاتب المعتقل، واتهم القضاء الإيراني أبتين بالعضوية في رابطة الكتاب الإيرانيين وزيارة قبور السجناء السياسيين الذين أعدموا بشكل جماعي عام 1988، وحكم عليه بالسجن لمدة 6 سنوات، وقد نقل إلى السجن منذ 26 سبتمبر 2020 في ذروة تفشي فيروس كورونا في إيران.

وعانى الشاعر الكبير من الإصابة بفيروس كورونا مرتين في العام الماضي، وتمكنت أسرته في النهاية من الحصول على موافقة السجن ونقلوه إلى المستشفى في 13 ديسمبر الماضي. وقد تدهورت صحة أبتين في 1 يناير، وبعد إجراء التحاليل الطبية، قرر الأطباء إدخاله في غيبوبة اصطناعية.

خطر شديد

وقالت رابطة الكتاب إن حالة بكتاش أبتين الصحية وصلت إلى مستوى «ينذر بالخطر الشديد» بسبب عدم توفر الرعاية الطبية في الوقت المناسب، وتأخر مسؤولي السجن في إرساله إلى المستشفى. وفي الأسبوعين الماضيين ومع تدهور حالة المخرج أبتين، ازدادت الجهود والمطالبات بالإفراج عنه وتقديم رعاية طبية أفضل له.

وبعثت جمعية القلم الأمريكية، و18 من دعاة حرية التعبير وحقوق الإنسان، برسالة مفتوحة إلى المرشد خامنئي أكدوا فيها الحالة الصحية الحرجة للشاعر والمخرج الإيراني بكتاش أبتين، داعين إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عنه وعن السجناء السياسيين الآخرين.

وفي هذه الرسالة المفتوحة، تعرض النظام الإيراني أيضا لانتقادات شديدة بسبب نقل أبتين، ورضا خندان مهابادي، وكيوان باجن، وهما عضوان آخران في رابطة الكتاب، إلى السجن في ظروف تفشي وباء كورونا.

يذكر أنه في سبتمبر الماضي قدمت جمعية القلم الأمريكية بشكل مشترك جائزة «حرية الكتابة ـ باربي» لأعضاء الرابطة الثلاثة المسجونين، وأكدت الرابطة مرارا أن المسؤولية عن حياة أبتين وغيره من الكتاب المسجونين تقع مباشرة على عاتق النظام الإيراني وبعض المؤسسات التابعة له.