أسر أفغانية تبيع أطفالها مقابل الطعام

طلوع نيوز: أسر نازحة بمدينة مزار الشريف تواجه الفقر ببيع الأعضاء والأبناء
طلوع نيوز: أسر نازحة بمدينة مزار الشريف تواجه الفقر ببيع الأعضاء والأبناء

الاحد - 16 يناير 2022

Sun - 16 Jan 2022

ذكرت قناة إخبارية أفغانية أمس أن أسرا نازحة تعيش في أحد المخيمات بمدينة مزار الشريف، عاصمة ولاية «بلخ»، باعت أطفالها للحصول على المال، من أجل البقاء على قيد الحياة.

وفرت الأسر النازحة من صراع شديد بين طالبان والقوات الحكومية السابقة، قبل سقوط الحكومة في ولايات «بلخ» وسار-اي-بول وفارياب وجوزجان.. وفقا لقناة «طلوع نيوز».

وتساعد لجنة خيرية الأسر النازحة، بالمعونات الغذائية والمالية، لثنيها عن بيع أطفالها، لكن الظاهرة ما زالت مستمرة بصورة مثيرة للقلق، حيث يبلغ سعر الطفل الواحد ما بين 100 ألف و150 ألف أفغاني، وسعر الكلية الواحدة ما بين 150 ألف و220 ألف أفغاني (الدولار يساوي 0.95 من العملة الأفغانية).

وذكرت الأسر أنها اضطرت لاتخاذ مثل هذا القرار، بسبب الفقر والمشكلات الاقتصادية، في البلاد، بالإضافة إلى تفشي جائحة كورونا، وقالت واحدة من أفراد أسرة نازحة «إننا غارقون في مشكلات، لا أحد يهتم بنا، نحن في عناء شديد»، ولدى كل أسرة ما بين طفلين إلى سبعة أطفال.

وديلبار هي واحدة من النازحين بسبب الحرب، التي تعاني أسرتها، من الجوع، حيث ذكرت أنه لم يكن لديها أي خيار سوى بيع كليتها للعناية بأطفالها، وحث مجلس العلماء الأفغاني وسكان ولاية «بلخ» المجتمع الدولي على تقديم مساعدات إنسانية للأفغان، حيث تواجه البلاد كارثة إنسانية شديدة.

ولا تعد قصة ديلبار مفاجئة للكثيرين، فقد تناقلت الصحف العالمية ووكالات الأنباء على مدار الفترة الماضية قصص بيع الأطفال في أفغانستان، ونقلت شبكة «سي إن إن» الأمريكية، قصة باروانا عبدالملك؛ الطفلة التي جرى بيعها لنفس السبب، ووصفتها بأنها «طفلة ذات تسعة أعوم، تملك عيونا سوداء وخدودا وردية، تتعالى ضحكتها مع أصدقائها وهم يقفزون بالحبل».

كشفت أن الرجل الذي اشترى باروانا عمره 55 عاما، عجوز ذو حاجبين أبيضين ولحية بيضاء كثيفة، حيث قالت الطفلة لـ»سي إن إن» إنها مرعوبة من فكرة أن يضربها ويجبرها على العمل في منزله، لكن يقول والداها إنه ليس أمامه خيار آخر.

وعلى مدار أربعة أعوام، عاشت عائلتها في مخيم للنازحين الأفغان في مقاطعة بادغيس الشمالية الغربية، حيث يعيشون على المساعدات الإنسانية وأداء بعض الأعمال التي يجنون منها بضع دولارات في اليوم، لكن ازدادت مشقة الحياة منذ سيطرة طالبان على السلطة بأفغانستان.

ومع توقف المساعدات الدولية وانهيار اقتصاد البلاد، أصبحت العائلة غير قادرة على تحمل تكاليف المستلزمات الأساسية مثل الطعام، فباع والدها بالفعل شقيقتها ذات الـ12 عاما منذ عدة شهور.

وباروانا هي واحدة من بين عدة فتيات أفغانيات يتم بيعهن تحت مسمى الزواج مع تعمق الأزمة الإنسانية في البلاد، ودفع الجوع بعض العائلات لاتخاذ قرارات تدمي القلوب، لاسيما مع اقتراب الشتاء القاسي.

وتم شراء الطفلة الأفغانية مقابل حوالي 1100 دولار، ويقول قادة طالبان المحليين في بادغيس «إنهم يخططون لتوزيع الطعام لوقف العائلات عن بيع بناتهن».

وذكر مولوي جلال الدين، متحدث باسم وزارة العدل في طالبان، «إنه بمجرد تطبيق هذه الخطة، إذا واصلوا بيع أطفالهم سنضعهم في السجن».