فهد الحازمي

أربعة تحديات تواجه الشبكات الاجتماعية

الاحد - 07 أغسطس 2016

Sun - 07 Aug 2016

زيادة انتشار الانترنت مهدت الطريق لظهور الشبكات الاجتماعية والتي قربت من سكان العالم واختصرت المسافة بينهم بضغطات قليلة. لكن هذا الصعود لنجم الشبكات الاجتماعية لم يكن خاليا من التحديات والعقبات. في هذا المقال سأتحدث عن تحديات كبيرة عدة تواجهنا في الشبكات الاجتماعية وأعتقد أن علينا الانتباه لها.



أولا: سهولة التلاعب بالآراء والأرقام وبالرأي العام إجمالا عبر الحسابات الوهمية والمسيسة غالبا.

الحسابات والمواقع الإخبارية الوهمية تشكل تحديا كبيرا خصوصا لموقع تويتر والتي تزايد دورها محليا منذ مطلع الربيع العربي في 2011. الحسابات الوهمية ليست ظاهرة عربية فحسب، بل ظاهرة عالمية. فإدارة تويتر بنفسها تعترف بأن 8% من الحسابات مؤتمتة. سبب الاهتمام المتزايد حديثا بالحسابات الوهمية يعود للدور الحاسم الذي قد تلعبه الحسابات الوهمية في أحداث سياسية كبرى، مثل استخدامها من قبل بعض المرشحين في الانتخابات الهندية في 2014 بما أدى بهم إلى الفوز، وحملة البروباغندا الروسية الموسعة التي صاحبت أزمة القرم، إضافة إلى استخدامها الكبير في دول أمريكا اللاتينية وأخيرا لا يخفى علينا حضور الجيش السوري الالكتروني. للمزيد، ابحث عن مقالي السابق بعنوان “تبي ينلحس مخك؟” حيث فصلت فيه الحديث حول دور هذه الحسابات وطريقة عملها.



ثانيا: انتشار أسهل للمعلومات الخاطئة والإشاعات، خصوصا في أوقات الأزمات والأحداث. فحسابات المعلومات الخاطئة “هل تعلم” تحظى بمئات الآلاف من المتابعين كما تعج أجهزتنا بعشرات البرودكاستات الواتسابية الكاذبة تماما. كان يعتقد أن انتشار استخدام الانترنت سيساهم في محو الأمية ونشر الوعي والمعرفة ولكن الواقع أنه يساهم بنفس المقدار في نشر الجهل والخوف والمعلومة الخاطئة. السبب الأصلي يكمن في الطبيعة غير المركزية لتداول المعلومات، فلا توجد جهة مسؤولة عن إنتاج المعلومات. المشكلة أن مواجهة هذا التضليل المعلوماتي ليست بالمهمة السهلة وقد أوضحت جانبا من هذا الموضوع في مقال سابق بعنوان “ثلاث خطوات لدحض الأخبار الكاذبة والمعلومات الخاطئة عبر الانترنت”.



ثالثا: زيادة التجانس بين الناس المتفقين في الرأي حيث “الطيور على أشكالها تقع”. مع وجود خيارات كثيرة نميل دوما لمتابعة من نحب، ولإحاطة أنفسنا بالذين يتفقون مع آرائنا أو تفكيرنا بشكل ما وتجنب كل أولئك الذين نختلف معهم ومع طريقة تفكيرهم. وهكذا ينتهي بنا الحال في جزر من الرأي تبدو شبه معزولة عن الذين يختلفون معنا. للأسف هذا التوجه يتم تعزيزه حتى في نتائج محركات البحث فنتائج البحث التي تظهر لك في قوقل مثلا تعتمد بشكل كبير على موقعك وتاريخك في التصفح وما إلى ذلك، وكل ذلك يجعلك لا ترى إلا ما يتفق معك. لهذا الأمر نتائج كارثية حيث إن هذا الانعزال الافتراضي عن الآخرين يجعلنا أكثر جهلا واطلاعا بما يحدث وهذا يزيد المتطرف تطرفا حيث لا يرى حوله إلا عالمه وأفكاره والتفسيرات التي تؤكد تصوراته للأحداث. للمزيد، ابحث عن مقال سابق بعنوان “لا تصادق سمينا” وكذلك مقال الزميل هادي فقيهي بعنوان “العصر الذهبي للمتطرفين”.



رابعا: مكافأة المحتوى الترفيهي - بالمزيد من عدد “الريتويت” و”اللايك” و”الشير” وعدد الناس الذين يتابعونك وما إلى ذلك - على حساب المحتوى المفيد. وهذا ما يجعل المحتوى قد ينحرف بشكل جنوني دون ضوابط أخلاقية واضحة نحو ما نشهده اليوم في عالم اليوتيوب من تحديات واستعراضات خطرة. هذا يفسر شيوع المحتوى الترفيهي دوما على حساب المحتوى التعليمي والتثقيفي. وهذا كذلك يجعل من النقاشات والحوارات العامة تميل لكونها عمليات استعراض أكثر منها إسهامات مفيدة. في مقالات قادمة سأتناول هذا الأمر بمزيد من التفصيل.



التحديات التي تواجه الشبكات الاجتماعية



1 سهولة التلاعب بالآراء والأرقام وبالرأي العام إجمالا عبر الحسابات الوهمية

2 انتشار أسهل للمعلومات الخاطئة والإشاعات، خصوصا في أوقات الأزمات والأحداث

3 زيادة التجانس بين الناس المتفقين في الرأي

4 الشبكات الاجتماعية تكافئ المحتوى الترفيهي على حساب المحتوى المفيد