بسام فتيني

نزاهة الفساد المغلف

راصد بلا مراصد
راصد بلا مراصد

الأحد - 07 أغسطس 2016

Sun - 07 Aug 2016

لم يعد الفساد من النوادر، بل أضحى وللأسف أسلوب حياة عند البعض تحت مسميات الفهلوة تارة والشطارة تارة أخرى، وفي عصرنا الحالي تفنن الفاسد الحقير في تبرير فساده وتغليفه بالمسميات المنمقة وشرعنته تحت ذريعة قانون دوري الحواري (اللي تغلب به العب به!).



وقد يأتي الفساد على شكل توظيف فاسد لأحد أقربائه واستقطابه من شركة ما كان يعمل بها ثم مضاعفة راتبه 3 أضعاف ما يستحق دون حتى أن يداوم هذا الفاسد الصغير! وقد يأتي الفساد على هيئة إكرامية لموظف يحمل الشهادة المتوسطة فيمنح مسمى مدير عام!



وقد يأتي الفساد على شكل سمسرة باستقطاب شركة (نص كم) ودفع نصف أرنب لها مع حفنة آلاف من الريالات فوق البيعة لتصمم (لوقو) مستهلكا مكرورا باردا ثم يتم رفضه من الجهة ذات العلاقة نظرا لانتهاكه قوانين عدم استخدام الرموز الدينية كالكعبة المشرفة مثلا!



وقد يأتي الفساد على هيئة بروباقندا إعلامية باسم التنمية المستدامة ثم نشر أخبارها عبر جميع الوسائل الإعلامية ثم لا يكون لها أثر على أرض الواقع، وقد يأتي الفساد على هيئة استقطاب مبادرة تقدم خدمات الكترونية ويروج لها بأنها كمغارة (علي بابا) والتي تحمل الكنوز بداخلها ثم لا يشترك بها إلا عدد لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة بعد أن يتم صرف مئات الألوف لجمع الناس ومشاهدة الـ(SHOW) الفاسد بأغلى الأثمان!



وقد يأتي الفساد على هيئة خلو (منظمة) شبه حكومية من مدير مالي ومراقب مالي ومدير قانوني فيستغل المسؤول هذا التخبط فيصرف الهبات لحاشيته من الأموال العامة وكأنها من جيب (السيد الوالد) بلا حسيب أو رقيب! وقد يأتي الفساد الأخلاقي مغلفا باستغلال المنصب فيجير المسؤول جل وقته للاجتماع مع النواعم العاملات تحت إدارته حتى لو لم يكن هناك موضوع أصلا يدعو للاجتماع من أجله، لا والأدهى والأمر أن ذلك يحدث دون علم مديرتهن!



أتعتقدون أن هذا من ضرب الخيال؟ لا وربي إنها الحقيقة المرة، والمؤلم أن يحدث كل هذا في ظل ولوج الجهات الرقابية تحت لحاف البرود متوسدة مخدة النوم العميق ولا عزاء للمخلصين.



خاتمة: يوما ما سيقاد الفاسد إلى جهنم ويومها لن ينفعه حسبه أو نسبه أو منصبه وحينها سيكتوي بنيران ما جنت يداه فاللهم قد بلغت اللهم فاشهد.