ماذا فعل الدبوس؟
الأربعاء - 12 يناير 2022
Wed - 12 Jan 2022
المزاين أو كما يسميها البعض خطأ «المزايين» عبارة عن منافسة بين ملاك الإبل بحيث الأجود ينال الفوز، وهذا شيء رائع ومعهود؛ لا أتحدث في مقالي هذا عن هذا الأمر.
الغريب الرائع -في نظري- هو ما فعله هذا الشاب الكويتي عبدالله الدبوس من تغيير للتوجه العام السابق لهذا الحدث وسأخبرك كيف:
كان المزاين شبه محصور تلقائيا على قبائل معينة كما كان أيضا شبه محصور على أسماء معينة وبطبيعة الحال فالإبل لم تكن غالبا ملكا إلا لشيوخ القبائل والأعيان ذوي الثراء؛ كما كانت المزاين شبه محتكر على فئة معينة مالية أيضا.
إذن كان المزاين - وقل كانت إن شئت - محصورا جزئيا أو كليا بشكل غير متعمد ربما على أساس طبقي أو مالي أو قبلي؛ ما فعله «الدبوس» هو ما قلب ظهر المجن قلبا إيجابيا في رأيي؛ ذلك أنه قدم هذا الشاب الذي لا تظهر عليه مظاهر البداوة أو الحياة الصعبة وهو من خارج المملكة وفي الوقت نفسه سابق بقطيع مستأجر من قبل أحد ملاك الإبل؛ معتمدا على القوة الشرائية والتخطيط الاستراتيجي المحكم؛ وكانت معظم الآراء السابقة قبل تصدره المراكز الأولى تقول بلسان حالها «يا رجال الفوز لأهله» وكأن الفوز أي الإبل الجيدة حكرا على فئات معينة؛ الدبوس كسر هذا الصنم بجدارة وجاء بكل ما ذكرنا مما ليس معهودا عند الكثير وفاز بالأول بأحقية.
هذا التحول الرائع من زاوية فكرية بحتة يعلمها أن التغير هو الشيء الوحيد الباقي ومهما تراءت العقبات فهي عظيمة بسبب النظرة التعظيمية إليها؛ بمعنى بسيط: ليس هناك مستحيل وفي نفس الوقت ليست كل أفكارنا مهما تقادم بها العهد صحيحة فلدينا الكثير مما هو في حاجة ملحة -أصبح ربما وربما منذ أمد- في حاجة إلى «دبوس» آخر.
عودا على بدء؛ فإن هذا النموذج سمة «الدبوسي» حول المزاين في نظري من محلية إلى سوق اقتصادي عالمي يشارك فيه كل من كان له رغبة ولديه القدرة المادية؛ وهذا لن يؤثر سلبا على السلالات كما سيظن البعض مستقبلا؛ بل سيخلق حراكا اقتصاديا نافعا للدولة وسيقصده ملاك الإبل من كل العرب لبيع جيدهم وسيقصده مستثمرو العالم للمساهمة في هذه البورصة الصحراوية المثمرة.
كم أتمنى أن يكون لنا «دبابيس» كثر تحطم الجمادات وتنضج الفكر الجديد وتدفق الدم الشاب دفقا.. وستذكرون ما أقول لكم والسلام.
@saud_alshehry_
الغريب الرائع -في نظري- هو ما فعله هذا الشاب الكويتي عبدالله الدبوس من تغيير للتوجه العام السابق لهذا الحدث وسأخبرك كيف:
كان المزاين شبه محصور تلقائيا على قبائل معينة كما كان أيضا شبه محصور على أسماء معينة وبطبيعة الحال فالإبل لم تكن غالبا ملكا إلا لشيوخ القبائل والأعيان ذوي الثراء؛ كما كانت المزاين شبه محتكر على فئة معينة مالية أيضا.
إذن كان المزاين - وقل كانت إن شئت - محصورا جزئيا أو كليا بشكل غير متعمد ربما على أساس طبقي أو مالي أو قبلي؛ ما فعله «الدبوس» هو ما قلب ظهر المجن قلبا إيجابيا في رأيي؛ ذلك أنه قدم هذا الشاب الذي لا تظهر عليه مظاهر البداوة أو الحياة الصعبة وهو من خارج المملكة وفي الوقت نفسه سابق بقطيع مستأجر من قبل أحد ملاك الإبل؛ معتمدا على القوة الشرائية والتخطيط الاستراتيجي المحكم؛ وكانت معظم الآراء السابقة قبل تصدره المراكز الأولى تقول بلسان حالها «يا رجال الفوز لأهله» وكأن الفوز أي الإبل الجيدة حكرا على فئات معينة؛ الدبوس كسر هذا الصنم بجدارة وجاء بكل ما ذكرنا مما ليس معهودا عند الكثير وفاز بالأول بأحقية.
هذا التحول الرائع من زاوية فكرية بحتة يعلمها أن التغير هو الشيء الوحيد الباقي ومهما تراءت العقبات فهي عظيمة بسبب النظرة التعظيمية إليها؛ بمعنى بسيط: ليس هناك مستحيل وفي نفس الوقت ليست كل أفكارنا مهما تقادم بها العهد صحيحة فلدينا الكثير مما هو في حاجة ملحة -أصبح ربما وربما منذ أمد- في حاجة إلى «دبوس» آخر.
عودا على بدء؛ فإن هذا النموذج سمة «الدبوسي» حول المزاين في نظري من محلية إلى سوق اقتصادي عالمي يشارك فيه كل من كان له رغبة ولديه القدرة المادية؛ وهذا لن يؤثر سلبا على السلالات كما سيظن البعض مستقبلا؛ بل سيخلق حراكا اقتصاديا نافعا للدولة وسيقصده ملاك الإبل من كل العرب لبيع جيدهم وسيقصده مستثمرو العالم للمساهمة في هذه البورصة الصحراوية المثمرة.
كم أتمنى أن يكون لنا «دبابيس» كثر تحطم الجمادات وتنضج الفكر الجديد وتدفق الدم الشاب دفقا.. وستذكرون ما أقول لكم والسلام.
@saud_alshehry_