حمى الشهرة.. إلى أين؟
الاثنين - 10 يناير 2022
Mon - 10 Jan 2022
يبدو أن عدوى حمى الشهرة والدخول إلى دائرة الضوء لم تعد قاصرة على بعض من يعيشون حالة الفراغ بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، فالمشغول لا يمتلك الوقت الكافي، والعاقل لا يعاني من نقص في هرمون الاتزان!
الحمى التي نعنيها تظهر لنا جلية في صور مختلفة، فهناك من سمحت له الظروف للظهور في برنامج تلفزيوني أو الكتابة في عمود صحفي أو لسوء حظنا حيازته لهاتف ذكي.
إن كنا نصدم يوميا بمنظر مشهور يركض في شارع أو يقف على رأسه بحثا عن متابعين، فالصدمة تكون أعنف عندما نقرأ أو نشاهد من يدعو مجتمعا كاملا للخروج عن العرف، وربما مناقشة قضايا تتطلب مؤتمرات في مجامع فقهية أو مراكز علمية للحديث عنها.
الغريب هو إصرار هؤلاء على الدخول إلى دائرة الضوء والبقاء أطول وقت ممكن في وسوم تويتر وفي أحاديث المجالس مهما كان شكل هذا الدخول.
وحتى عندما يغيب شيطان الخروج عن المألوف، تجد هؤلاء يقتحمون أي ساحة تعج بالأضواء، فبعد تلاشي أثر ما أطلقه من قنابل، لا بأس لدى أكثرهم من الحديث عن ضربة جزاء لم تحتسب، أو التعليق على حديث رئيس دولة، أو إتحاف المتابعين بصورة لعل وعسى أن تعيده إلى دائرة الاهتمام.
الشهرة طرقها مفتوحة وسريعة وقد يكون الخروج عن المألوف أقصرها، أيا كان شكل هذا الخروج، ففي سوق يعج بالمئات من المتسوقين قد يلفت نظرك بينهم من يرتدي زيا غريبا أو قصة شعر مقززة، وهنا كان اللافت للنظر كآبة المنظر، ورغم أنهما سيئتان إلا أنهما حققتا المطلوب حتى وإن كان تعليق المشاهد (الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاك به).
فارق كبير عندما تتحدث مع صديقك.. هل تعرف ذلك المعتوه صاحب مقطع الرقص على عمود كهرباء؟ لقد قابلته اليوم في المقهى الفلاني، وبين ابتهاجك بلقاء جراح شهير أو مهندس فاز تصميمه بجائزة دولية.
العتب على هؤلاء في كلتا الحالتين فالنموذج الأول لم يرحمنا بسكوته، والآخر قسا علينا بعدم ظهوره، وفي جميع الحالات على وسائل إعلامنا التي توقفت عن إبراز المبدعين.
فلم يعد الجيل الجديد يعرف إداريا ناجحا سوى غازي القصيبي رحمه الله، ولا طبيبا لامعا سوى عبدالله الربيعة، ولا خبيرا نفطيا سوى علي النعيمي، وغيرهم من نماذج كنا نطير فرحا عند رؤيتهم في مقهى أو سوق!
@Unitedadel
الحمى التي نعنيها تظهر لنا جلية في صور مختلفة، فهناك من سمحت له الظروف للظهور في برنامج تلفزيوني أو الكتابة في عمود صحفي أو لسوء حظنا حيازته لهاتف ذكي.
إن كنا نصدم يوميا بمنظر مشهور يركض في شارع أو يقف على رأسه بحثا عن متابعين، فالصدمة تكون أعنف عندما نقرأ أو نشاهد من يدعو مجتمعا كاملا للخروج عن العرف، وربما مناقشة قضايا تتطلب مؤتمرات في مجامع فقهية أو مراكز علمية للحديث عنها.
الغريب هو إصرار هؤلاء على الدخول إلى دائرة الضوء والبقاء أطول وقت ممكن في وسوم تويتر وفي أحاديث المجالس مهما كان شكل هذا الدخول.
وحتى عندما يغيب شيطان الخروج عن المألوف، تجد هؤلاء يقتحمون أي ساحة تعج بالأضواء، فبعد تلاشي أثر ما أطلقه من قنابل، لا بأس لدى أكثرهم من الحديث عن ضربة جزاء لم تحتسب، أو التعليق على حديث رئيس دولة، أو إتحاف المتابعين بصورة لعل وعسى أن تعيده إلى دائرة الاهتمام.
الشهرة طرقها مفتوحة وسريعة وقد يكون الخروج عن المألوف أقصرها، أيا كان شكل هذا الخروج، ففي سوق يعج بالمئات من المتسوقين قد يلفت نظرك بينهم من يرتدي زيا غريبا أو قصة شعر مقززة، وهنا كان اللافت للنظر كآبة المنظر، ورغم أنهما سيئتان إلا أنهما حققتا المطلوب حتى وإن كان تعليق المشاهد (الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاك به).
فارق كبير عندما تتحدث مع صديقك.. هل تعرف ذلك المعتوه صاحب مقطع الرقص على عمود كهرباء؟ لقد قابلته اليوم في المقهى الفلاني، وبين ابتهاجك بلقاء جراح شهير أو مهندس فاز تصميمه بجائزة دولية.
العتب على هؤلاء في كلتا الحالتين فالنموذج الأول لم يرحمنا بسكوته، والآخر قسا علينا بعدم ظهوره، وفي جميع الحالات على وسائل إعلامنا التي توقفت عن إبراز المبدعين.
فلم يعد الجيل الجديد يعرف إداريا ناجحا سوى غازي القصيبي رحمه الله، ولا طبيبا لامعا سوى عبدالله الربيعة، ولا خبيرا نفطيا سوى علي النعيمي، وغيرهم من نماذج كنا نطير فرحا عند رؤيتهم في مقهى أو سوق!
@Unitedadel