لماذا لا يحاكم لبنان الإرهابي نصرالله؟

يوسف: الطبقة السياسية ميؤوس منها وتجلس خافضة الرؤوس أمام الكذاب
يوسف: الطبقة السياسية ميؤوس منها وتجلس خافضة الرؤوس أمام الكذاب

السبت - 08 يناير 2022

Sat - 08 Jan 2022

لبنانيون يقبلون يدي حسن نصرالله                                                              (مكة)
لبنانيون يقبلون يدي حسن نصرالله (مكة)
فيما أصر حزب الشيطان الإرهابي المسمى بـ(حزب الله) وحركة أمل المتطرفة على تدمير ما تبقى من لبنان، ورفضا كل رسائل رئيس الوزراء نجيب ميقاتي بعودة جلسات مجلس الوزراء، تساءل أحد المحللين: لماذا لا تحاكم الحكومة اللبنانية الإرهابي حسن نصرالله حين يكذب ويستخف بعقول الجميع.. أليس أحد مواطنيها؟

اتهم محللون زعيم الإرهاب وأمين حزب الشيطان بتأجيج الأوضاع مجددا، وزيادة عزلة اللبنانيين، وإثارة الفتنة داخل الشارع اللبناني، وقالوا إنه أخذ الدولة المنهارة وذهب بها إلى سادته في طهران، وتحول الجميع إلى مجرد دمية تنفذ الأوامر بلا تفكير أو مقاومة.

في المقابل تؤكد المصادر أن «الشلل الحكومي» قائم حتى إشعار آخر، وأنه «لا رابط بين مرسوم فتح الدورة الاستثنائية، ومحاولة ابتداع حلول ومخارج لإعادة إحياء جلسات الحكومة»، ونقلت صحيفة الجمهورية اللبنانية أن الأجواء السياسية المحيطة بتعطل جلسات مجلس الوزراء، تشي بأن الشلل مستمر، وأن الأمور ما زالت عالقة في مربع التعقيد، سواء تعطيل جلسات الوزراء، أو ملف التحقيق في انفجار مرفأ بيروت.

تدمير البلد

يؤكد مراقبون أن حركة أمل المتطرفة التي تقف في خندق واحد مع حزب الشيطان لم تغير موقفها، وتؤكد أن مشاركة وزرائها مرتبطة بالتزام المحقق العدلي القاضي البيطار الأصول الدستورية، وعدم المس بصلاحيات المجلس النيابي وكذلك صلاحيات المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء.

وقالوا إن موقف الثنائي الذي يشارك في خطف الدولة ما زال يشدد على الفصل بين التحقيق العدلي وصلاحيته فيما يتعلق بالموظفين حصرا، بحيث لا يطبق القانون على الوزراء ويبقى حصرا على الضعفاء فقط، وبالتالي لا يصدر أي مذكرت توقف تسهم في تورط الحزب الإرهابي وأعوانه.

وقال رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي «إن الموازنة العامة لعام 2022 باتت جاهزة وسوف أتسلمها خلال اليومين المقبلين، وفور حصول هذا الأمر يصبح من الضروري التئام مجلس الوزراء لإقرارها، وهو شرط أساسي بالنسبة إلى صندوق النقد الدولي ولكل المواضيع الإصلاحية التي نعمل عليها».

واقع مترد

ويذكر المحلل السياسي فاروق يوسف في صحيفة (العرب) الدولية بالمقولة الشهيرة التي يرددها البعض «إذا أردت أن تعرف شيئا عن مصير لبنان عليك الذهاب إلى طهران»، ويستطرد «حكمة رديئة وسيئة المحتوى غير أنها تمثل الواقع المتردي والوضع المنهار على الأصعدة كافة، اللذين يعيشهما اللبنانيون وهم يسعون لإيقاف التدهور من غير أن يملكوا القدرة على القيام بذلك، لا لشيء إلا لأن لبنان صار تابعا لميليشيات تضع سلاحها غير القانوني في خدمة دولة أجنبية».

ويضيف «ذلك لم يقع فجأة، بل حدث تدريجيا وكان للبنان الدولة والشعب دور كبير في الوصول إلى هذه المرحلة أو على الأقل بناء قاعدة متينة لها، وحين يقال إن في لبنان دولة فاشلة فإن ذلك تعبير ملطف يتم تداوله بدلا من القول إنه لا وجود للدولة في لبنان».

ويتابع «أما حين يقرر رئيس الحكومة العاجز عن عقد اجتماع وزاري أن يتحدث باسم لبنان ليخبرنا بأن حسن نصرالله لا يمثل لبنان فإن ذلك غريب».

محاكمة نصرالله

ويتساءل يوسف «هل هناك إمكانية بأن تقوم الدولة اللبنانية من خلال حكومتها بمساءلة نصرالله وهو أحد مواطنيها؟ حين يكذب نصرالله فإنه يدرك أن الاستخفاف بعقول من ينصتون إليه صار مضجرا».

ويستطرد «هؤلاء يمثلون الطبقة السياسية في لبنان وهي طبقة ميؤوس منها من جهة تمتعها بمشاعر إنسانية طبيعية، المال وحده يحرك أعصاب أفراد تلك الطبقة، وبما أن نصرالله يقود الميليشيات التي تحمي مصالح تلك الطبقة فليس صعبا على أفرادها أن يجلسوا ساعات خافضي الرؤوس أمام الشاشات، وهم يستمعون إلى صوت نصرالله من غير أن يتوقفوا عند معاني ما يقول، فلم يحضروا ليناقشوا».

ويلفت الكاتب إلى أن «الكاذب» أراد في مرحلة سابقة أن يذلهم، ولكنهم اليوم ومعهم لبنان يعيشون في حالة إذلال مزعج، لذلك صار يبحث عن حكايات، يكون لها وقع الزوبعة، بحيث خيل له أن المملكة ستكون على أهبة الاستعداد لنفي علاقتها بـ»داعش»، مخيلة نصرالله خبيثة وشريرة ودنيئة غير أنها فقيرة، كان دائما يكذب لا لأنه أمن العقاب، بل لأنه وضع لبنان تحت إبطه وذهب به إلى طهران، لبنان الأرض والسماء وشجرة الأرز وقدموس والفينيقيون وأعمدة بعلبك هو ليس لبنان الدولة التي وضعها نصرالله بين يدي الولي الفقيه.

سلاح الشيطان

ويشدد على أن كل ما يقال عن نزع سلاح حزب الشيطان هو حديث لا معنى له، وهو جزء من ماض لم يعد مستقبله لبنانيا، ليس الحديث عن لبنان الإيراني بعيدا عن الواقع، ليس المطلوب من اللبنانيين أن يتعلموا الفارسية بعد أن صار القرار السياسي في بلدهم إيرانيا. ويشير إلى أن الذين يعلقون آمالهم على مفاوضات فيينا واهمون، يقول «يخطئ البعض حين يلتفت إلى فيينا ويعتقد أن نجاح المفاوضات هناك سيؤدي إلى حلحلة الأوضاع في لبنان، العكس هو الصحيح، ستزداد الأمور سوءا إذا ما انتهت تلك المفاوضات إلى إخراج إيران من مأزقها الاقتصادي، سيكون لبنان الرهينة جزءا من مقتنيات الإمبراطورية الفارسية المعمدة برضا وبركات الرأسمالية العالمية وقوى اشتراكية موزعة بين بقاع الأرض».

ويلفت إلى أنه في سياق تلك المعادلة فإن لبنان لن يربح شيئا، سيستمر في انزلاقه إلى الهاوية، ذلك لأن إيران ليس لديه سوى ثقافة الموت وضجيج السلاح. أما بالنسبة إلى نصرالله فإنه في أكاذيبه لم يتخط العتبة الإيرانية، داعش هو نوع من حزب الله لكن بهوية طائفية أخرى، وما نفع تلك الهوية؟

لقد ذبح التنظيم الإرهابي عشرات الألوف من أتباع المذهب السني وشردهم من بيوتهم بعد أن هدمها، ولم يكن في كل ما فعل إلا عدوا نظريا للشيعة. لقد اخترعته إيران لتخيف من خلاله شيعة العراق، كذبة أرادت إيران من خلالها تمرير مشروعها الطائفي في المنطقة، ولكن نصرالله أراد أن يذكر السعودية بوجوده باعتباره ملكا للبنان، أراد أن يقول «أنا لبنان».