منصور الشلاقي

الإعفاءات الخمسة في جولة الأمير المفاجئة

الثلاثاء - 04 يناير 2022

Tue - 04 Jan 2022

شدني قبل أيام خبر الجولة المفاجئة لأمير منطقة الحدود الشمالية الأمير فيصل بن خالد بن سلطان في مستشفى طريف العام خلال زيارة الأمير الرسمية لمحافظة طريف التي انتهت بإعفاء خمسة مسؤولين من مناصبهم من منسوبي المستشفى والقطاع الصحي بالمحافظة بسبب ملاحظات تتعلق بالنظافة والصيانة التي رصدها الأمير فيصل في جولته المفاجئة لتعفي المسؤولين الخمسة في القطاع الصحي والمستشفى بمحافظة طريف من مناصبهم بقرار من مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة الحدود الشمالية الدكتور جلال بن فرحان، وشملت الإعفاءات قيادات صحية: مدير القطاع الصحي، والمشرف العام على مستشفى طريف، ومساعد مدير مستشفى طريف، ومدير خدمات التمريض، ومدير الصيانة في المستشفى، ومدير مراقبة الدوام.

ويبدو أن هذه الجولة المفاجئة لم تكن ضمن الجولات المجدولة في جدول الزيارات الرسمي؛ ولذلك كانت مفاجئة لإدارة المستشفى والقطاع الصحي بصفة عامة لتنكشف الصورة الحقيقية للمنشأة أمام الأمير، ومثل هذه الزيارات المفاجئة غير المجدولة هي من أهم الجولات لأمراء المناطق والوزراء والمسؤولين الكبار، وهي التي ينبغي أن تكون لتقديم خدمات بجودة أعلى ووفق أفضل المعايير والمقاييس، بخلاف الجولات والزيارات المجدولة مسبقا التي دائما ما تنتهي بتبادل (الورود والدروع التذكارية) دون أن يكون لها أثر على تطوير الخدمات وتحسين أداء الموظفين؛ ولذلك نؤكد على أن الجولات المفاجئة مهمة لأنها تكشف مكامن الخلل والقصور والإهمال إن وجد في الإدارات والمرافق الحكومية ليس في منطقة الحدود الشمالية فحسب؛ بل في جميع مناطق المملكة ولجميع المنشآت الحكومية دون استثناء.

نحن نعيش اليوم في عهد الإصلاحات الإدارية التي تتماشى مع تطلعات وأهداف رؤية السعودية 2030 في تحقيق جودة أداء عالية لجميع قطاعات الدولة وأجهزتها، ولتحقيق الجودة لا بد من تكريس الجهود من قبل مسؤولي وموظفي الأجهزة الحكومية في المحافظات والمدن والمراكز لتقديم أفضل الخدمات، ولن يتحقق ذلك ما لم تكن هناك رقابة مشددة، وعقوبات صارمة، وتقييم أداء حقيقي بعيدا عن (المجاملات)، وجولات مفاجئة بعيدة عن (الفلاشات) تكشف (خفايا المستور)، وتفضح (المسكوت عنه) من ترد للخدمات، وسوء في النظافة، وضعف في الأداء الوظيفي، فكم نحن بحاجة إلى «فيصل بن خالد» في كل موقع يعاني من الإهمال والاستهتار واللامبالاة ليتحول إلى صرح نموذجي.

واليوم لم تعد معايير التقييم مجدية في ظل غياب الجولات السرية، ولهذا غالبا ما تكون فروع الإدارات والأجهزة في القرى والمراكز أكثر إهمالا في الأداء، وضعفا في الإنتاجية، وسوءا في نظافة المرافق والأقسام، ونقصا شديدا في الخدمات لأنها بعيدة عن (أعين المسؤولين)، ومديروها ومن ينوب عنهم في مأمن من الزيارات المفاجئة، وتشكل المستشفيات والمراكز الصحية والطبية أهمية كبرى بين قطاعات الدولة لأنها تعنى مباشرة بصحة المواطن والمقيم، لا سيما في هذا الوقت الذي يعيش فيه العالم -ونحن جزء منه- إجراءات مشددة بسبب المتحور الجديد من فيروس كورونا «أوميكرون»، ولذلك تعمد أمير الحدود الشمالية أن يفاجئ إدارة مستشفى طريف بزيارة مفاجئة للاطلاع على الوضع الصحي في المستشفى دون سابق ترتيبات حرصا منه على صحة المراجعين.

أخيرا: نحن اليوم في وطن يحارب الفساد، ويحاسب المقصرين، ويطمح في أن تكون جميع الخدمات على أعلى مستوى من الرقي والتميز وفقا لتطلعات القيادة، وتحقيقا لرؤية 2030، شعاره دائما «لا مجاملات على حساب صحة وسلامة المواطن والمقيم».

@MansoorShlaqi