فهيد العديم

صحة حفر الباطن وتحدي التحول!

الاثنين - 03 يناير 2022

Mon - 03 Jan 2022

عمل مديريات الشؤون الصحية والتجمعات الصحية عمل حساس ودقيق، وطريقهم دوما محفوف بالتوجس وسياط النقد من متلقي الخدمة، وهذا طبيعي جدا لأن الحديث عنها يأتي مشحونا بالعاطفة؛ فمتلقي الخدمة ينظر للخدمات الصحية بأنها هي السياج الحامي له – بعد الله – وأي قصور في الخدمة «من وجهة نظره» سيشعر تجاهها بالخذلان وتكون ردة فعله انفعالية جدا وغاضبة.

وأنا هنا أحاول أن لا أكون عاطفيا، وأحسب أن دوري – كصحفي وكاتب - أن أقف على مسافة واحدة من الجميع، أعني مسافة واحدة بين مقدم ومتلقي الخدمة، وأنا هنا أتحدث عن حفر الباطن زاعما أنني أعرف عنها الكثير، وبنفس الوقت أجزم أن الكثير مما يحدث في حفر الباطن يحدث في بقية مناطق المملكة؛ فـ «الفكر الإداري الحكومي» متشابه، ولذا من الطبيعي أن تكون المخرجات متشابهة، وهذا ما سأتحدث عنه لاحقا.

في حفر الباطن لا يمكن أن يُلغي مُنصف التطور الذي حدث في الخدمات الصحية خلال السنوات القليلة الماضية، وأعتقد أن متلقي الخدمة كان إيجابيا، حيث كان مدركا للتركة الثقيلة التي واجهها مدير الشؤون الصحية الأستاذ ناصر الصافي، وحاول تفكيكها، ولذلك كانت الاستراتيجية طويلة، ولها اتجاهات متعددة ومعقدة في آن واحد، ومع ذلك كان هنالك تطور في الخدمة شاهده متلقي الخدمة وتفاعل معه وأشاد، ولعل الجميع كان يعرف طرق «البيروقراطية» التي تعيق الكثير من طموح وآمال المسؤول الحكومي السابق.

والآن وبعد تكليف الدكتور محمد بن علي الهبدان رئيسا تنفيذيا للتجمع الصحي بحفر الباطن ارتفع سقف الطموح عند متلقي الخدمة؛ لأنه يرى التجمع الصحي أكثر تحررا من البيروقراطية التي كانت تحيط بالعمل الحكومي السابق، وهذا سيشكل ضغطا مضاعفا؛ فالكل يريد أن يرى النتائج على أرض الواقع.

وأجزم أن أول تحد يواجه التحول بشكل عام هي طريقة تفكير الموظف الحكومي أو ما اصطلحنا على تسميته «الفكر الإداري الحكومي»، وأقصد به الموظف الذي يرى أن المطلوب منه أن يذهب إلى عمله، وتنفيذ عمل روتيني دون أن يبادر أو يرتبط بعملية إنجاز، بل إن هذا الفكر على المدى الطويل أوجد له أنظمة تغذيه حتى أصبح مسلّما به وكأنه هو الأصل، وكل ما يخرج عنه هو الشاذ والغريب، ولعل من الأمثلة على ذلك مكافأة التميز التي ارتبطت في كثير من المناطق بشرط وحيد وهو أن لا يكون لدى الموظف غياب أو إنذار، أي بمعنى أن المطلوب منك أن تحضر دوامك فقط كي تكون متميزا! وهذا مثال واحد لكثير من الأنظمة المشابهة والتي خلقت فكرة غريبة عن العمل.

هذا بالإضافة إلى السمعة السلبية التي كونتها بعض المستشفيات على مدار سنوات؛ فأصبح مجرد ذكر اسمها مرتبطا سلبيا بذهنية المتلقي، حتى لو تطورت فإن سمعتها تحتاج جهدا عظيما، وكما هو مسلّم به عند المختصين بالتسويق فإن بناء سمعة لمنشأة أو مؤسسة جديدة أسهل وبمراحل من إعادة الثقة لمنشأة كوّنت عند المستهلك صورة ذهنية سلبية، ولعلني أختم بمقولة الأمريكي وارين بافييت: (يستغرق بناء سمعتك 20 عاما ويمكن أن تخسرها في 5 دقائق فقط! إذا فكرت في هذا ستفعل كل شيء بطريقة مختلفة).

@Fheedal3deem