سعود ثامر الحارثي

خذها أنت وأمثالك من.. آل سعد

تفاعل
تفاعل

السبت - 06 أغسطس 2016

Sat - 06 Aug 2016

حينما قرأت مناشدة سيدي صاحب السمو الملكي الأمير ممدوح بن عبدالعزيز، حفظه الله، في تويتر وعلى موقعه الخاص على الانترنت بتوجيه مناشدة للمسؤول وللمواطن وللمحاكم تحت عنوان ( خذها... يا سعد .... يا بريك)، بالرد على تجاوزات سعد البريك ورفع دعوى قضائية للتحاكم شرعا ضد تحريضه شباب وأبناء الوطن للذهاب للقتال في أماكن الصراعات مستغلا عاطفة أبنائنا.



فأقول يا سيدي: هذه ليست بغريبة على سعد، فيده ملطخة بدماء أبناء هذا الوطن منذ الثمانينات إبان حرب أفغانستان ضد السوفيت، فـ(سعد) معروف ومألوف عندنا بمثل هذا الدور التحريضي.

أما الآن فسعد لم يعد وحده، بل أصبح لدينا عدد من (آل سعد)، فلا ننسى (سعد المقيم) في بلادنا والذي ظهر بتلك القنوات يصرخ وينوح بالجهاد كما تنوح الثكالى، وكنت أظن من صرخاته ونواحه بتلك القنوات الإعلامية التي أتأسف بأن بعضها تبث من بلادنا وتدار من قبل أبنائنا، بأن أبناءه جميعهم في جبهة القتال ليظهر لنا في مواقع التواصل الاجتماعي مع أبنائه وإخوته وأحفاده مجتمعين ضاحكين مسرورين على ما لذ وطاب من أرزاق بلادي.



ثم لا ننسى (سعد المفوه) الذي ألقى الخطبة العصماء بعد ما أسموه بمؤتمر علماء المسلمين التي يدعو فيها للجهاد بسوريا لنراه بعدها ممتطيا صهوة الطائرة متوجها إلى لندن للتفسح والتنزه وربما يرافقه أبناؤه، وكنت أظن بعد هذه الخطبة بأنه متجه إلى ساحات القتال ليقود وينظم الفصائل المقاتلة ضد ذلك النظام الظالم.



لتكون حصيلة ما سبق ذكره ونتيجته شبابا في مقتبل أعمارهم ذهبوا للقتال أو ما سماه هؤلاء في مؤتمرهم بالنفير إلى الجهاد، فهؤلاء الشباب ليس لديهم أدنى مقومات الجهاد أو حتى مقومات الدفاع عن النفس، فمنهم من قتل ومن هم من أسر ومنهم من استعبد ليصبح أداة في يد هؤلاء المجرمين.



ثم لنفاجأ بـ (آل سعد) يتبرؤون مما قالوه وفعلوه، (ليتبرأ الذين اتُبِعوا من الذين اتّٓبٓعُوا).



سيدي: حينما تترافع بالقضية لا نريد سعدا لوحده بل نريد معه أيضا (آل سعد) الآخرين ممن اعتلوا المنابر، أيا كانت إعلامية أو دينية، وناشدوا بمثل ما ناشد به سعد، وجعلوا الإسلام متطرفا بعد أن كان سمحا، وجعلوا منه عسرا بعد أن كان يسرا، وجعلوا منه فوضويا بعد أن تعلمناه محكما ومستمدا من الذي أحكمت آياته من لدن حكيم عليم. وجعلوه ظلاميا بعد أن كان نورا وهداية، وجعلوا منه تخلفا بعد أن كان متحضرا وراقيا.



نحن نريد إلجام تلك الأبواق، ليبقى من أبنائنا من بقي، فمن اكتوى بنار الألم ليس كمن يوقدها ويزيد في إشعالها، فكم من أب حزين وكم أم مكلومة وكم من أسرة فقدت عائلها وأصبحت يتيمة، وكم من أسرة كانت مستورة من الله ليأتي هؤلاء ويفضحوها بأبنائها!



آن لنا جميعا أن نكون يدا واحدة لمحاربة هؤلاء بمحاكمتهم وفضحهم، فلا نعلم ربما هؤلاء منفذون لمخططات إقليمية تخدم أجندة خارجية، فقد تكلموا بألسنتنا وأخذوا أموالنا من أيدينا باسم التبرعات، أخذوا أبناءنا من أحضاننا باسم الجهاد.



فعلينا أن نخشاهم ونحذر منهم، فقد قال عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دعاة على أبواب جهنم، من أطاعهم قذفوه فيها). قالوا: يا رسول الله صفهم لنا، قال: (قوم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا).



فلنضيق عليهم ساحاتهم، ولنزل ألغامهم التي زرعوها لكي لا تنفجر مرة أخرى وبشدة، ولنغلق مدارسهم، ولنعزف عن منابرهم التحريضية، ولنسقط راياتهم التي يدعوننا للجهاد تحتها، ولنكن بذلك يدا واحدة ضدهم، فإن سكتنا عن ذلك فسيتمادون بنا، فهم لا يروننا إلا تافهين نتكلم في شؤون العامة وكأن الأمر بأيديهم وكأنهم هم المنزهون، والقادة، والعظماء.



فمرة أخرى أقولها ويقولها المكلوم والمحزون واليتيم والأرامل والثُكالى والغيور على أبناء وطنه، امض قدما سمو الأميرعلى محاكمتهم ونحن معك.