الذكاء الاصطناعي ومهارات وظائف المستقبل
السبت - 01 يناير 2022
Sat - 01 Jan 2022
في عمق الاقتصاديات العالمية يطغى على الكثير من اتخاذ القرارات حالة عدم اليقين على مختلف المستويات فعلى سبيل المثال المستهلك عند اختياره سلعة أو منتجا معينا، المنظمة عند اختيارها للمورد المناسب، أو الموظف عند اختياره المسار الوظيفي في مكان عمله أو في سوق العمل، يكون عدم اليقين تحديا كبيرا أمام اتخاذ القرار الأفضل.
قبل عقود ظهر عصر الكومبيوتر فأحدث العديد من المتغيرات في العمليات التي تسبق اتخاذنا للقرارات ساعدت التنفيذيين ومن يشغل الوظائف البيضاء والمهنيين في بناء عمليات اتخاذ القرار، مع قدوم عصر الآلة والذكاء الاصطناعي أصبح التأثير أكثر في التفاصيل الدقيقة في العمليات التشغيلية، على سبيل المثال معالجة اللغات، تعرف الآلة على الأصوات والصور وغيرها.
استخدام الخوارزميات وذكاء الآلة أصبح أمرا مهما في زيادة الفعالية سواء القطاع الخدمي أو الإنتاجي خاصة الأكثر تعقيدا مثل: التشخيص الطبي وقيادة المركبات والآلات الثقيلة في قطاع المقاولات إلى مجالات أخرى متنوعة كالخدمات الصحفية والفن والترفيه، جميع التطبيقات المختلفة وتنوعها في شتى المجالات تشترك في خاصيتها بأخذ بعض المهام البشرية كالتحدث والتعرف على المشاعر والاحتياجات والإدراك البصري واتخاذ القرار.
هذا التواجد المفاجئ وغير المتوقع لتطبيقات الذكاء الاصطناعي ولّد شعورا عند المختصين أن هناك تنوعا تكنولوجيا ضخما سيؤدي إلى تنوع كبير في الأسواق وبيئة الأعمال، كما هو ملاحظ بعد الجائحة، شاهدنا تباينا كبيرا في توظيف الخوارزميات في الأسواق الدولية، فبعض الدول كالصين مثلا يكاد لا تخلو منشأة في القطاع الصحي أو الفندقي أو حتى المصرفي من توظيف الروبوتات والآلة الذكية.
لا ننكر أن هذا الانتشار الواسع زاد من حجم المخاوف من هيمنة الآلة على الفرص الوظيفية وزيادة الفجوة في تباين الثروات والمداخيل الفردية يدعم تلك المخاوف، إحدى الدراسات من جامعة أكسفورد والتي تبين أن 45% من الوظائف في أمريكا و35% من المهام في المملكة المتحدة ستفقد خلال العشرين عاما القادمة، نشر البنك الدولي عام 2016 أن 69% من الوظائف ستفقد مقابل الآلة في الهند و77% في الصين و72% في تايلاند، وسيُفقد النصيب الأكبر من الوظائف في إثيوبيا بنسبة 85%، يتضح من تلك الأرقام أن الدول النامية أكثر تهديدا.
في الحقيقة هناك فجوة معرفية في مستقبل الذكاء الاصطناعي وهيمنته على نسب الوظائف، التركيز البحثي في الأعوام السابقة في غالبه ناقش المخاوف والهيمنة، ولكن ماذا عن الوظائف والمهارات في الأسواق الجديدة التي ستخلقها التقنيات الناشئة وتطبيقات الذكاء الاصطناعي مع التحولات الرقمية المتزايدة في جميع القطاعات؟
في السعودية وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات تقدم جهودا واضحة بإطلاق مبادرات لتطوير المهارات التي تحتاجها أسواق المستقبل لتسريع عمليات التحول الوطني وتعزيز منظومة الاقتصاد الرقمي بالمهارات اللازمة؛ ليكون سوقنا في كامل الجاهزية والاستعداد مع التحولات المتسارعة، إيمانا من الوزارة في تمكين مهارات المستقبل ومواءمتها مع التقنية وليس العكس، من خلال العمل الدؤوب الذي تقوم به وكالة الوزارة لقدرات ووظائف المستقبل.
الوزارة أيضا أنشأت مركز ريادة الأعمال الرقمية لدعم مفاهيم ريادة الأعمال المستدامة لدى مؤسسي الشركات الناشئة ورفع ثقتهم في تبني التقنيات الناشئة لدورها المهم في تسارع نمو مشاريعهم الريادية وتعزيز مساهمة الاقتصاد الرقمي في الناتج المحلي الإجمالي، وربط رواد الأعمال مع المستثمر الملائكي المناسب لمشاريعهم.
وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات تواصل جهودها على جميع الأصعدة بإطلاق شراكات نوعية على مستوى نقل المعرفة مع القطاع الخاص كمسابقات وتحدي المواهب التقنية ليس على مستوى المملكة العربية السعودية فحسب بل أصبحت واجهة إقليمية تستضيف المواهب التقنية لإثراء تجارب الكادر البشري السعودي وزيادة الوعي في أهمية التقنيات الناشئة لتنمية قطاع الأعمال والاقتصاد الوطني.
fahadnalarjani@
قبل عقود ظهر عصر الكومبيوتر فأحدث العديد من المتغيرات في العمليات التي تسبق اتخاذنا للقرارات ساعدت التنفيذيين ومن يشغل الوظائف البيضاء والمهنيين في بناء عمليات اتخاذ القرار، مع قدوم عصر الآلة والذكاء الاصطناعي أصبح التأثير أكثر في التفاصيل الدقيقة في العمليات التشغيلية، على سبيل المثال معالجة اللغات، تعرف الآلة على الأصوات والصور وغيرها.
استخدام الخوارزميات وذكاء الآلة أصبح أمرا مهما في زيادة الفعالية سواء القطاع الخدمي أو الإنتاجي خاصة الأكثر تعقيدا مثل: التشخيص الطبي وقيادة المركبات والآلات الثقيلة في قطاع المقاولات إلى مجالات أخرى متنوعة كالخدمات الصحفية والفن والترفيه، جميع التطبيقات المختلفة وتنوعها في شتى المجالات تشترك في خاصيتها بأخذ بعض المهام البشرية كالتحدث والتعرف على المشاعر والاحتياجات والإدراك البصري واتخاذ القرار.
هذا التواجد المفاجئ وغير المتوقع لتطبيقات الذكاء الاصطناعي ولّد شعورا عند المختصين أن هناك تنوعا تكنولوجيا ضخما سيؤدي إلى تنوع كبير في الأسواق وبيئة الأعمال، كما هو ملاحظ بعد الجائحة، شاهدنا تباينا كبيرا في توظيف الخوارزميات في الأسواق الدولية، فبعض الدول كالصين مثلا يكاد لا تخلو منشأة في القطاع الصحي أو الفندقي أو حتى المصرفي من توظيف الروبوتات والآلة الذكية.
لا ننكر أن هذا الانتشار الواسع زاد من حجم المخاوف من هيمنة الآلة على الفرص الوظيفية وزيادة الفجوة في تباين الثروات والمداخيل الفردية يدعم تلك المخاوف، إحدى الدراسات من جامعة أكسفورد والتي تبين أن 45% من الوظائف في أمريكا و35% من المهام في المملكة المتحدة ستفقد خلال العشرين عاما القادمة، نشر البنك الدولي عام 2016 أن 69% من الوظائف ستفقد مقابل الآلة في الهند و77% في الصين و72% في تايلاند، وسيُفقد النصيب الأكبر من الوظائف في إثيوبيا بنسبة 85%، يتضح من تلك الأرقام أن الدول النامية أكثر تهديدا.
في الحقيقة هناك فجوة معرفية في مستقبل الذكاء الاصطناعي وهيمنته على نسب الوظائف، التركيز البحثي في الأعوام السابقة في غالبه ناقش المخاوف والهيمنة، ولكن ماذا عن الوظائف والمهارات في الأسواق الجديدة التي ستخلقها التقنيات الناشئة وتطبيقات الذكاء الاصطناعي مع التحولات الرقمية المتزايدة في جميع القطاعات؟
في السعودية وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات تقدم جهودا واضحة بإطلاق مبادرات لتطوير المهارات التي تحتاجها أسواق المستقبل لتسريع عمليات التحول الوطني وتعزيز منظومة الاقتصاد الرقمي بالمهارات اللازمة؛ ليكون سوقنا في كامل الجاهزية والاستعداد مع التحولات المتسارعة، إيمانا من الوزارة في تمكين مهارات المستقبل ومواءمتها مع التقنية وليس العكس، من خلال العمل الدؤوب الذي تقوم به وكالة الوزارة لقدرات ووظائف المستقبل.
الوزارة أيضا أنشأت مركز ريادة الأعمال الرقمية لدعم مفاهيم ريادة الأعمال المستدامة لدى مؤسسي الشركات الناشئة ورفع ثقتهم في تبني التقنيات الناشئة لدورها المهم في تسارع نمو مشاريعهم الريادية وتعزيز مساهمة الاقتصاد الرقمي في الناتج المحلي الإجمالي، وربط رواد الأعمال مع المستثمر الملائكي المناسب لمشاريعهم.
وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات تواصل جهودها على جميع الأصعدة بإطلاق شراكات نوعية على مستوى نقل المعرفة مع القطاع الخاص كمسابقات وتحدي المواهب التقنية ليس على مستوى المملكة العربية السعودية فحسب بل أصبحت واجهة إقليمية تستضيف المواهب التقنية لإثراء تجارب الكادر البشري السعودي وزيادة الوعي في أهمية التقنيات الناشئة لتنمية قطاع الأعمال والاقتصاد الوطني.
fahadnalarjani@