3 تحديات لإنتاج الغاز الصخري

السبت - 06 أغسطس 2016

Sat - 06 Aug 2016

لسنوات طويلة ارتبط اسم أرامكو السعودية بإنتاج النفط الخام، ولكن هناك «متغير جديد في اللعبة» هو الغاز الطبيعي الذي تخطط الشركة أن تضاعف إنتاجها منه خلال عشر سنوات.



فقبل نحو أسبوعين، أوضح الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية أمين الناصر أن الغاز غير التقليدي وبخاصة الغاز الصخري سيلعب إلى جانب الغاز التقليدي الذي تنتجه الشركة دورا كبيرا في خطة مضاعفة الطاقة الإنتاجية للشركة، والتي ستترفع من 12 مليار قدم مكعبة بنهاية العام الماضي إلى 23 مليار قدم مكعبة خلال العقد المقبل.



ولن يكون أمام أرامكو الكثير من الوقت، إذ تنوي الشركة البدء في إنتاج الغاز الصخري هذا العام بكميات بسيطة على أمل أن ترفعها بصورة كبيرة تصل إلى عشرة أضعاف خلال عامين.



الميزانية 20 مليار دولار



وعلمت «مكة» من مصادرها أن الشركة استحدثت إدارة خاصة لإنتاج الغاز غير التقليدي، وأن الميزانية المرصودة لمشروع الغاز الصخري حتى الآن تبلغ 20 مليار دولار.



وبحسب المخطط المعلن من قبل وزير البترول السابق المهندس علي النعيمي فإنه من المفترض أن يبدأ إنتاج الغاز الصخري هذا العام بكميات بين 20 إلى 50 مليون قدم مكعبة يوميا، على أن ترتفع إلى 500 مليون قدم مكعبة يوميا في 2018، ثم يزيد تدريجيا حتى يصل إلى 4 مليارات قدم مكعبة في عام 2025.



وبافتراض أن الغاز الصخري سيصل إلى 4 مليارات قدم مكعبة حينها فإن المتبقى من الرقم المستهدف البالغ 23 مليار قدم مكعبة هو 19 مليار قدم مكعبة ستأتي كلها من الغاز التقليدي تقريبا.



المملكة الخامسة عالميا



والسعودية هي الخامسة عالميا من ناحية احتياطيات الغاز الطبيعي، ومن بين أكبر خمس دول عالميا في احتياطيات الغاز الصخري حيث قدرت شركة بيكر هيوز الأمريكية احتياطيات المملكة من الغاز الصخري بـ 645 تريليون قدم مكعبة مقارنة بـ 285 تريليون قدم مكعبة من احتياطيات الغاز التقليدي.



ويوجد في المملكة ثلاثة مواقع محتملة لاستخراج الغاز الصخري وهي الربع الخالي وجنوب حقل الغوار في المنطقة المعروفة باسم الجافورة، إضافة إلى شمال غرب المملكة في المنطقة المعروفة بحزم الجلاميد.



3 تحديات ومعوقات



ويبرز هنا سؤال منطقي، وهو إذا ما كانت المملكة لديها كل هذه الاحتياطيات الضخمة من الغاز الصخري، فلماذا لم تتمكن من إنتاجه منذ سنين سابقة؟

في الواقع هناك ثلاثة أمور هي:

  • أن تكلفة إنتاج الغاز الصخري أعلى من تكلفة إنتاج الغاز التقليدي

  • أن تقنيات وأساليب حفر واستخراج الغاز الصخري تطورت حديثا في آخر عشر سنوات نظرا للثورة التي شهدتها الولايات المتحدة في هذا الجانب.

  • أن استخراج الغاز الصخري يتطلب الكثير من المياه، وأنواعا خاصة من الكيماويات والرمل حيث يتم ضخ كل هذه جميعا داخل المكمن لتكسير الصخور التي تحبس الغاز داخلها، وهذا الأمر هو ما يعرف باسم «التكسير الهيدروليكي.»




امتلاك التقنيات اللازمة



ويقول أحد التنفيذيين في شركة أرامكو الذي رفض الكشف عن اسمه لـ»مكة» إن الشركة لديها التقنيات اللازمة لإنتاج الغاز الصخري ولن يكون توافر الماء عائقا للشركة.

وسبق أن صرح أحد التنفيذيين في شركة شلمبرجير لخدمات حقول النفط والغاز في أحد المؤتمرات السابقة أن الشركة تطور أحدث تقنيات «التكسير الجاف» الذي لا يعتمد على الماء في مختبرات الشركة في وادي الظهران للتقنية.



10 ملايين كلفة البئر



ومن ناحية التقنية فتشير التقديرات إلى أن تكلفة حفر البئر الواحد لاستخراج الغاز الصخري في السعودية تصل إلى 10 ملايين دولار لأنه يجب الحفر حتى مستويات أعمق من تلك المستويات المماثلة في الولايات المتحدة، حيث يتم الحفر في أمريكا على أعماق تصل إلى 6-7 آلاف قدم، بينما تصل في الربع الخالي إلى مستوى 12 ألف قدم، مما يعني بالضرورة إنفاقا أكثر لاستخراج الغاز الصخري.

وإنتاج الغاز الصخري مكلف ومستهلك للتقنية والمياه. ففي الولايات المتحدة التي تقود ثورة إنتاج الغاز الصخري في العالم اليوم تحفر الشركات أكثر من 7200 بئر كل عام، وذلك لإنتاج نحو 21 مليار قدم مكعبة يوميا من الغاز الصخري، وتصل تكلفة بئر الغاز الصخري الواحد إلى 8 ملايين دولار، فيما يلزم حفر 300 بئر لإنتاج 600 مليون قدم مكعبة.

ويتم استبدال هذه الآبار كل 12-18 شهرا بآبار جديدة لتحل محلها، مما يعني أنه لا بد من استثمار مليار دولار سنويا لاستمرارية إنتاج الغاز الصخري لكل منطقة يتم الحفر فيها.



تحدي ضبط التكلفة



ورغم التطورات في التقنية والحجم الهائل للموارد والاحتياطيات من الغاز الصخري فإن أرامكو تواجه تحديا كبيرا وهو ضبط التكلفة لجعل الغاز المنتج في سعر مقبول، حيث إن أحد أبرز معوقات إنتاجه هو تدني قيمة بيع الغاز الطبيعي محليا، إذ يتم بيع غاز الايثان والميثان بأقل من دولارين (1.75 دولار تحديدا للايثان ونحو 1.25 دولار للميثان) لكل مليون وحدة حرارية بريطانية (Million Btu) والتي تعادل ألف قدم مكعبة من الغاز، في الوقت الذي قدرت فيها مجلة «ميد» بناء على تقديراتها الخاصة تكلفة إنتاج المليون وحدة من الغاز الصخري بنحو 15 دولارا في المناطق النائية والبعيدة وبين 8 إلى 10 دولارات لمليون وحدة في منطقة جنوب الغوار.



لماذا نستخرج الصخري؟



السؤال الطبيعي لماذا تلجأ المملكة إلى إنتاج الغاز الصخري المعروف أنه أعلى في التكلفة وهي تمتلك خامس أكبر احتياطي من الغاز التقليدي عالميا؟



الإجابة على هذا السؤال أن غالبية احتياطيات المملكة من النوع الذي يعرف باسم الغاز المصاحب، أي الذي يصاحب النفط في المكامن، ولهذا يحتاج استخراجه إلى استخراج النفط أولا. بينما حقول الصخري تنتج الغاز غير المصاحب أو ما يعرف بالغاز الحر، علما أن لدى المملكة حقول لا تحتوي سوى الغاز، مثل حقل العربية وحصبة وكران لكن كلها حقول بحرية في الخليج العربي.