ريم سلطان الغفيلي

صغائر يومك تصنع مستقبلك

السبت - 25 ديسمبر 2021

Sat - 25 Dec 2021

هل فكرت يوما بأن تعدل نظام نومك؟ أو بأن تلتزم بنظام غذائي صحي مثلا؟ لا شك بأنك مررت بهذه التجربة، لا سيما لذة شعورها عندما تنتظم بها.

هذا هو المقصد بصغائر يومك تصنع مستقبلك، بالواقع إن هذه التفاصيل الصغيرة في حياتك قد تؤثر بشكل كبير بمستقبلك.

فعندما يصلح المرء عادة معينة ولو كانت كالاستيقاظ مبكرا، فمفعولها لا يقتصر عليها فقط بل ستلاحظ اتباع العادات الإيجابية الأخرى لها (استيقاظ مبكر ثم تمارين رياضية ثم أكل صحي.. إلخ)!

ويصبح كروتين لك مما تتبين آثاره الثمينة مستقبلا، فالعادات الإيجابية تلحق بعضها ويجب على الإنسان أن يركز بتفاصيله اليومية وأن يفكر باللحظة الحالية كي يكسب نتائجها غدا ولا يقتصر على التفكير بالأمور المستقبلية السطحية ويعيش اللحظة بالاستمتاع بصغائر يومه، فالفكرة العامة للإنجاز دائما ما تكون بصورة عمل كبير ومجهد، بينما في الحقيقة الإنجاز يتكون من شكل هرمي فإن صلح أساسه صلحت قمته، وموضوعنا هذا مرتبط ارتباطا وثيقا بالسعادة أي أيضا أن السعادة ليست بالإنجازات الكبيرة غالبا، بالعكس تماما سعادتك قادرة بأن تكون بإنجازاتك البسيطة وسلوكياتك اليومية، كشرب قهوتك المفضلة صباحا، خروجك للعشاء مع العائلة أو حتى مشاهدة برنامجك المفضل، فالعبرة بالتفاصيل.

وبمعنى آخر للتفاصيل، فهي قادرة بمساعدتك جيدا لمهامك وإنجازاتك الكبيرة، فعندما تريد تعلم لغة جديدة فتخصيص جزء من يومك لها هو الأمثل، وذلك بأن تتعلم كل يوم لمدة ساعتين خلال عدة أشهر ستلاحظ تحسنا سريعا في اللغة. وكما هو الحال في الامتحانات، فإن اهتمامك بتقسيم أيامك وفقا لمنهجيتك الدراسية سيساعدك على تحصيل أعلى الدرجات والنتائج؛ فتبدأ بالدراسة شيئا فشيئا وفق التقسيم الذي أعددته إلى أن تصل ليوم الامتحان ووضعك في السليم، فهذا تعريف آخر لاهتمامك للتفاصيل التي تمهد لك الطريق بشكل أيسر.

ولو نلاحظ بشكل عام بأن جميع أمور حياتنا نواتها التفاصيل التي تكمن في البدايات، لو كانت خطوات بداياتك مدروسة بشكل جيد فستحظى بنتائجها في نهاية المطاف، كالتاجر في بداية تجارته يدخل هذا المجال ويبدأ من الصفر خلال تعلمه لأساسيات ومهارات وأسرار عالم التجارة الكبير، فتكون أولى خطواته مجالسة أصحاب الخبرة بهذا المجال مما يتعلم منهم يوما بعد يوم ويجرب ويخطئ ليتعلم من أخطائه، وينغمس في هذه الدوامة إلى أن يصل لمرحلة التمكين وإتقانه للتجارة التي صور هدفها بمخيلته، فلا أحد منا يولد على أساس علمي شامل لجميع أمور حياته، بل نبدأ من اللاشيء لنصل لمرحلة الرضا والإتقان بمعرفتنا بالتفاصيل اللازمة التي تساعدنا على خلق بداية وأساس جيدين.

في الختام نحاول نحن البشر عادة بتحسين أمور حياتنا بشكل متكرر فنلتزم تارة ونتكاسل تارة، فالبداية بالصغائر دائما هي الخيار الأمثل لتعديل الأمور الأكبر منها؛ فحاول أن تغير وتضيف لحياتك التفاصيل والعادات الحسنة، ستلاحظ أثرها فورا مما يجعلك شخصا راضيا في مستقبلك.

الأكثر قراءة

جميلة عادل فته

رجال الأمن.. رجال