الاحتراق النفسي
الخميس - 23 ديسمبر 2021
Thu - 23 Dec 2021
نعيش اليوم في عالم سمته السرعة، ونحتاج إلى مستويات عليا من المرونة والقدرة على التكيف والتوافق، ويعد الاحتراق أو الإنهاك النفسي عموما من أهم إفرازات عدم التوافق مع أنماط ومتطلبات الحياة الحديثة، ومن أهم أشكاله الاحتراق الوظيفي كحالة تصيب الموظف بفقدان الدافعية والرغبة في العمل، فينخفض أداؤه، وتقل إنتاجيته، كما وكيفا، ويتسلل إليه إحساس مستمر بالإرهاق الجسدي والذهني، وتبدأ المشاعر السلبية والإحباط بتطويقه، ويقوم بدوره بنشرها في محيطه، أو يعكسها للداخل على شكل آلام جسدية مختلفة غير معروفة السبب، كالصداع والأرق وفقدان الشهية، وتبدأ دائرة علاقاته الاجتماعية بالانكماش، وهو وارد في كثير من جوانب الحياة المهنية والعاطفية والاجتماعية وحتى العائلية.
للاحتراق النفسي بعدان هامان:
الأول يتعلق ببيئة العمل، فبيئة العمل الفوضوية التي لا تقدر الأداء، كفيلة بإسقاط منسوبيها في فجوة السلبية.
والثاني يتعلق بالفرد نفسه، فالسمات الفردية المختلفة تفرز ردود فعل مختلفة تجاه الضغط، فالبعض قد يجد في إضافة مهام له فرصة لإخراج قدراته وتطوير مهاراته، بينما آخر قدر يراها أدوات ضغط ومهددات.
والأفراد الذين لهم مثل عليا للنجاح مقابل مرونة أقل تجعلهم أكثر عرضة للاحتراق، كما أن من يقيمون نجاحهم من خلال أدائهم في اتجاه واحد مهني أو عاطفي أو اجتماعي، يجعلهم عرضة لخيبات أمل كبيرة مع أي إخفاق طبيعي ومتوقع، فحصر النجاح في مجال واحد مخاطرة نفسية كبيرة.
الاحتراق النفسي لا يأتي فجأة بل تظهر نيرانه بالتدريج، فالفرد يبدأ عمله بالكثير من التطلعات والحماس، وما أن تظهر متغيرات غير متوقعة حتى تبدأ الأحلام في التلاشي، والواقع يظهر بصورة مغايرة للمتوقع، وتبدأ الدوافع الداخلية في التساقط، فيصل إلى مرحلة الإحباط، ويبدأ القلق والتوتر في التسلل إليه، فيتبنى مواقف سلبية تجاه المنظومة ككل.
بعض المهن هي مهن ضاغطة بطبيعتها، كالطب والتعليم أو حتى عمل ربة المنزل، وهناك بعض الخطوات من شأنها تخفيف هذا الضغط، كمحاولة التركيز على هدف معين هام داخل المهمة الرئيسة، كأن تشعر بأنك تحدث تغييرا إيجابيا في حياة الآخرين، هذا من شأنه أن يرفع مستوى الدافعية للاستمرار في الأداء الإيجابي المثمر، كما يجب ألا يحصر الفرد حياته في مجال واحد، بل يقسمها إلى ثلاث مناطق على الأقل، لا يسمح فيها لمنطقة أن تستقطع من وقت ومساحة وأهمية أخرى، كما يجب استبعاد الأهداف الحالمة والخيالية، فيما يعد الاستقرار العاطفي ملجأ مهما حين نتعرض للضغوط، فكلما وجد الفرد مكانا يجد فيه من يتعاطف معه ويسمعه ويشاركه، عاد أقوى، والعودة من فترة لأخرى خطوة للخلف لتقييم أولوياته وأهدافه، وهل ما يقوم به يسهم في تحقيقها وينسجم معها أم لا؟
ختاما: تذكر دائما أن كلمة لا، هي مفتاح لكلمة نعم باتجاه مسؤوليات أخرى نرغب في إنجازها، وليست وسيلة للتهرب من مهامنا.
aziz33@
للاحتراق النفسي بعدان هامان:
الأول يتعلق ببيئة العمل، فبيئة العمل الفوضوية التي لا تقدر الأداء، كفيلة بإسقاط منسوبيها في فجوة السلبية.
والثاني يتعلق بالفرد نفسه، فالسمات الفردية المختلفة تفرز ردود فعل مختلفة تجاه الضغط، فالبعض قد يجد في إضافة مهام له فرصة لإخراج قدراته وتطوير مهاراته، بينما آخر قدر يراها أدوات ضغط ومهددات.
والأفراد الذين لهم مثل عليا للنجاح مقابل مرونة أقل تجعلهم أكثر عرضة للاحتراق، كما أن من يقيمون نجاحهم من خلال أدائهم في اتجاه واحد مهني أو عاطفي أو اجتماعي، يجعلهم عرضة لخيبات أمل كبيرة مع أي إخفاق طبيعي ومتوقع، فحصر النجاح في مجال واحد مخاطرة نفسية كبيرة.
الاحتراق النفسي لا يأتي فجأة بل تظهر نيرانه بالتدريج، فالفرد يبدأ عمله بالكثير من التطلعات والحماس، وما أن تظهر متغيرات غير متوقعة حتى تبدأ الأحلام في التلاشي، والواقع يظهر بصورة مغايرة للمتوقع، وتبدأ الدوافع الداخلية في التساقط، فيصل إلى مرحلة الإحباط، ويبدأ القلق والتوتر في التسلل إليه، فيتبنى مواقف سلبية تجاه المنظومة ككل.
بعض المهن هي مهن ضاغطة بطبيعتها، كالطب والتعليم أو حتى عمل ربة المنزل، وهناك بعض الخطوات من شأنها تخفيف هذا الضغط، كمحاولة التركيز على هدف معين هام داخل المهمة الرئيسة، كأن تشعر بأنك تحدث تغييرا إيجابيا في حياة الآخرين، هذا من شأنه أن يرفع مستوى الدافعية للاستمرار في الأداء الإيجابي المثمر، كما يجب ألا يحصر الفرد حياته في مجال واحد، بل يقسمها إلى ثلاث مناطق على الأقل، لا يسمح فيها لمنطقة أن تستقطع من وقت ومساحة وأهمية أخرى، كما يجب استبعاد الأهداف الحالمة والخيالية، فيما يعد الاستقرار العاطفي ملجأ مهما حين نتعرض للضغوط، فكلما وجد الفرد مكانا يجد فيه من يتعاطف معه ويسمعه ويشاركه، عاد أقوى، والعودة من فترة لأخرى خطوة للخلف لتقييم أولوياته وأهدافه، وهل ما يقوم به يسهم في تحقيقها وينسجم معها أم لا؟
ختاما: تذكر دائما أن كلمة لا، هي مفتاح لكلمة نعم باتجاه مسؤوليات أخرى نرغب في إنجازها، وليست وسيلة للتهرب من مهامنا.
aziz33@