حاسب نفسك لترتاح

الجمعة - 05 أغسطس 2016

Fri - 05 Aug 2016

كل إنسان يخطئ ويصيب، فنحن لسنا ملائكة، وأيضا لسنا بشياطين، ولكن علينا أن نواجه أنفسنا ونحاسبها بلطف بين حينٍ وآخر، فالهروب من المواجهة بتنزيهها من الخطأ يمنعنا من تصويب ذلك الخطأ، وبالتالي لا نطهر ذاتنا من براثن ما اقترفنا.



فكلما كان لدينا وعي بالذات، استطعنا التحكم في تصور المشكلة التي وقعنا بها وبحثنا من ثم عن طرق معالجتها وعدم تكرارها مجددا.

ولكن عندما لا نعترف بالخطأ ولا نقدر حجم المشكلة ولا نبحث عن حل لها، فإن ذلك سوف يؤدي حتما إلى عدم رؤية أشياء كثيرة عن أنفسنا ونتمادى في السلوكيات الخاطئة دون اكتراث.

إن فكرة نقد الذات سوف تؤسس عدم لوم الآخر عند وقوع الخطأ مع علمنا بأن الآخر مشترك في ولادة ذلك الحدث، فبلومنا نهدر فرص الإصلاح لأنه يمنحنا الإحساس بأننا خارج الحدث، طالما كبش الفداء موجود، وسوف تتسع المشكلة لأننا لن نستطيع إيجاد حلول ملائمة دون أن نعترف بنصيبنا في ولادة تلك المشكلة.

إن التربية النفسية السليمة هي القادرة على الاعتراف بالخطأ مع فتح ملف مراجعة النفس لمحاسبتها وتصحيح الأمور بإجراء ما يمكن إجراؤه ليتم التعديل والتصحيح والتغيير للأفضل.

فيقوم بالاعتذار وإصلاح المواقف وتحسين العلاقات وعمل الصواب للوصول للأفضل فهي كالتوبة تتوب إلى الله وتندم وتقلع عن الذنب شريطة ألا تعود إليه.

لذا علينا أن نبدأ بأنفسنا في حل الأزمات ونعي أن محاسبة النفس هي أول الطريق لبلوغ درجات الكمال. ولنرتفع ونرقى بإنسانيتنا التي كرمنا الله بها، ولنعمل جادين على تقويمها من حينٍ لآخر، وهذه المحاسبة تجعلنا أكثر قدرة على التسامح مع الآخرين وإيجاد العذر لهم وتبرير تصرفاتهم وقبولهم كما هم والتعايش معهم مع كل الاختلاف معهم، فالاختلاف ليس سببا للخلاف.

حينها سيكتشف الإنسان قيمته وجوهره باكتشاف القيم المخبأة داخل كل منّا.

نحتاج جميعا أن نقف قليلا لنعيد قراءة ما حدث لنا في الماضي لنعرف كيف سنتصرف الآن وغدا، وماذا ينبغي علينا تجاه القادم لنعيشه أفضل، وما هي الأشياء التي لا بد وأن نتخلص من حمولتها فهي تثقل كاهلنا بهموم تجعلنا محلك سر إن لم تسحبنا للخلف؟ تلك الحمولة التي توهن الروح والعقل والجسد.

فلنحاسب أنفسنا لنرتاح.