بعد منتصف الليل

الجمعة - 05 أغسطس 2016

Fri - 05 Aug 2016

في ظلمة الطريق وهدوء الكون والمنازل المغلقة بإحكام، خرجت حافية القدمين مع طفليها اللذين لم يتجاوزا الأربع سنوات، تمشي مسرعة محاولة الابتعاد عن المكان بقدر الإمكان!

المدينة هادئة وليس هناك سوى الشوارع تتجول بحثا عن الطعام وربما الدواء، خوفها على أطفالها أجبرها على الخروج في هذا الوقت المتأخر بعد أن أبرحت ضربا من زوجها المتعاطي، كانت دموعها حديثها المجهول ولكن جسدها تحدث بكل وضوح وبصوت مسموع! عادت إلى أهلها ترتجي الخلاص من هذه الحياة، فكان الجواب بمثابة توثيق القيد خوفا من كلام الناس.





في اليوم التالي أعادوها حيث العذاب، توسلت ولكن القلوب القاسية لا تستجيب، وبعد أسبوع من شكواها جاؤوا بخبر وفاتها بعد أن تلقت ضربة في رأسها، وانتهى السيناريو بمراسم العزاء.

(كلام الناس)، من هم لنخاف من حديثهم عنا، لنصمت عندما نرى الجرائم ترتكب بأبشع الطرق! لماذا نقرر عكس الصواب ونجعلهم محددين لمصير حياتنا ونبنيها على

ما يرونه هم؟

نرى الخطأ ونتركه يستمر! هل (كلام الناس) نقطة الضعف التي نخاف من مواجهتها أم الشيء الذي اعتدنا عليه منذ الصغر علينا تجنبه حتى وإن كنا محقين؟

ما هو مفهوم (كلام الناس)؟ هل هو المصير المحدد لكل ردة فعل أو تصرف؟

في الحقيقة، قادتنا تسعة أحرف ابتداء بالكاف وانتهاء بالسين إلى التأثير القوي في جميع قراراتنا في الحياة، واستجبنا لها دون إعادة النظر في «من هم هؤلاء الناس»؟ ولو فكرنا قليلا في التجاهل لعشنا بسلام.