عائشة العتيبي

دور الكاتب الناجح

الخميس - 16 ديسمبر 2021

Thu - 16 Dec 2021

دور كبير وجهد يحسب لكل كاتب جعل من رسالته منهجا صادقا وناصحا وهادفا، يعالج قضايا ومسائل كبيرة تهم مجتمعه ثم ذاته، دور الكاتب لا بد أن يشكر ويثنى عليه، وعندما يخطئ يبرر له، فهناك الكثير من الأمور تشفع له عند الأخطاء التي لا يعاقب عليها القانون، فهو شخص يسعى في تصحيح مسار، ويبذل مجهودا وقد لا يوفق به، ولكن يبقى دوره ملموسا كفرد من مجتمعه وعنصر مؤثر وطاقة يجب ألا تنتهي، فنهوض المحبطين قد يكون على يديه، وفشل المنتقدين قد يكون على قلمه، والسعي وراء الأحلام والأمنيات قد يسطرها بين أحرفه ويصنع من المستحيل أمرا ممكنا، ويمنح حياة أكثر فاعلية عند من اشتدت به الصعوبات والعقبات.

ربما الرسائل كثيرة والبعض منها ضعيفة بإيصالها وصياغتها وبنائها، والبعض الآخر منها قد تكون واضحة وسلسة ولكن تتعرقل بين فكر الكاتب والشخص القارئ أو المنتقد وهذا لا يعتبر خللا بالكاتب بالعكس هذا يعني اتساع نظر الكاتب لأمور أكبر وأعمق فكرا من الذي يقرأ النص، حين ترى الكتّاب يحاربون لأجل أن تكون أقلامهم بأمان سوف تعلم بأنهم كتّاب محبون للكتابة ولأقلامهم الساحرة، ويخشون إهدار قدراتهم ومهاراتهم أكثر من خوفهم على أنفسهم.

الكاتب قد يواجه انتقادات قوية وتيارات فكرية ضخمة تقلل من وضع الأفكار في أماكنها الصحيحة، ويصاب بتوجهات غير واضحة تحبط سلامة عمق شعوره وكلماته، وقد يواجه أعداء للنجاح ومحبطين، هم يحاربونه ويواجهونه بالإسقاط والتقليل فقد يؤثر على ما لديه من حس وإبداع، وقد يشعر بانتفاضة تجعله يركز على القادم وينسى تصحيح مساره الآن ويسمع أكثر مما يفكر فلابد أن يحدث اتزان بين التفكير والاستماع ويغلق أذنيه متى ما دعت الحاجة لذلك، ومتى ما كان قادرا على التعديل والتصحيح والعودة فهو كاتب ناجح.

الأخطاء يقع بها أي شخص ولكن الأفضل تصحيح ما يجب تصحيحه ومن الآن ولا ينتظر الغد حتى يبدأ في عملية التصحيح، دور الكاتب مهم وخصوصا الناجحين في مجالهم والقادرين على إعطاء الآخرين الكثير من القوة والتأمل وإيصالهم لطرق أكثر أمانا وثباتا؛ وأخبرهم أنه قادر على استشعار ما يشعرون به من شعور وفكر وواقعية، والإحساس بما يجول في خاطر القارئ من شعور ومنطق وشغف يجده في أحد سطوره فهي القيمة التي كتبت لأجل أن تخبرهم بأنك تشعر بهم ككاتب فأهمية تحديد هدفك ووسيلة الوصول إليه بإتقان تظل ركيزة تجذب أعدادا من القراء إليك، التركيز على القارئ مهم حين تنقل ما يشعر به، وتفي بما يود قوله وتستطيع التخفيف عن شعوره أو معالجة مشكلته وتضع حلولا قد تفيده.

‏الكاتب تارة يجمع بين صفة المنتقد، وتارة أخرى يصبح القارئ نفسه ‏خاصة في مسائل التي تهتم بمعالجة نصوصه ومفرداته وقيمة رسالته، وهل تعتبر محل اهتمام وقراءة أم لا تناسب ذلك، وكما يمكنه أن يضع النقاط على الأحرف حين يريد نجاح الآخرين ويستطيع إخفاء بعض الحقائق عند خوفه على الآخرين‏، دور الكاتب الناجح ‏ينظر إلى أبعد نقطة تقع بين مصلحة القارئ ومصلحة المجتمع، ويبحث عن مصلحة الجميع قبل مصلحة قلمه ومكانته، والكاتب هدفه الحقيقي نشر رأيه بصورة تناسب العقول ورسالته تهتم بأحداث تخص المجتمع على وجه العموم وتعالج وتقدم أفضل الحلول الممكنة إليهم.

3ny_dh @