دخيل سليمان المحمدي

التغافل والتغابي الإيجابي

الأربعاء - 15 ديسمبر 2021

Wed - 15 Dec 2021

مع كثرة برامج التواصل الاجتماعي وانتشارها زاد الاحتكاك بين الناس بشكل كبير، فالجميع سيواجه الكثير من الردود والانتقاد والزلات والنقاشات التي بعضها يحتوي على أساليب وكلمات جارحة وغير مؤدبة من سوء ظن ومن القيل والقال، وسوء الفهم، ورمي التهم جزافا والتي سيلعب على وترها الأعداء من البشر ويكبرونها ويصورونها على أنها تحقير وتعد وعدم احترام حتى نراها أمامنا بأنها مصيبة عظمى لتزداد نبضات القلب غضبا وننزل إلى مستوى هؤلاء للرد مناورة ومبارزة إيذانا ببداية المعركة التي ستنتهي إلى مالا يحمد عقباه.

التعليقات على مواضيع الصحافة الإخبارية والمقالات في مواقع الصحف لا يتم نشرها إلا بعد مراجعتها وإجازتها من إدارة الموقع لخلوها من الكلمات البذيئة والشخصنة والتشنج. فالآن للأسف مع برامج التواصل أصبح الفضاء مفتوحا فالجميع يستطيع الرد والنشر بلحظات.

فعلينا أن نعي ونعلم قبل نشر أي رسالة في حسابتنا أننا سنواجه المؤيد والمعارض لما سنطرحه وعلينا أيضا أن نستعد لما سنقرأه من ردود سلبية قد تثيرنا إذا لم نتخذ الأسلوب الناجع للحفاظ على حالتنا المزاجية، حيث نتحلى بأسلوب التغافل والذي أعتبره ذكاء اجتماعيا في بعض المواطن والحالات؛ فهو درس في الفلسفة فرضته حياتنا كوسيلة للهروب من الجدل العقيم الذي امتلأت به معظم مساحاتنا ومجالسنا وحساباتنا؛ فالحياة مع أصحاب الجدال والنقاشات العقيمة تلزمك بأخذ جرعات أولى وثانية وثالثة لتحمي نفسك جيدا من الإصابة بداء فايروس النقاشات العقيمة.

فهناك الكثير من الردود التي أعتبر أن التجاهل هو خير وسيلة تجاهها ترفعا عن السقوط في وحل عقل المرسل.

إن التعامل مع الناس كثيرا ما يحتاج إلى أسلوب التغافل الجميل الذي يقوم على التمييز، فيتجاهل الإنسان بعض الكلمات الخاطئة التي ربما انطلقت عفوا ويتغافل عن السفهاء.

فالتغافل أو التغابي ذكاء إذا أستخدم لأهداف إيجابية.

ولقد قيل الكثير في فن مهارة التغافل أو التغاضي أو التغابي أقوالا عظيمة وعبارات خالدة.. فقد قال الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله-: «تسعة أعشار حسن الخلق في التغافل».. وقال الإمام الحسن البصري -رحمه الله-: «مازال التغافل في الكرام»، ويقول الشاعر الأمير عبدالرحمن بن مساعد:

«التَّغابي فن من أذكى الفنون

والتَّذاكي مْن الغبي ما يُحْتَذى».

الأكثر قراءة

جميلة عادل فته

رجال الأمن.. رجال