تصريحات عنترية تورط حزب الشيطان
مراقبون: أمراض قادة الميليشيات لا علاج لها وتكشف عن انفصام يعيشه لبنان
مراقبون: أمراض قادة الميليشيات لا علاج لها وتكشف عن انفصام يعيشه لبنان
الثلاثاء - 14 ديسمبر 2021
Tue - 14 Dec 2021
ورطت التصريحات العنترية حزب الشيطان اللبناني المسمى بـ(حزب الله)، وتسببت في موجة غضب كبيرة بعدما وضعت المزيد من العراقيل في طريق تحسين العلاقات مع دول الخليج ، رغم المساعي الدولية التي تجري في هذا الاتجاه.
ويجمع عدد من المحللين أن الأمراض التي يعاني منها قادة الميليشيات الإرهابية لا علاج لها، وأنها ستقود البلد العربي المختطف إلى مزيد من الانهيار الاقتصادي والاجتماعي، وتزيد من العزلة التي يعيشها.
وأكد الوزير اللبناني السابق أشرف ريفي، أن حزب الله يأخذ لبنان إلى مزيد من الانهيار، بالإساءة للدول العربية، والتي كان آخرها الإساءة للبحرين، وقال «لبنان المعطل والمخطوف، يريده نعيم قاسم على صورة المشروع الإيراني الإجرامي الفاشل، فأي استكبار أن يقبض فصيل مسلح مجرم عميل على بلد تعددي، ويقوده إلى الجحيم؟».
وقاحة نعيم
ووصف ريفي التصريحات الأخيرة التي خرجت عن بعض قادة حزب الله وعلى رأسهم نعيم قاسم نائب الأمين العام للحزب بـ(الوقاحة)، ووجه حديثه لقاسم قائلا «لا أحد قادر على تغيير هوية وطننا، نحن مسلمون ومسيحيون مكونات أساسية في هذا الوطن، أن تدعونا للرحيل إذا لم نوافق على مشروعك الذي حول لبنان إلى الإرهاب والإجرام وتجارة السموم، فهذه قمة الوقاحة»، وتابع «إن تعودوا الى لبنانيتكم فأهلا وسهلا، وأن تبقوا عملاء للنظام الإيراني فإلى الجحيم أنتم وأسيادكم».
وبالتواكب مع التصريحات العنترية، عمدت مجموعات من ميليشيات الحزب الشيطاني اللبناني وحركة النجباء العراقية إلى الاستيلاء على منازل مهجرين من مدينة داريا السورية، وتحويلها إلى مقرات عسكرية، وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، «إن المنازل المصادرة تقع قرب مقرات ومواقع تمركزت فيها الميليشيات وحركة النجباء سابقا، قرب طريق المعامل المؤدية إلى المدينة من جهة أوتستراد درعا دمشق، وفي محيط مقام السيدة سكينة.
انهيار الدولة
وقال المحلل والإعلامي اللبناني نديم قطيش: «الخلاف مع ميليشيات حزب الله، بات حول السوية الذهنية للحزب ولمسؤوليه، وللخطاب الذي يصدر عن هذه الذهنية، والمدى الخطير الذي يفصل بينه وبين الواقع، صحيح أن الحزب بات الأكثر تحشيدا، وقد يتبادر للبعض أنه أقدرها على مستوى تقديم خطاب ورؤية سياسية، إلا أن الواقع يفيد بأن هذا الحزب يقيم في عالم كامل من السحر الذي يشيّده حول نفسه ومحازبيه.. أو الأدق أنه بات يقيم في هذا العالم منذ أن بدأ يتعاظم انهيار الدولة التي آوته وانتحلت كل صفات التسوية معه ورعت، لأسباب كثيرة ومعقدة، وصوله إلى ما وصل إليه من استفحال».
ويضيف «تصريحان استوقفاني مؤخرا، ينحدران من عوالم السحر هذه التي تشيدها ميليشيات «حزب الله» بدأب غير مسبوق، فقد اعتبر رئيس المجلس التنفيذي للميليشيات، هاشم صفي الدين، «نعيش اليوم نعيم الانتصارات ولا نعيش الذل والضعف أبدا؛ لذا نحن مستمرون في طريق المقاومة القوية والحاضرة لمواجهة العدو ولن نتراجع، بل نزداد قوة».
الذهاب لجهنم
ويسخر قطيش من تصريحات أحد قيادات حزب الشيطان، فيقول «لنترك جانبا مفارقة أن الرجل يتحدث عن مقاومة قوية وقادرة في الوقت الذي تستفحل فيه الضربات الإسرائيلية المعلنة لإيران وحزب الله في كل من سوريا وإيران نفسها، الأفدح، أنه يتحدث بكامل الأريحية عن «النعيم» في وصف أوضاع البلاد نفسها التي قال رئيس الجمهورية عن أن جهنم هي وجهة أهلها وناسها وشعبها حين سألته صحفية «إلى أين ستذهب الأوضاع؟».
ويضيف «مثل هذا التصريح لا ينم عن اختلافات سياسية مقبولة في أي بقعة من العالم حول كيفيات الخروج من الجحيم أو الطريق الأسلم للوصول إلى النعيم.. فهذه الاختلافات السياسية بين يمين ويسار وليبرالي وقومي وغيرها، شرطها الاتفاق الموضوعي على توصيف الواقع ثم بناء سياسات متباينة بشأنه وبشأن كيفية التعامل معه.. أما ما نحن إزاءه فهو انشطار عقلي وذهني وتصوري حول توصيف الواقع نفسه».
ويتساءل «أي نعيم يتحدث عنه صفي الدين في بلاد صنفت أزمتها الاقتصادية بأنها الأسوأ في العالم منذ مائة وخمسين عاما، وفقدت عملتها الوطنية أكثر من 90 % من قيمتها وتبخرت مدخرات المودعين في مصارفها، في حين ارتفعت أسعار مواد أساسية فيها بأكثر من 700 %، وبات أكثر من نصف سكانها تحت خط الفقر؟ إذا كان هذا نعيماً... فما معايير الجحيم إذا؟
انفصام خطير
ويرى المحلل اللبناني أن خطورة تصريحات مسؤول ميليشيات حزب الله أنها مرفوضة حتى بمعايير النفاق السياسي؛ لأنها تعبر عن انفصام خطير في النظر إلى البديهيات التي يستشعرها حتى من هم في صف موالاة حزب صفي الدين وجماعته.
ويؤكد أن التصريح الآخر الذي استفزه، جاء على لسان نائب الأمين العام لميليشيات حزب الله نعيم قاسم، الذي ذهب في الانفصام إلى حد الحلول في شخصية أخرى تناقضه تماما حين يقول مخاطبا خصومه السياسيين «أنتم لا تشبهون لبنان.. نحن الذين نشبهه.. لأن من يرتبط بوطن يجب أن يرتبط به سيدا حرا مستقلا».
ويرى أن هذا المنطق لا يكف عن إلغاء خصومه، بل يعمل بشكل ممنهج على مصادرة خطابهم السياسي ومفرداتهم وعناوينهم.. عبارة «سيد حر مستقل»، وبهذا الترتيب لا غيره، هي من العبارات المركزية في خطاب خصوم حزب الله، الذين كانوا قبل ذلك خصوما لسوريا إبان وصايتها على لبنان».
ويؤكد أن هذه العبارة ترتقي إلى عنوان البرنامج السياسي الذي يختصر كامل ما عبروا عنه وانتموا إليه منذ بيان المطارنة الموارنة في سبتمبر 2002، حيث إن «مفهوم في السياسة أن يضع نعيم قاسم المقاومة في صدارة الأولويات بدلا عن الاقتصاد مثلا، أو الحجاب بدلا عن الاستثمار السياحي أو أي عنوان آخر.. ما ليس مفهوما أن يسطو بالكامل على خطاب خصومه وينتحل صفتهم، ليصير إلغاؤهم إلغاء مزدوجا».
استفزاز وإساءة
ويشير قطيش إلى الاستفزاز الكبير للحزب لدول الخليج في توقيت مثير للدهشة، يقول «في ذروة أزمة لبنان مع دول الخليج، وفي غمرة المداولات الجارية بقيادة فرنسا لترتيب وتطريب العلاقات بين بيروت وعواصم خليجية، تستفيق العاصمة اللبنانية على استضافة ميليشيات «حزب الله» مؤتمرا صحفيا لشخصيات تصنفها المنامة أنها «عناصر ترعى وتدعم الإرهاب وتعمل على بث وترويج مزاعم وادعاءات مسيئة ومغرضة ضد مملكة البحرين».
ويضيف «لعله في عقل صفي الدين وقاسم، أن في مثل هذه المؤتمرات ما يعزز نعيم لبنان وما يحصن حريته وسيادته واستقلاله، تماما كما أن انفجار مخزن للأسلحة قبل أيام في مخيم البرج الشمالي للاجئين الفلسطينيين جنوب لبنان، وفي منطقة عمل القرار الأممي 1701، هو مصداق على قوة الدولة ومناعة مصالح اللبنانيين ومؤشر من مؤشرات النعيم والحرية والسيادة والاستقلال».
ويشدد على تزامن هذه الأحداث مع خطابات مسؤولي حزب الله، والتناقض السافر بين الاثنين «الأحداث والخطاب» الذي يرتقي بالأزمة إلى حدود أمراض المستعصية.
ويجمع عدد من المحللين أن الأمراض التي يعاني منها قادة الميليشيات الإرهابية لا علاج لها، وأنها ستقود البلد العربي المختطف إلى مزيد من الانهيار الاقتصادي والاجتماعي، وتزيد من العزلة التي يعيشها.
وأكد الوزير اللبناني السابق أشرف ريفي، أن حزب الله يأخذ لبنان إلى مزيد من الانهيار، بالإساءة للدول العربية، والتي كان آخرها الإساءة للبحرين، وقال «لبنان المعطل والمخطوف، يريده نعيم قاسم على صورة المشروع الإيراني الإجرامي الفاشل، فأي استكبار أن يقبض فصيل مسلح مجرم عميل على بلد تعددي، ويقوده إلى الجحيم؟».
وقاحة نعيم
ووصف ريفي التصريحات الأخيرة التي خرجت عن بعض قادة حزب الله وعلى رأسهم نعيم قاسم نائب الأمين العام للحزب بـ(الوقاحة)، ووجه حديثه لقاسم قائلا «لا أحد قادر على تغيير هوية وطننا، نحن مسلمون ومسيحيون مكونات أساسية في هذا الوطن، أن تدعونا للرحيل إذا لم نوافق على مشروعك الذي حول لبنان إلى الإرهاب والإجرام وتجارة السموم، فهذه قمة الوقاحة»، وتابع «إن تعودوا الى لبنانيتكم فأهلا وسهلا، وأن تبقوا عملاء للنظام الإيراني فإلى الجحيم أنتم وأسيادكم».
وبالتواكب مع التصريحات العنترية، عمدت مجموعات من ميليشيات الحزب الشيطاني اللبناني وحركة النجباء العراقية إلى الاستيلاء على منازل مهجرين من مدينة داريا السورية، وتحويلها إلى مقرات عسكرية، وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، «إن المنازل المصادرة تقع قرب مقرات ومواقع تمركزت فيها الميليشيات وحركة النجباء سابقا، قرب طريق المعامل المؤدية إلى المدينة من جهة أوتستراد درعا دمشق، وفي محيط مقام السيدة سكينة.
انهيار الدولة
وقال المحلل والإعلامي اللبناني نديم قطيش: «الخلاف مع ميليشيات حزب الله، بات حول السوية الذهنية للحزب ولمسؤوليه، وللخطاب الذي يصدر عن هذه الذهنية، والمدى الخطير الذي يفصل بينه وبين الواقع، صحيح أن الحزب بات الأكثر تحشيدا، وقد يتبادر للبعض أنه أقدرها على مستوى تقديم خطاب ورؤية سياسية، إلا أن الواقع يفيد بأن هذا الحزب يقيم في عالم كامل من السحر الذي يشيّده حول نفسه ومحازبيه.. أو الأدق أنه بات يقيم في هذا العالم منذ أن بدأ يتعاظم انهيار الدولة التي آوته وانتحلت كل صفات التسوية معه ورعت، لأسباب كثيرة ومعقدة، وصوله إلى ما وصل إليه من استفحال».
ويضيف «تصريحان استوقفاني مؤخرا، ينحدران من عوالم السحر هذه التي تشيدها ميليشيات «حزب الله» بدأب غير مسبوق، فقد اعتبر رئيس المجلس التنفيذي للميليشيات، هاشم صفي الدين، «نعيش اليوم نعيم الانتصارات ولا نعيش الذل والضعف أبدا؛ لذا نحن مستمرون في طريق المقاومة القوية والحاضرة لمواجهة العدو ولن نتراجع، بل نزداد قوة».
الذهاب لجهنم
ويسخر قطيش من تصريحات أحد قيادات حزب الشيطان، فيقول «لنترك جانبا مفارقة أن الرجل يتحدث عن مقاومة قوية وقادرة في الوقت الذي تستفحل فيه الضربات الإسرائيلية المعلنة لإيران وحزب الله في كل من سوريا وإيران نفسها، الأفدح، أنه يتحدث بكامل الأريحية عن «النعيم» في وصف أوضاع البلاد نفسها التي قال رئيس الجمهورية عن أن جهنم هي وجهة أهلها وناسها وشعبها حين سألته صحفية «إلى أين ستذهب الأوضاع؟».
ويضيف «مثل هذا التصريح لا ينم عن اختلافات سياسية مقبولة في أي بقعة من العالم حول كيفيات الخروج من الجحيم أو الطريق الأسلم للوصول إلى النعيم.. فهذه الاختلافات السياسية بين يمين ويسار وليبرالي وقومي وغيرها، شرطها الاتفاق الموضوعي على توصيف الواقع ثم بناء سياسات متباينة بشأنه وبشأن كيفية التعامل معه.. أما ما نحن إزاءه فهو انشطار عقلي وذهني وتصوري حول توصيف الواقع نفسه».
ويتساءل «أي نعيم يتحدث عنه صفي الدين في بلاد صنفت أزمتها الاقتصادية بأنها الأسوأ في العالم منذ مائة وخمسين عاما، وفقدت عملتها الوطنية أكثر من 90 % من قيمتها وتبخرت مدخرات المودعين في مصارفها، في حين ارتفعت أسعار مواد أساسية فيها بأكثر من 700 %، وبات أكثر من نصف سكانها تحت خط الفقر؟ إذا كان هذا نعيماً... فما معايير الجحيم إذا؟
انفصام خطير
ويرى المحلل اللبناني أن خطورة تصريحات مسؤول ميليشيات حزب الله أنها مرفوضة حتى بمعايير النفاق السياسي؛ لأنها تعبر عن انفصام خطير في النظر إلى البديهيات التي يستشعرها حتى من هم في صف موالاة حزب صفي الدين وجماعته.
ويؤكد أن التصريح الآخر الذي استفزه، جاء على لسان نائب الأمين العام لميليشيات حزب الله نعيم قاسم، الذي ذهب في الانفصام إلى حد الحلول في شخصية أخرى تناقضه تماما حين يقول مخاطبا خصومه السياسيين «أنتم لا تشبهون لبنان.. نحن الذين نشبهه.. لأن من يرتبط بوطن يجب أن يرتبط به سيدا حرا مستقلا».
ويرى أن هذا المنطق لا يكف عن إلغاء خصومه، بل يعمل بشكل ممنهج على مصادرة خطابهم السياسي ومفرداتهم وعناوينهم.. عبارة «سيد حر مستقل»، وبهذا الترتيب لا غيره، هي من العبارات المركزية في خطاب خصوم حزب الله، الذين كانوا قبل ذلك خصوما لسوريا إبان وصايتها على لبنان».
ويؤكد أن هذه العبارة ترتقي إلى عنوان البرنامج السياسي الذي يختصر كامل ما عبروا عنه وانتموا إليه منذ بيان المطارنة الموارنة في سبتمبر 2002، حيث إن «مفهوم في السياسة أن يضع نعيم قاسم المقاومة في صدارة الأولويات بدلا عن الاقتصاد مثلا، أو الحجاب بدلا عن الاستثمار السياحي أو أي عنوان آخر.. ما ليس مفهوما أن يسطو بالكامل على خطاب خصومه وينتحل صفتهم، ليصير إلغاؤهم إلغاء مزدوجا».
استفزاز وإساءة
ويشير قطيش إلى الاستفزاز الكبير للحزب لدول الخليج في توقيت مثير للدهشة، يقول «في ذروة أزمة لبنان مع دول الخليج، وفي غمرة المداولات الجارية بقيادة فرنسا لترتيب وتطريب العلاقات بين بيروت وعواصم خليجية، تستفيق العاصمة اللبنانية على استضافة ميليشيات «حزب الله» مؤتمرا صحفيا لشخصيات تصنفها المنامة أنها «عناصر ترعى وتدعم الإرهاب وتعمل على بث وترويج مزاعم وادعاءات مسيئة ومغرضة ضد مملكة البحرين».
ويضيف «لعله في عقل صفي الدين وقاسم، أن في مثل هذه المؤتمرات ما يعزز نعيم لبنان وما يحصن حريته وسيادته واستقلاله، تماما كما أن انفجار مخزن للأسلحة قبل أيام في مخيم البرج الشمالي للاجئين الفلسطينيين جنوب لبنان، وفي منطقة عمل القرار الأممي 1701، هو مصداق على قوة الدولة ومناعة مصالح اللبنانيين ومؤشر من مؤشرات النعيم والحرية والسيادة والاستقلال».
ويشدد على تزامن هذه الأحداث مع خطابات مسؤولي حزب الله، والتناقض السافر بين الاثنين «الأحداث والخطاب» الذي يرتقي بالأزمة إلى حدود أمراض المستعصية.