فرحان الذعذاع

بيت العمر دعوة للتوازن

الاثنين - 13 ديسمبر 2021

Mon - 13 Dec 2021

كيف تختار بيت العمر بأقل التكاليف؟ معلومات مهمة لبناء بيت العمر، برنامج بيت العمر، الفرصة معنا للحصول على بيت العمر، وإلى آخره من هذه المصطلحات التي تدغدغ أسماع كل من يرغب الاستقرار في بيت ملك وخصوصا الشباب والشابات منهم.

لم أقف على من اخترع مسمى (بيت العمر) والذي مع كثرة تداوله بين المهتمين بالسكن أصبح حقيقة ثابتة.. إنه إنجاز الحياة الذي لا يدانيه إنجاز.

لم نسمع بشهادة العمر، أو وظيفة العمر، ولا فن العمر، أو رياضة العمر، أو شركة أو مؤسسة العمر، ولا سيارة أو طيارة العمر الخاصة، ولا جار العمر ولا أي اسم أو صفة أضيفت للعمر عدا (البيت) الذي تبدأ معاناة العمر للبعض بعد اقتنائه.

لا شك أن المسكن الواسع من سعادة الدنيا كما ورد في الحديث (من سعادة المرء: الجار الصالح والمركب الهنيء والمسكن الواسع)، ولا شك أيضا محاسبيا أن الأصول دائما هي الملاذ الآمن وخصوصا الأصول العقارية التي ولله الحمد في نماء مستمر وعوائد مجزية ولو مرضت في أحيان فإنها تتعافى سريعا وتعوض أضعاف مضاعفة فترات المرض خصوصا في هذه الدولة المباركة، ولو تتبعت كل أحوال الناس الميسورين تجد لهم في العقار علاقة مباشرة أو غير مباشرة.

أما كلامي في هذا المقال فأوجهه لفئة طرقت مسامعها عبارة (بيت العمر) فدخلت في مغامرة غير محسوبة العواقب بسبب هذا (المسمى) كنا نسمع من جيل كبار السن مقولة عفوية (أول بيت بعه والثاني أجره والثالث اسكنه) هذا الجيل لم يعرف بيت العمر وإنما عرف التجارة أولا بالبيع ثم الاستثمار في الأصول تأجيرا وأخيرا الاستقرار في بيت العمر.

ما يحدث اليوم من جيل مغامر لا يحسب إلا لساعته التي فيها أدى إلى نشوء إشكاليات بدأ يعاني منها من التأثر بمقولة (بيت العمر)، حيث وصل الاستقطاع لدى البعض إلى 75% من الراتب بسبب بيت العمر!، ثم بدأت تتأثر أسرته معيشيا بسبب هذه المغامرة التي لم يحسب آثارها وتأثيرها وقد يتطور الأمر إلى مشاكل أسرية بسبب حاجة الأسرة والأولاد إلى احتياجات كانت يوما ما من الكماليات فأصبحت اليوم لدى كل الأسرة من الضروريات؛ فجوال العمر ونت العمر ومقهى العمر وتسوق العمر من المتاجر الالكترونية. أصبحت ضروريات تزاحم بيت العمر الذي بدأت تتقلص أهميته بسبب هذه المزاحمات، ليس شرطا أخي الشاب أن تبدأ بإرهاق نفسك وأسرتك الصغيرة باستقطاعات كبيرة تتجاوز نصف الراتب لأجل هدف يسمى (بيت العمر)، فهذا الهدف قد يكون أزمة حقيقة لك مرحليا. وزارة الإسكان مشكورة قدمت لك الحلول وفتحت لك الأبواب لكن الإشكالية أن البعض ترسخ في عقله الباطن أن هذه المشاريع لا تحقق طموحه في (بيت العمر)، لا بأس. ما المانع من الاكتفاء ببيت مملوك لك من وزارة الإسكان أو شقة من مطور عقاري بحدود إمكانياتك المادية دون أن تعتبره بيت العمر.

هذا البيت (غير المرهق ماليا) يكون مرحلة انتقالية لأسرة صغيرة حتى تصل مع الزمن لبيت العمر ثم يتحول إلى أصل استثماري إيجارا أو بيعا دون أن يثقل رب الأسرة نفسه باستقطاعات تؤثر على جودة حياة الأسرة تعليما ومعيشة.

وخلاصة النصيحة لمن يرغب بشراء بيت يأويه وأسرته ألا ينظر أنه بيت العمر وأن لا يسمع نصيحة من يحثه على التأني أو الاستعجال في الشراء.. نعم إن كان هذا البيت للسكن فلا تستشير إلا مصروفاتك الأساسية! إن كانت تتحمل ما تضيفه لها من شراء (بيت العمر) فلا تتردد بالشراء ولن يهمك حينها إن ارتفع السعر أو انخفض.

_shaas_@