قرن جديد وسعودية غير
السبت - 11 ديسمبر 2021
Sat - 11 Dec 2021
لا يختلف اثنان في أن جميع الفعاليات الدولية المقامة حاليا في المملكة العربية السعودية ستصب في تغيير الصورة النمطية عن وطننا، وهو أمر حرص عليه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -يحفظه الله- منذ توليه زمام الأمر برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله-، إذ لم نعهد نحن أولا، والعالم من بعدنا، ظهور مسؤول رفيع المستوى دون «مشلحه» الرسمي حال ممارسته لمهامه الوظيفية، بل لم نشهد من قبل رؤيته حاسر الرأس وهو على مكتبه وحال لقاءاته المتلفزة وبالوزراء المعنيين.
والأمر يتعدى الظهور في المناسبات الوطنية التي صار عديد من المسؤولين متخففي القيود فيها، وحاضرين بزيهم الوطني البسيط، أسوة بسمو ولي العهد، الذي يؤكد ذلك بسلوكه ومظهره دائما؛ ومن يشاهده مؤخرا وهو يفتتح سباق الفورميلا العالمي سيدرك معنى ما أقوله ودلالته، فكان حاضرا دون حاشية كبيرة تحيط به من مختلف جوانبه، يمشي بهدوء بين أهله وإخوانه، يسلم على هذا، ويبتسم لذاك، ويلوح لآخر، ويلتفت لمن ناداه بابتسامته العريضة، وتماهى مع كل من حوله، فصاحوا باسمه بحب من كل مكان، ووجدوا منه تحية امتنان وشكر، وحبا بحب.
هذه الصورة لم يعهدها جيلي من قبل، على أننا أيضا كنا محبين بصدق لمن سبق، لكن سمت حياتنا كان مختلفا عن واقع العصر الذي نعيشه، فالشباب اليوم هم الكثرة الكاثرة، وروح القرن الجديد باتت مؤثرة بسمتها المتسارع، وصورتها التي أصبحت قريبة من كل أحد عبر وسائط التواصل المجتمعي، وهو ما يدركه الأمير الشاب، ووجد نفسه منتميا إليه ظاهرا وباطنا، مما يجعلنا نقبل بسرور كجيل متقدم قليلا بما نعيشه من وقع جديد علينا.
في الحدثين العالميين القائمين حاليا بمدينة جدة وهما سباق الفورميلا العالمي ومهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، يمكن القول بأننا قد نجحنا فعلا في تأكيد تغيير الصورة النمطية عنا كشعب ودولة، فسلوك ولي العهد البسيط قد أبان عن وجه جديد لسمت المسؤول، وسلوك الناس شبابا وشابات، أفرادا وجماعات، ممن تحرروا من كل القيود التي كانت مفروضة عليهم بوصاية ثقيلة ودون وجه حق، قد عكسوا وجه السعودية الجديد في القرن21م، وأؤمن بأن الحدثين العالميين قد اختزلا كثيرا من الوقت لتغيير الصورة النمطية عن وطننا في ذهن الشارع الكوني.
على أني وكفرد من هذا المجتمع التنويري كنت أطمح لبلوغ ذلك منذ فترة طويلة، ورجعت بذاكرتي إلى بداية الألفية الجديدة وتحديدا في عام 2001م حين كتبت مقالا في الزميلة جريدة «المدينة» أطالب فيه المتشددين في مجتمعنا بالتخفيف من تشددهم في عدد من المسائل المختلف حولها، وكنت أتحدث في حينه عن جواز لبس عباية الكتف في مقابل فرضهم للبس عباية الرأس التي تمثل الزي الديني للمرأة من وجهة نظرهم، ومن تتجاوز ذلك تكن قد دخلت في جوقة الفاسقات، ويكون زوجها أو أبوها ديوثا وما شابه ذلك من ألفاظ كبيرة كانت تُلقى دون تردد للأسف، في حينه أبديت رأيي بأن عباية الكتف شرعية من حيث طبيعة أدائها، ودللت على ذلك من فتوى اللجنة الدائمة للإفتاء من بعد تعرضي لهجمة شرسة في وقته من أولئك المتشددين، وانتهى الأمر بعدم قبولهم للرأي العلمي الذي استندت إليه، فالأمر بالنسبة لهم كان وفق مدلول المثل الشهير «عنزة ولو طارت».
وواقع الحال فلم يكن الأمر محصورا على ذلك وحسب، بل كان متعديا لكثير من سمات المجتمع المتغيرة التي ربطها أولئك برأيهم الديني الضيق كقيادة المرأة للسيارة مثلا، التي رفضوها رفضا باتا، وعبثا حاولت وغيري مناقشة الأمر معهم، ثم لما جاء القرار السياسي التنويري الحاسم، وتحدث الأمير الشاب بحسم ورؤية معاصرة، تم الأمر، ورجع الناس إلى حياتهم الطبيعية التي افتقدوها من قبل أربعين سنة كما قال الأمير محمد بن سلمان -يحفظه الله-.
على أن أربعين سنة من عمرنا قد ذهبت هدرا، وعكست صورة قاتمة لسنا عليها واقعا، وكنا نحتاج إلى سنين طويلة لتغيير الصورة النمطية التي ارتسمت لنا، لكن يظهر أن الأمير الشاب قد اختزل الوقت بشكل ماهر، وتم تغيير الصورة النمطية في فترة وجيزة، وحتما فذلك بجهود وزارة الثقافة والهيئة العامة للترفيه اللتين استفرغتا الوسع في إقامة أنشطة وفعاليات عالمية متميزة، استثارت بصمت شكوى عديد من أولئك المتشددين، وليتهم يستمتعون معنا بالرحلة، فالحياة جميلة، وباتت متاحة للجميع، وأقول لهم ما قاله إيليا أبوماضي في قصيدته المتفردة:
أيها الشاكي وما بك داء
كن جميلا ترى الوجود جميلا
والذي نفسه بغير جمال
لا يرى في الوجود شيئا جميلا.
zash113@
والأمر يتعدى الظهور في المناسبات الوطنية التي صار عديد من المسؤولين متخففي القيود فيها، وحاضرين بزيهم الوطني البسيط، أسوة بسمو ولي العهد، الذي يؤكد ذلك بسلوكه ومظهره دائما؛ ومن يشاهده مؤخرا وهو يفتتح سباق الفورميلا العالمي سيدرك معنى ما أقوله ودلالته، فكان حاضرا دون حاشية كبيرة تحيط به من مختلف جوانبه، يمشي بهدوء بين أهله وإخوانه، يسلم على هذا، ويبتسم لذاك، ويلوح لآخر، ويلتفت لمن ناداه بابتسامته العريضة، وتماهى مع كل من حوله، فصاحوا باسمه بحب من كل مكان، ووجدوا منه تحية امتنان وشكر، وحبا بحب.
هذه الصورة لم يعهدها جيلي من قبل، على أننا أيضا كنا محبين بصدق لمن سبق، لكن سمت حياتنا كان مختلفا عن واقع العصر الذي نعيشه، فالشباب اليوم هم الكثرة الكاثرة، وروح القرن الجديد باتت مؤثرة بسمتها المتسارع، وصورتها التي أصبحت قريبة من كل أحد عبر وسائط التواصل المجتمعي، وهو ما يدركه الأمير الشاب، ووجد نفسه منتميا إليه ظاهرا وباطنا، مما يجعلنا نقبل بسرور كجيل متقدم قليلا بما نعيشه من وقع جديد علينا.
في الحدثين العالميين القائمين حاليا بمدينة جدة وهما سباق الفورميلا العالمي ومهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، يمكن القول بأننا قد نجحنا فعلا في تأكيد تغيير الصورة النمطية عنا كشعب ودولة، فسلوك ولي العهد البسيط قد أبان عن وجه جديد لسمت المسؤول، وسلوك الناس شبابا وشابات، أفرادا وجماعات، ممن تحرروا من كل القيود التي كانت مفروضة عليهم بوصاية ثقيلة ودون وجه حق، قد عكسوا وجه السعودية الجديد في القرن21م، وأؤمن بأن الحدثين العالميين قد اختزلا كثيرا من الوقت لتغيير الصورة النمطية عن وطننا في ذهن الشارع الكوني.
على أني وكفرد من هذا المجتمع التنويري كنت أطمح لبلوغ ذلك منذ فترة طويلة، ورجعت بذاكرتي إلى بداية الألفية الجديدة وتحديدا في عام 2001م حين كتبت مقالا في الزميلة جريدة «المدينة» أطالب فيه المتشددين في مجتمعنا بالتخفيف من تشددهم في عدد من المسائل المختلف حولها، وكنت أتحدث في حينه عن جواز لبس عباية الكتف في مقابل فرضهم للبس عباية الرأس التي تمثل الزي الديني للمرأة من وجهة نظرهم، ومن تتجاوز ذلك تكن قد دخلت في جوقة الفاسقات، ويكون زوجها أو أبوها ديوثا وما شابه ذلك من ألفاظ كبيرة كانت تُلقى دون تردد للأسف، في حينه أبديت رأيي بأن عباية الكتف شرعية من حيث طبيعة أدائها، ودللت على ذلك من فتوى اللجنة الدائمة للإفتاء من بعد تعرضي لهجمة شرسة في وقته من أولئك المتشددين، وانتهى الأمر بعدم قبولهم للرأي العلمي الذي استندت إليه، فالأمر بالنسبة لهم كان وفق مدلول المثل الشهير «عنزة ولو طارت».
وواقع الحال فلم يكن الأمر محصورا على ذلك وحسب، بل كان متعديا لكثير من سمات المجتمع المتغيرة التي ربطها أولئك برأيهم الديني الضيق كقيادة المرأة للسيارة مثلا، التي رفضوها رفضا باتا، وعبثا حاولت وغيري مناقشة الأمر معهم، ثم لما جاء القرار السياسي التنويري الحاسم، وتحدث الأمير الشاب بحسم ورؤية معاصرة، تم الأمر، ورجع الناس إلى حياتهم الطبيعية التي افتقدوها من قبل أربعين سنة كما قال الأمير محمد بن سلمان -يحفظه الله-.
على أن أربعين سنة من عمرنا قد ذهبت هدرا، وعكست صورة قاتمة لسنا عليها واقعا، وكنا نحتاج إلى سنين طويلة لتغيير الصورة النمطية التي ارتسمت لنا، لكن يظهر أن الأمير الشاب قد اختزل الوقت بشكل ماهر، وتم تغيير الصورة النمطية في فترة وجيزة، وحتما فذلك بجهود وزارة الثقافة والهيئة العامة للترفيه اللتين استفرغتا الوسع في إقامة أنشطة وفعاليات عالمية متميزة، استثارت بصمت شكوى عديد من أولئك المتشددين، وليتهم يستمتعون معنا بالرحلة، فالحياة جميلة، وباتت متاحة للجميع، وأقول لهم ما قاله إيليا أبوماضي في قصيدته المتفردة:
أيها الشاكي وما بك داء
كن جميلا ترى الوجود جميلا
والذي نفسه بغير جمال
لا يرى في الوجود شيئا جميلا.
zash113@