بي: أخطاء كوارثية تهدد حلم الإمبراطورية الصينية

السبت - 11 ديسمبر 2021

Sat - 11 Dec 2021








نهضة كبيرة تشهدها الصين                                          (مكة)
نهضة كبيرة تشهدها الصين (مكة)
يردد القادة الصينيون باستمرار أن العالم يشهد اليوم «تغييرات لم تحدث في قرن كامل»، وما يقصده هؤلاء هو أن ميزان القوة العالمي أصبح يميل لصالح بلادهم، بعد سنوات من التدهور والامتهان.

لكن القيادة الصينية نفسها، تواجه خطر أن تؤدي محاولتها استغلال ما يفترض أنها نافذة تتيح فرصة التحول إلى قوة عظمى، إلى غلق هذه النافذة، بحسب مينكسين بي وهو من أصل صيني وأستاذ للعلوم السياسية الأمريكي وخبير في العلاقات الأمريكية الآسيوية.

ويرى مينكسين بي في تحليل نشرته وكالة بلومبيرج للأنباء أنه خلال أربعة عقود منذ وفاة الزعيم المؤسس لجمهورية الصين الشعبية ماو تسي تونج، توفرت بيئة خارجية ساعدت الصين في الخروج من دائرة الفقر والعزلة لتصبح قوة اقتصادية عظمى. والآن تتعرض العلاقات التي طورتها الصين بشق الأنفس مع الاقتصادات المتقدمة في الغرب للتآكل، مما يهدد استمرار النمو الاقتصادي للصين وحصولها على الاستثمارات والتكنولوجيا التي تحتاجها.

ليس هذا فحسب بل إن التحدي الذي تواجهه الصين على الصعيد الأمني أصبح أخطر. فرغم تحقيق القوات المسلحة الصينية قفزات تكنولوجية كبيرة خلال السنوات الأخيرة، بدأت الولايات المتحدة تعتمد بفاعلية على حلفائها لتعزيز نفوذها في محيط الصين. وقد وقعت واشنطن اتفاقا لتزويد أستراليا بغواصات نووية، إلى جانب زيادة التقارب مع كل من اليابان والهند وأستراليا، وهو ما يعني زيادة عدد الخصوم الذين قد تواجههم الصين إذا ما تورطت في أي نزاع.

ويرى مينكسين بي أن السبب وراء تبني الصين لهذه السياسات العدائية يتمثل في عملية صناعة القرار الصيني حاليا، والتي باتت تفتقد إلى الميكانيزمات التقليدية للتحكم في المخاطر، كما أن تبني أي مبادرات سياسية كبرى كان يحتاج إلى موافقة اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للحزب الشيوعي الحاكم بالإجماع. ورغم أن هذه الآلية ليست مثالية وكانت سببا في تعثر الإصلاحات الاقتصادية في أواخر العقد الماضي، فإنها في الوقت نفسه جنبت الصين وقوع السياسة الخارجية في أخطاء قد تتحول إلى كوارث.