برجس حمود البرجس

المحتوى الإعلامي للأعمال والتجارة

الثلاثاء - 07 ديسمبر 2021

Tue - 07 Dec 2021

عندما تفشل شركة في أعمالها وتقرر الإغلاق وتطول مدة إغلاقها لعدة أشهر، بمجرد أن يغرد صاحبها ستحصد التغريدة أكثر من مليون مشاهدة ويتم رواجها في جميع برامج التواصل الاجتماعي.

بينما تنمو القيمة السوقية لشركة ناشئة من الصفر لتصل إلى 100 مليون ريال خلال سنة أو سنتين لا أحد يعلم عنها؛ لأن صاحبها لا يتحدث عنها ولا الجهات الحكومية تروج لنجاحها مع إخفاء اسمها حفاظا على الخصوصية.

نستنتج من ذلك بأن المحتوى الإعلامي لهذه القطاعات لا يرتقي ليعكس الصور الحقيقية للأعمال بالمملكة.

لدينا أعمال داخل المملكة نجحت نجاحا كبيرا واستطاعت جذب مستثمرين وشركاء من داخل المملكة ومن خارجها، بل جذبت أكبر الشركات والصناديق الاستثمارية من خارج المملكة، وهذا يدل على أنه لدينا شركات ناجحة، والأهم أن سوقنا مجدية وواعدة، فنجاح الشركات من نجاح إيراداتها والإقبال عليها والقوة الشرائية.

المحتوى الإعلامي لحقيقة الأعمال لا يبرز معلومات وإحصاءات حقيقية، ولا نصنع محتوى جاذبا ومحفزا لنعكس التجارب الناجحة، وهذا الغياب ترك الساحة الإعلامية متاحة فقط للتجارب الفاشلة والمنشآت التي فشلت تجاربها حتى أن الغالبية أصبح لديه تصور بأن الأعمال في تدهور.

الحقيقة هي الموجودة في التقارير ولا تجد رواجا إعلاميا خجولا إلا بين المهتمين من رواد أعمال ومستثمرين والجهات التي تعمل عليها، أي أن هذه الرسائل لا تصل للغالبية العظمى. بالتحديد، لدينا شركات دخلت السوق بين عامي 2017م و 2020م بدأت من الصفر بدون قيمة سوقية تذكر، وتكلفة تأسيسها لا تصل حتى لـ 100 ألف ريال أو 200 ألف ريال، واليوم قيمها السوقية تخطت 100 مليون و 200 مليون.

السؤال هل صنعنا محتوى ونشرا لهذه المعلومات وتفاصيلها لغالبية السكان؟ هل يعلم الجميع بأنه دخل سوقنا أكبر شركات تحويل الأموال العالمية ومن أكبر شركات المدفوعات المالية العالمية؟ ولدينا أكبر الشركات المحاسبية الاستشارية العالمية؟ أصحاب الاهتمام على معرفة بقصص كثيرة ولكن الرسائل للفضاء الإعلامي ضعيفة. هذه الأعمال تحتاج إلى عمل مؤسساتي يتضمن خطة استراتيجية وتنفيذية.

الاستثمارات الجريئة بالمملكة وصلت إلى 630 مليون ريال خلال النصف الأول لهذا العام 2021م (ستة أشهر)، وهذا يعادل تقريبا الاستثمارات الجريئة بالمملكة للعام الماضي 2020م (12 شهرا) والتي تعادل مجموع الاستثمارات المماثلة لها لعامي 2018م و2019م (24 شهرا). هذا يدل على نمو قوي وكبير في هذا القطاع وهو المعني مباشرة بالأسواق المحلية والقوة الشرائية.

في حين أن الاستثمار الأجنبي في المملكة وصل لأعلى مستوياته، حيث وصلت التدفقات النقدية إلى حوالي 60 مليار ريال خلال النصف الأول لهذا العام 2021م، غالبها في قطاعات التجزئة والتجارة الالكترونية والصناعة والتصنيع والبناء والاتصالات وتقنية المعلومات والقطاع المهني والعلمي.

أرقام خيالية والمقبلون على الاستثمارات هم شركات وصناديق استثمارية تدرك قوة السوق ولا تدخل في أسواق إلا بعد دراسات وتأكد من مستقبله.

مع الأسف لا نعمل على نشر هذه المعلومات بشكل قادر على إيصال المعلومات للمواطنين والسكان، مع أننا نجحنا كثيرا في جذب المعنيين الحقيقيين بالاستثمارات.

هذا الغياب الإعلامي أو ربما عدم إيصال المعلومة للرأي العام بشكل شامل، أوجد فرصا لبروز نشر التجارب المتعثرة والفاشلة على صيغة ملامة على السوق والأنظمة والرسوم والتفتيش والتي ربما بعضها صحيح ولكن ليس لُب الموضوع، الأصل في الموضوع هو البناء الصحيح لتلك المنشآت والنجاح مثل الآخرين.

طبعا هنا أصحاب التجارب الناجحة لا يشاركون بتجاربهم الناجحة، وهذا من شأنهم ولكن الجهات المعنية تستطيع نقل أي تجربة ناجحة مع توضيح القطاع ولكن دون ذكر الأسماء.

Barjasbh@