فاصل ثقافي
الثلاثاء - 07 ديسمبر 2021
Tue - 07 Dec 2021
محطات الثقافة وتحولاتها مستمرة دائمة حتى أن كل جيل يصنع ثقافته الخاصة التي تميزه عن الجيل الذي سبقه، ولهذا السبب جعلت فاصل الثقافة هو العنوان لكي نستعرض التحولات الثقافية التي يمر بها الناس بين فينة وأخرى، وأن كل حقبة مرت كانت تحمل فواصل ثقافية يدركها القليل من الناس وتمر على الكثيرين دون ملاحظة ولا توقف، فالمجتمع الذي يعيش حياة سوية سالمة من الموانع يوسع دائرة المتغيرات التي تساعد على الحراك الاجتماعي، وقلما يلاحظ التغيير الذي يحدثه في حياته ما لم يكن هناك راصد محايد يلاحظ ما يحدث الناس من التحولات الكبيرة، وقد يعد التوقف في نقطة ما في مسير المجتمع فاصلة تميز مرحلة يفضل الناس فيها المتغيرات على الثوابت والطريف على المعروف والتقليعات التي تلفت النظر على التقليد والرتابة المعهودة، في السنوات الأخيرة شهد المجتمع أمثلة من الفواصل الثقافية الكثيرة التي تلفت النظر وإن كانت ضمن السياق الطبيعي لحراك المجتمع، ولكنه سياق مختلف بسرعة غير متوقعة وهذه هي:
الفاصلة الأولى:
الفاصلة الثقافية الأولى الترحيب السريع من قطاع كبير من المجتمع هم الشباب الذين مدوا ذراعا قوية لتقبل مرحلة التطور وضمها إلى صدورهم والفرح بها والسعادة بوجودها وأغلب هؤلاء هم الفئات العمرية التي تشعر بضرورة حرية الانطلاق وتريد التغيير وتستمتع بالأجواء التي توفرها الانطلاقة إلى الأمام وتشعر أنها تمارس حقا من حقوقها في الاختيار الذي ترضاه لحياتها وصلاتها واجتماعاتها ولا تريد في حال من الأحوال أن ترى الموانع والمصدات التي توضع في طريقها مهما كانت تلك المصدات والموانع مهمة لاتساق الحياة وضرورة المحافظة على الحد الأدنى من الانضباط الاجتماعي الذي يسود المجتمع التقليدي، وهذا جانب مهم النظر إليه والتأمل فيه ومنح الراغبين والباحثين عن حدود الانطلاق إلى الأمام فرصة السير الآمن لما يريدون ويختارون، ومرونة التوازن مطلوب في كل الأحوال ولكنه لا يجب أن يبلغ في سرعته وتجاوزه حد الانفصام عن الماضي القريب الذي عهده الناس وألفوه في حياتهم وهم قريبو عهد به هذا حال قطاع كبير من الناس الذين مارسوا حق التحول لصالحهم وساروا فيه أبعد مما كان يجب أن يسيروا حتى ولو مرحليا.
أما الفاصلة الثقافية الثانية فهي لتلك الفئة التي تنظر إلى ما تراه من انطلاق وما كانت فيه من ضيق وانغلاق وتقارن بين الثقافتين ثقافة الأبوة ووضع حراك المجتمع تحت النظر والأمر والتوجيه، وثقافة تنادي بشيء من قبول التعدد والاختلاف وإن كان في الشكل العام حتى أنها تحتار إلى أيهما تميل عندما ترى توحش ثقافة الأمس تتفهم سرعة انطلاقة ثقافة اليوم، لكنها لا ترى أن وضع الفاصلة بين الحالين يميز الأولى عن الثانية، وفي رأيها أن خطو الانطلاق وخطره ليس في السرعة؛ لكن في مضمون الثقافة في الانفصال عن ثقافة المجتمع والتعلق بثقافة أخرى أجنبية أو حتى مختلطة لا يُعرف مدى صواب الأخذ بها ولا حقيقة أمرها، ثقافات ولغات يختلط بعضها ببعض يمارسها الشباب بفرح وحب وسعادة بما يرونه من مكاسب التحول والتغيير وقد لا يدركون أبعادها ولا تأثيرها على مستقبلهم.
أما الفاصلة الثقافية الأخيرة فتقول: «إن التفاعل الثقافي والحضاري والتواصل مع الناس كافة والمجتمعات وثقافاتها التي لم تعد تفصلها عن بعضها فواصل بل هي أقرب إلى السيولة والاختلاط أمر لا غبار عليه لكن لا يرى دعاة هذه الفاصلة الثقافية أن يكون الظاهر والطاغي والغالب المحبوب هو المستورد الأجنبي. وأن تغيب الثقافة التقليدية والصورة المحلية في ضباب الثقافات الوافدة ويرون أن المظهر الذي تبرزه دائرة الضوء الساطعة على الثقافات المختلفة وتمجيدها قد يعشي عيون الشباب عن مخاطر كثيرة تلتف في زوايا الثقافة العمياء الآتية من وراء البحار.
Mtenback@
الفاصلة الأولى:
الفاصلة الثقافية الأولى الترحيب السريع من قطاع كبير من المجتمع هم الشباب الذين مدوا ذراعا قوية لتقبل مرحلة التطور وضمها إلى صدورهم والفرح بها والسعادة بوجودها وأغلب هؤلاء هم الفئات العمرية التي تشعر بضرورة حرية الانطلاق وتريد التغيير وتستمتع بالأجواء التي توفرها الانطلاقة إلى الأمام وتشعر أنها تمارس حقا من حقوقها في الاختيار الذي ترضاه لحياتها وصلاتها واجتماعاتها ولا تريد في حال من الأحوال أن ترى الموانع والمصدات التي توضع في طريقها مهما كانت تلك المصدات والموانع مهمة لاتساق الحياة وضرورة المحافظة على الحد الأدنى من الانضباط الاجتماعي الذي يسود المجتمع التقليدي، وهذا جانب مهم النظر إليه والتأمل فيه ومنح الراغبين والباحثين عن حدود الانطلاق إلى الأمام فرصة السير الآمن لما يريدون ويختارون، ومرونة التوازن مطلوب في كل الأحوال ولكنه لا يجب أن يبلغ في سرعته وتجاوزه حد الانفصام عن الماضي القريب الذي عهده الناس وألفوه في حياتهم وهم قريبو عهد به هذا حال قطاع كبير من الناس الذين مارسوا حق التحول لصالحهم وساروا فيه أبعد مما كان يجب أن يسيروا حتى ولو مرحليا.
أما الفاصلة الثقافية الثانية فهي لتلك الفئة التي تنظر إلى ما تراه من انطلاق وما كانت فيه من ضيق وانغلاق وتقارن بين الثقافتين ثقافة الأبوة ووضع حراك المجتمع تحت النظر والأمر والتوجيه، وثقافة تنادي بشيء من قبول التعدد والاختلاف وإن كان في الشكل العام حتى أنها تحتار إلى أيهما تميل عندما ترى توحش ثقافة الأمس تتفهم سرعة انطلاقة ثقافة اليوم، لكنها لا ترى أن وضع الفاصلة بين الحالين يميز الأولى عن الثانية، وفي رأيها أن خطو الانطلاق وخطره ليس في السرعة؛ لكن في مضمون الثقافة في الانفصال عن ثقافة المجتمع والتعلق بثقافة أخرى أجنبية أو حتى مختلطة لا يُعرف مدى صواب الأخذ بها ولا حقيقة أمرها، ثقافات ولغات يختلط بعضها ببعض يمارسها الشباب بفرح وحب وسعادة بما يرونه من مكاسب التحول والتغيير وقد لا يدركون أبعادها ولا تأثيرها على مستقبلهم.
أما الفاصلة الثقافية الأخيرة فتقول: «إن التفاعل الثقافي والحضاري والتواصل مع الناس كافة والمجتمعات وثقافاتها التي لم تعد تفصلها عن بعضها فواصل بل هي أقرب إلى السيولة والاختلاط أمر لا غبار عليه لكن لا يرى دعاة هذه الفاصلة الثقافية أن يكون الظاهر والطاغي والغالب المحبوب هو المستورد الأجنبي. وأن تغيب الثقافة التقليدية والصورة المحلية في ضباب الثقافات الوافدة ويرون أن المظهر الذي تبرزه دائرة الضوء الساطعة على الثقافات المختلفة وتمجيدها قد يعشي عيون الشباب عن مخاطر كثيرة تلتف في زوايا الثقافة العمياء الآتية من وراء البحار.
Mtenback@