سعود ثامر الحارثي

قرداحي: من العنجهية للاستقالة الإجبارية

الاحد - 05 ديسمبر 2021

Sun - 05 Dec 2021

جورج قرداحي وزير الإعلام اللبناني سابقا والمستقيل حاليا بالإكراه والإجبار، هو ذلك الإعلامي الذي ظهر في أحد البرامج التلفزيونية اللبنانية كضيف يتم استجوابه عن تأييده لجرائم النظام السوري التي أنكرها العالم بأجمعه، تاركا ما تم استضافته له ليتحدث عن الحرب على الحوثي في اليمن وما انتهكه من جرائم حرب ضد المدنيين بأنها حرب عبثية، ليسقط التهم جزافا على المملكة العربية السعودية والخليج العربي حول هذه الحرب، ليجمع في هذا اللقاء أو الاستضافة ما بين تأييده للنظام السوري الإرهابي وميليشيات الحوثي الإرهابية في آن واحد.

هذه التهم التي أدلى بها أثناء اللقاء كانت بمثابة تكريم له بتعيينه وزيرا للإعلام اللبناني في حكومة الرئيس شربل وهبة، لتسقطه لاحقا من هذا المنصب عنوة ويستقيل على إثرها.

هذا الإعلامي بعد أن تم تعيينه وزيرا للإعلام أظهر حقيقته ونواياه بتحويل الإعلام اللبناني إلى أداة تخدم حزب الله وأعوانه، بل كان مشروعه القادم هو تنظيم هذا الإعلام وتطويره من تنظيم للقنوات والصحف التي تدعم الإرهاب في لبنان وسوريا واليمن واتخاذها من لبنان مركزا لها، لتأتي المطالبة باستقالته من هذا المنصب من الشعب اللبناني نفسه قبل العالم العربي.

هذه الاستقالة الباهتة حاول فيها إظهار الكرامة والسيادة بعد أن كان متعنجها لم تكن باختياره إنما أتت بناء على أوامر من فرنسا وتحديدا من ماكرون عن طريق نجيب ميقاتي ليظهر هذا الإعلامي بمؤتمر صحفي عن هذه الاستقالة متذرعا بقوله (إن هذه الاستقالة جاءت من أجل شعب لبنان ومن أجل اللبناني الموجود في الخليج).

ليبقى السؤال الأهم لجورج قرداحي: أين السيادة التي تحدثت عنها سابقا ورفضت الاستقالة من أجلها؟ ولماذا لم تستقل فورا عن منصبك بعد المطالبة بإقالتك حفاظا على الشعب اللبناني وأبنائه داخله وخارجه؟

هذه الاستقالة تعد خطوة صغيرة لإصلاح العلاقات وإعادتها مع دول الخليج، كما أنها لا تعني إيقاف إرهاب حزب الله وأعوانه، فهي لم تنص على أي اتفاق أو بنود تخدم مصالح المملكة العربية السعودية والخليج العربي، ولم تغير أي شيء من واقع لبنان الحالي الذي يتحكم حزب الله في معظم حكومته الحالية، كما أنها لم توقف تهريب المخدرات وإرسال المقاتلين إلى اليمن، إنما لبنان سيبقى لبنان كما هو عليه الآن سواء باستقالة جورج قرادحي أو حتى الحكومة الحالية بأكملها أو ببقائها، لتكمن مشكلة لبنان الحقيقية في تولي حزب الله مقاليد الأمور في هذه الدولة.

sths83@