سليمان محمد الشريف

«أصدقاء» ماجد عبدالله

الخميس - 02 ديسمبر 2021

Thu - 02 Dec 2021

«أصدقاء» مفهوم يربط مجموعة أو مجموعات من الناس بعلاقة يتبادلون من خلالها المودة الخالصة، من هذا المفهوم الإنساني الجميل انطلقت فكرة تأسيس الكيان وخلاصة العمل الخيري الكبير في (جمعية أصدقاء لاعبي كرة القدم القدامى الخيرية) ومختصرها «أصدقاء»، وتحولت الفكرة إلى واقع مؤسسي كبير يقف على قدميه بكل قوة في مدينة الرياض.

‏كان هذا الحلم هاجس اللاعب السابق - ماجد عبدالله - الذي أراد من خلاله تقديم خدمة لفئة مغيبة عن الأضواء، حتى أصبح حقيقة وترأس مجلس إدارتها الإنسان «ماجد» الأسطورة الكروية الكبير الذي لطالما أسعد محبي كل كرة القدم بكافة ميولهم واخترق سهمه قلوبهم واستقر بين مشاعرهم ، واليوم يترك هذا الكبير أثرا رائعا ووقعا مختلفا من خلال هذه «الجمعية» الإنسانية» والتي اختار الكابتن «ماجد» لها مصطلح «أصدقاء» لما يشمله من معان كبيرة رفيعة أراد من خلاله تحقيق المفهوم الحقيقي له على أرض الواقع عملا للفئة المستهدفة وهم نجوم كرة القدم السابقون وأسرهم المحتاجة للمساعدة - من كان منهم على قيد الحياة أو أسرة من

انتقل منهم إلى رحمة الله.

‏عرفت كغيري ماجد عبدالله لاعبا ولم أعرفه عن قرب، وبكل صراحة كان من أمنياتي مقابلة هذا الإنسان غير العادي الذي رسم لنفسه خريطة من الحب، وقابلته أول مرة في مناسبة كروية عام 1996 في جدة في لقاء صحفي لصالح صحيفة «الرياضية» ولم يكن ذلك اللقاء مع لاعب أسطوري حطم الأرقام القياسية لقاء عاديا سيما وأنني رأيته يرفض الحديث مع بعض الصحفيين مواصلا طريقه مع الأمير عبدالرحمن بن سعود – رحمه الله - نحو حافلة نادي النصر، ولكنني استوقفته وتحدثت معه، فكان بداية العلاقة والتواصل مع هذه الظاهرة الإنسانية الرياضية، ويستمر هذا التواصل من باب «جمعية أصدقاء» التي شرفني بعضويتها وعضوية جمعيتها العمومية العادية وغير العادية، وحقيقة أن الإنسان يشعر بالفخر وهو يعمل مع كوكبة رياضية يقف على هرمها وسدة مسؤوليتها ماجد عبدالله وعدد من المجتمع الرياضي المعروف بغية خدمة فئة أسعدت يوما قلوب الملايين.

‏و«الجمعية» انطلقت قبل نحو خمسة أعوام تحت إشراف وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية تقديرا لهؤلاء النجوم الذين مارسوا كرة القدم شغفا قبل زمن الاحتراف وعقود الأرقام الفلكية وقبل أن تكون مصدرا للثراء، ومنهم من يعاني اليوم العوز وضيق ذات اليد، مما دفع رفيق دربهم وزميلهم وصديق المدورة في الزمن الصعب أسطورة اللعبة وسيد أسياد كرة القدم الآسيوية ونجمها العالمي ماجد عبدالله للتفكير في تأسيس هذه «الجمعية» لمساعدتهم وتقديم العون لهم أملا في ضمان حياة كريمة وسعيدة لهم وعكس ذلك صدى واسعا.

‏واستطاعت «أصدقاء» خلال هذه الفترة الوجيزة تحقيق إنجازات كبيرة بفضل الله ثم بدعم أعضائها الفاعلين، وبرغم عمرها الزمني القليل إلا أنها قدمت أكثر من 53036 خدمة منذ تأسيسها حتى اليوم وتوزعت على خدمات المسارات الرئيسة الخمسة : السكن - المساعدة – التمكين – التوعية – الصحة، وتستعد اليوم لتوسيع نطاقها المكاني خارج مدينة الرياض بالمنطقتين الشرقية والغربية خلال عام 2022، وشهد اجتماع الجمعية العمومية الأخير آمالا عريضة للأعضاء المؤسسين خرجت من رحم الإنجازات التي حققتها الجمعية خلال الفترة المنصرمة، ما يؤكد الرغبة الكبيرة في مواصلة نجاحات هذا المشروع الإنساني العملاق الذي يعد من المشاريع الأولى على المستوى الإقليمي والقاري، ومن المشاريع ذات الريادة الإنسانية العالمية.

soliman_asharef@