خالد عمر حشوان

النجاح الوظيفي

الخميس - 02 ديسمبر 2021

Thu - 02 Dec 2021

النجاح الوظيفي هو طموح يرغب كل موظف بالوصول إليه، ويختلف هذا الطموح من شخص لآخر، فهو عند البعض هدف مادي لتلبية الاحتياجات الضرورية والعيش بطريقة كريمة، وعند البعض الآخر طموح للوصول إلى عالم المليارات والعيش بطريقة فارهة مع تحقيق كل الأمنيات، وقد يرى البعض أنه الاستمتاع بالحياة دون عناء وشقاء في العمل مع التمتع بها بطريقة متوازنة تحقق له رغباته الوظيفية المحدودة وهو في النهاية مركز وظيفي يحقق طموح كل هذه الفئات.

وللوصول إلى النجاح الوظيفي هناك خطوات لا بد من توفرها في الموظف أو المسؤول وأهمها:

1 - تحديد الأهداف: إن تحديد الأهداف المهنية أو الشخصية ومعرفتها بدقة يسهم في تحقيقها في إطار زمني محدد لها، وقد تكون هذه الأهداف قصيرة أو طويلة الأجل حسب الإطار المحدد لها كي يتم قياس مدى التقدم في مسيرة تحقيقها، ولابد أن تكون هذه الأهداف مرنة وقابلة للتغيير حسب المعطيات والظروف العملية المستجدة.

2 - وضع خطة واضحة للوصول للأهداف: عند وضوح الأهداف يمكن وضع خطة لتحقيقها في فترة زمنية محددة دون تردد، مهما تغيرت الأهداف بمرور الوقت حسب متغيرات الحياة المهنية والنجاحات والإخفاقات التي يمر بها الموظف؛ لذلك لابد أن تكون الخطة أيضا مرنة وقابلة للتغيير حسب تغير الأهداف والظروف ويتم فيها تحديد المسار بالأولويات والخطوات التي تساعد على النمو والتقدم نحو النجاح.

3 - الإصرار على النجاح: الإصرار هو التحدي الحقيقي للنفس ويكون دائما بالعمل الجاد رغم العقبات غير المتوقعة التي قد تخرج الموظف من مسار الأهداف، وبالإصرار يمكن تخطي العقبات وعدم الاستسلام لها والمحاولة المستمرة لبلوغ الأهداف المطلوبة، لذلك ترى السفينة في البحر تسير في الأمواج والأهوال ولا تخشاها حتى تصل إلى هدفها الأخير وغالبا ما تصل.

4 - التركيز على نقاط القوة للنجاح: نقاط القوة هي الأدوات الحقيقة للنجاح؛ لذلك لابد من التركيز عليها واستخدامها بالطريقة المثلى، مثل: الأداء، الشخصية، الكفاءة، التعبير، الثقة بالنفس، القدرة على إثبات الذات والسعي لتحقيق نتائج إيجابية في مسار النجاح وتحقيق الأهداف.

5 - التعلم من الأخطاء والعثرات: لكل موظف في بداية حياته العملية أخطاء وعثرات بسبب قلة الخبرة، ولكن مع تقدم الزمن يتعلم الموظف من هذه الأخطاء ويكتسب خبرة أكبر تساعده في الوصول إلى الأهداف بطريقة أفضل وأسرع، ولكن لابد للموظف ألا تحبطه هذه الأخطاء وتجعله يفقد الثقة في نفسه وتكون عائقا له في الوصول إلى النجاح بل هي مرحلة تعلم واستفادة وكسب خبرة في العمل.

6 - الالتزام بمواصفات الموظف الناجح: وتتمثل هذه المواصفات في الصدق، الأمانة، الالتزام بالمواعيد، احترام فريق العمل، التعاون المثمر، مشاركة الآراء والأفكار، استشارة الرؤساء في مجال العمل، العمل الجاد، الحماس باتزان والقدرة على إنجاز العمل في الزمن المحدد له.

7 - تحديد الأدوار والمسؤوليات الوظيفية: معرفة الأدوار والمسؤوليات الوظيفية وتحديدها وتوضيحها بأن تكون موثقة لفريق العمل للاطلاع عليها في حالة اختلاف الآراء وهو أمر مهم في تحقيق النجاح، حتى يعرف جميع الموظفين التزاماتهم المهنية (من يعمل ماذا).

8 - تعزيز التواصل بين فريق العمل: التواصل الجيد هو جوهر العمل الجماعي وهو ما يميزه عن غيره بالوضوح والاستماع والتعاون وتبادل المعلومات والقدرة على التوصل إلى حلول عند اختلاف الآراء مع تعزيز التواصل الاجتماعي للفريق خارج إطار العمل لإبعاده عن ضغوطات العمل وتجديد الطاقة الإيجابية للفريق للتعاون المثمر.

9 - المكافأة والتشجيع للموظفين المتميزين: التقدير والمكافأة سواء كانت مالية أو معنوية أو عينية للموظفين المتميزين تجعلهم سعداء بهذا التقدير ويكون ذلك تحفيزا لهم من أجل بذل المزيد وتشجيعا لذوي الأداء المنخفض لمراجعة أنفسهم ومحاولة تحسين الأداء وخلق المنافسة الشريفة بينهم.

10 - الحرص على التطور الدائم والتميز: وهو ما يعني مواكبة كل جديد يسهم في تطوير مجال العمل مثل الدورات وحضور المؤتمرات وأساليب التطور المهني الجديدة والتواصل داخل وخارج نطاق العمل الذي يؤدي إلى التميز في أداء العمل عن الأساليب المعتادة في الإنجاز.

11 - العدل في تقييم الأداء الوظيفي: تقييم الأداء هو عملية إدارية لتحديد كفاءة الموظفين في إنجاز العمل وهي جزء من عملية الرقابة في المنظمة وأي خلل أو سوء تقييم للأداء الوظيفي لفريق العمل يكون دائما سببا رئيسا في عدم تحقيق الأهداف، وتكمن أهمية الأداء الوظيفي في اتخاذ القرارات الوظيفية الهامة للموظفين بناء على الأداء، تحديد الاحتياجات التدريبية لهم، تقييم سياسات الموارد البشرية، تزويد الإدارة بمعلومات عن الموظفين للتوجيه المستمر لهم والمحافظة على النجاح الوظيفي للمنظمة بتطوير الكفاءات البشرية والمحافظة عليها.

12 - صنع قادة للمستقبل: قادة المستقبل هم الموظفون الذين نرغب في تحويلهم إلى قادة في إدارة المواقف والتحديات الصعبة للمستقبل وذلك بإخراج طاقاتهم المكنوزة ومهاراتهم الكامنة وإعطائهم الفرصة لإثبات ذاتهم مع التركيز على طموحهم وشغفهم للقيادة وحب التحدي والنجاح وإشراكهم في الرؤية المستقبلية لاستمرار النجاح الوظيفي.

وهذه الفقرة قمت بتخصيص مقال خاص لها بعنوان «كيف نصنع قادة للمستقبل» نشر سابقا، لأهميتها القصوى في عملية النجاح الوظيفي.