عبدالله المزهر

المقال الأخير!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الخميس - 04 أغسطس 2016

Thu - 04 Aug 2016

كنت أود وعظكم عن فضل هذه الجمعة المباركة كونها آخر جمعة أكتب فيها مقالا قبل استراحة لا أعلم كم ستكون مدتها، لكن ـ ولسوء حظكم ـ فقد قررت قبل دقائق فقط من كتابة المقال الكف عن وعظ الناس قبل الانتهاء من إصلاح نفسي، وهي مهمة يبدو أنها ستطول هي الأخرى.



الكتابة اليومية مهمة صعبة ـ بالنسبة لي على الأقل ـ ولكني اعتدتها حتى أصبحت جزءا من روتيني اليومي وهذه مشكلة أخرى.



اعتدت عد الأغراض الموجودة في جيبي قبل خروجي من المنزل، فإذا كان عددها خمسة أشياء (المفتاح والجوال والمحفظة وشيئين آخرين) فهذا يعني أني لم أنس شيئا. ومنذ بدأت الكتابة اليومية أصبح المقال هو الشيء السادس الذي يجب أن أتأكد من الانتهاء منه قبل الذهاب لأي مكان.



وبما أنه لم يمدحني أحد فإني سأقوم بهذه المهمة وأخبركم أني أشعر بكثير من الرضا عن تجربتي في الكتابة اليومية، وأني استمتعت بها رغم مشقتها، ولولا خوفي من فقدان هذه المتعة لما فكرت في الابتعاد قليلا.



أما أكثر ما يشعرني بالرضا فهو أني لم أتغير «كثيرا» فأنا في البيت وفي الشارع وفي المقهى وفي العمل وفي الحراج وفي التشليح وفي ورشة السيارات وفي تويتر وفي المقال الصحفي أحمل ذات الأفكار وأعبر عنها، لست مع تيار ضد آخر، وكل التيارات الفكرية والاتجاهات السياسية عندي سواء، آخذ منهم كلهم وأرد منهم كلهم وليس لدي نية في الانتماء لأي فريق ولا تيار، وبالطبع فإني أستثني الاتفاق وليفربول، لأنهما يمثلان التيار الوحيد الذي لا يمكنني إنكار الانتماء إليه.



وعلى أي حال..



سأحاول أن أستمتع بهذه الإجازة قدر المستطاع حتى أستعيد لياقتي في التنكيد على الآخرين بقية أيام العام. صحيح أن التفاؤل أمر مطلوب وجميل لكن العالم لن يتغير كثيرا، ولا يتوقع أن يعم السلام والعدل أرجاء الكوكب قبل الانتهاء من إجازتي، وبالطبع فإنه لا يتوقع بعد ظهوري من جديد أن أملأ الأرض قسطا وعدلا بعد أن ملئت ظلما وجورا!



[email protected]