بسام فتيني

حوكمة القنوات التلفزيونية الرسمية

الاحد - 28 نوفمبر 2021

Sun - 28 Nov 2021

أعتقد أنني في الأسابيع الماضية قد أسرفت في ذكر مصطلح الحوكمة كثيرا، ولا أعتقد أنه إسراف منبوذ، بل إسراف حميد؛ لأن الحوكمة تعتمد على المبدأ الرشيد في الإدارة الحديثة الضابطة المنضبطة ضبطا محكم الأحكام!

حسنا وبعد أن وجهت حديثي لوزير الحج والعمرة سابقا ومناشدتي له بتطبيق الحوكمة على الجهات والشركات ذات العلاقة بالحج والعمرة جاء الدور الآن لتوجيه البوصلة نحو قطاع هام ومنفذ مهم للصورة الذهنية والوجه الإعلامي للصحافة التلفزيونية الرسمية عبر القنوات المحلية الرسمية من قنوات تلفزيونية أو إذاعات حكومية رسمية.

وكنت قد كتبت قبل سنوات مقالا بعنوان (شركات القنوات السعودية الرسمية) وتلقيت اتصالا حينها من مكتب الوزير آنذاك يؤكد أن ذلك توجه قريب الحدوث وسيتم البدء به عبر القناة الإخبارية السعودية ولا أعلم حقيقة أي تفاصيل مستجدة بعد ذلك، لكن ما أشاهده اليوم فعليا أن هناك تطورا ملحوظا للقناة الإخبارية تتفوق به قليلا على باقي القنوات الأخرى كقناة السعودية (القناة الأولى) سابقا، وبعيدا عما حدث ويحدث من عدم رضا عن القنوات الرياضية الناقلة للدوري السعودي (لا سيما وأني غير مهتم بالرياضة للأسف).

أقول بعيدا عن ذلك، أقترح على الأستاذ محمد فهد الحارثي وهو رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون باستحداث إدارة لتطبيق الحوكمة في جانب واحد على الأقل لقياس الأثر ثم قياس النتائج عقب ذلك، وأقترح أن يكون ذلك مثلا في حوكمة اختيار المسلسلات والبرامج المعروضة على الشاشة.

ثم (وقد أجزم) أنه سيسارع في تطبيقها على جميع أعمال الهيئة من إذاعة وتلفزيون.

فالحوكمة التي أقترحها ستمنح الفرص العادلة للمحتوى وستعزز مبدأ الإفصاح والشفافية لتكلفة الإنتاج ومن ثم تحسين الدخل الإعلاني بل والاستفادة من قنوات التواصل الاجتماعي المتفرعة تحت جهاز هيئة الإذاعة والتلفزيون واستخدامها كرافد إعلاني تجاري يمثل وسيلة دخل إضافية لإيرادات الكيان الأساس للهيئة.

أعلم أن التفاصيل كثيرة ومتشعبة لكن أتمنى أن يتخذ الأستاذ محمد الحارثي الخطوة الأولى. فقنواتنا تستحق وكوادرنا الوطنية تحتاج فقط الفرص العادلة للجميع سواء من منتجين أو مقدمي خدمة أو حتى المهتمين في مجال التقديم التلفزيوني أو الإذاعي والإخراج الإبداعي.

بل وأعتقد أنه يجب وفورا إعادة الاستفادة من مركز التدريب الذي أُعلن عنه قبل سنوات تحت مظلة الهيئة ولكن لم نعد نسمع عنه شيئا الآن!

وقبل الختام يجب أن نقول شكرا للتطورات الملموسة التي أضيفت مؤخرا كلمسة وفاء لكبار الإعلاميين بتكريمهم وإعادتهم للشاشة ومنحهم الفرصة للتقديم الإخباري مجددا بعد غيابهم لسنوات وهو ما يحسب للقائمين على الهيئة ورئيسها.

ختاما/ التلفزيون السعودي وقنواته ثروة لم تستغل بعد والله لم تستغل رغم كل الإمكانيات التي يملكها ولعل القادم أجمل وهذا ما أتمناه.

BASSM_FATINY@